معارضة قوية في النمسا لبنود اتفاقية تحرير التجارة مع الولايات المتحدة

اتهم البرلماني التابع لحزب الخضر المعارض، فيرنر كوجلر، الحكومة النمساوية بلعب دور مزدوج في المفاوضات الجارية بشأن اتفاقية التجارة الحرة مع أمريكا، كما اتهم رئيس الحكومة ونائبه بإصدار تصريحات على عكس مع ما يتم التفاوض عليه خلف الكواليس، وهو مادفع البعض إلى المطالبة بالكشف عن الوثائق السرية للمفاوضات الجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في محاولة لزيادة الشفافية التي تحيط بهذه المفاوضات.
وتواجه معاهدة تحرير التجارة بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية المعروفة باسم "الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي"، وكذلك اتفاقية تحرير التجارة مع كندا، التي يتم التفاوض بشأنهما خلال الوقت الراهن، معارضة شديدة من قبل الأحزاب النمساوية التي تقع خارج صفوف الحكومة.
كما تواجه الاتفاقيتين اعتراضات قوية من قبل جمعيات حماية حقوق المستهلكين والبيئة في النمسا، حيث تعرب هذه الجهات عن قلقها الشديد إزاء تخوفها من المساس بالمعايير الصارمة التي تطبقها الدول الأوروبية في مجالات الصحة، البيئة، قوانين العمل، حماية المواد الغذائية، وترفض دخول المنتجات الغذائية والمحاصيل المعالجة وراثياً، وتعترض في نفس الوقت على وجود بنود في الإتفاقية تحمي المستثمرين والشركات الكبيرة وتسمح لهم باللجوء إلى التحكيم للاعتراض على التشريعات والقواعد المحلية المنظمة لحماية البيئة والمستهلك في الدول الأوروبية.
ويطالب المعترضون في المقابل بحذف هذه البنود، التي يمكن أن تعطي الشركات الكبيرة الحق في إقامة دعاوى قضائية لإلغاء بعض القيود القانونية الصارمة، بشكل يمكن أن يؤثر على مجموعة واسعة من المجالات التي تمتد من التغير المناخي إلى حماية المستهلك وحماية حقوق العمال.
وفي ذات السياق يطالب حزب الخضر المعارض وغيره من الجهات التي ترفض الاتفاقيتين بشكلهما الحالي بضرورة تصديق برلمان النمسا على المعاهدتين قبل دخولهما إلى حيز التنفيذ، وجاء هذا التأكيد خلال الاجتماعين اللذين عقدا مؤخراً في برلمان النمسا مع كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي المعني باتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، جارسيا بيرسيرو، وكذلك كبير مفاوضي الاتحاد الأوربي المعنية باتفاقية التجارة الحرة مع كندا، ستيف فيرهويل.