طارق مصطفى يخترق الشوارع الجانبية للميدان بصحبة السعداوى

عن دار الربيع العربى، صدر للكاتب الصحفى والناشط فى مجال حقوق المرأة، طارق مصطفى كتابه " الشوارع الجانبية للميدان" بمقدمة للدكتورة نوال السعداوى قالت فيها «الثورة الحقيقية تغير الأدب والفكر والفن بمثل ما تغير السياسة، بل إن الثورة فى الفن والأدب والفكر هى الأقوى والأعمق والأبقى فى كل مكان وزمان» .
يدخل طارق مصطفى فى كتابه إلى دهاليز حياة متناقضة لبشر اختاروا ان تجمعهم الصدفة ويفرقهم القدر، فيحكى فى قصة «ابن موت» عن البلطجى الذى يهابه الجميع ويقابل محمد الذى يسكن فى منطقته وهو يعانى ضعفا فى جسده فيمنعه والده من الخروج.
عالمان متناقضان تماما لكن كل منهما يجد ما ينقصه فى الآخر فتنشأ علاقة مثلية بينهما تتحدى ما يحيط بهما من تقاليد، يرى محمد فى حمو «البلطجى» حريته التى يسعى إليها، ويرى البلطجى فى محمد الصدق والبراءة التى تنقصه، ينتقلان إلى العيش معا ولكن محمد يموت بعد أيام.
و يحكى طارق درجة أخرى من الاختلاف فى قصة «كارمن شبرا» عن ليلى المستقلة القوية التى تركت أسرتها لتعيش وحدها فتعامل معها الرجال على أنها رجل مثلهم فهى ليست الشخصية الضعيفة التى تحتاج إلى المساعدة فدفعت ثمن ذلك فى علاقات فاشلة، بينما تعامل معها المجتمع على أنها عاهرة.
ورغم ان صاحب المتتالية القصصية، لم يكن معنيا فى الأساس برصد أحداث الثورة، لكن يبقى عمله مقترنا بما يعرف بأدب الثورة، فهو يرصد ثورات من نوع خاص فى حياة اشخاص استثنائيين، ربما يفضل المجتمع أن يتجنب ذكرهم أو الحديث عنهم فيهمشهم المجتمع فى الشوارع الجانبية؛ لأنهم خرجوا عن طوعه.