"عم محفوظ" :
أول راتب لى كان 120 قرشا..ووصل إلي 6 جنيهات في السبعينيات
حصلت علي مكأفاة بطولة الجمهورية 5 جنيهات وتم خصمها مني 500 جنيه
رفضت رشوة 15 ألف جنيه لبيع أرض مركز شباب العبور عام 72
لا أشرب المكيفات.. وسلمت بطاقة التأمين الصحي ناصعة البياض
طفولة وشباب مشرفين؛ محفوظ حسن حسن 75 عاما بطل الجمهورية في المصارعة الحرة لمدة 3 عقود هي "الخمسينيات والستينيات والسبعينيات".
عم محفوظ هو قصة نجاح وكفاح وعشق للرياضة نادرا ما تتكرر مات والده وهو في سن مبكرة وتركه وحيدا لأمه التي تزوجها عمه حتي يحافظ عليه وعلي والدته وانجب منها 6 أبناء أصبحوا إخوة لمحفوظ إلي أن مات عمه أيضا في سن مبكرة وتولى محفوظ رعاية والدته وإخوته غير الأشقاء من عمه.
لم يدخل عم محفوظ المدرسة إطلاقا نظرا للظروف المادية التي مرت بها الأسرة، ورغم حصوله علي شهادة "نحو" الامية كما ينطقها الا إنها علي الورق فقط ولا يعرف القراءة ولا الكتابة ,وبالتالي لا يمتلك ساعة يد ولا هاتف محمول حتي الان وفي حياته.
توجه محفوظ للساحة الشعبية ومارس الرياضة وكان يتقاضي راتبا 120 قرشا إلي أن وصل سنه 16 سنة وكان من أبطال الساحة الشعبية في المصارعة الحرة وزن 57 كيلو وبفضل الله استطاع أن يخوض أول بطولة على مستوى محافظات شمال الصعيد ويقول عم محفوظ "تغلبت علي بطل شمال الصعيد وزن الديك الذي كان عقبة علي لاعبي بني سويف ,وصعدت لبطولة الجمهورية وآخر مرة لعبت مع بطل العالم المصري "علي محسب "بطل الاسكندرية وكانت التصفية علي المركز الأول .وعلي مستوي المحافظة ظللت متربعا علي عرش المحافظة لمدة 25 عاما".
بطولة المحافظة في التنس عام 64
ويضيف عم محفوظ أهوي الرياضة بكل أنواعها فقد كنت بطلا لبني سويف في السباحة وحصلت علي درجة منقذ لمدة 41 عاما منذ عام 1959حتي عام 2000 كما كنت بطلا للمحافظة في التنس حتي حصلت علي بطولة وكأس المحافظة في التنس عام 1964 وأخترقت الضاحية لمسافة 14 كيلو مترًا.. وتدربت علي أيدي مربي منتخب مصر للمصارعة ومنهم البطل الدولي محمد علي عبد العال"بليه"والكابتن أحمد مصطفي وكنت مرشحا لتمثيل مصر في الجزائر لولا "الكوسة" في القاهرة.
ويقول عم محفوظ في أيام المحافظ عبد الفتاح غلوش كان يمنحني كل خميس "5" جنيهات في حين كان راتبي "3" جنيهات.
شباب فوق السبعين.
ويضيف :لا أتناول الشاي بكثرة وعمري ما"شربت"سجائر وعلي مدي حياتي الوظيفية كعامل في الساحة الشعبية ومركز شباب العبور لم اذهب بفضل الله إلي طبيب أو إلي التأمين الصحي وعندما بلغت سن المعاش سلمت للعمل بطاقة التأمين الصحي ناصعة البياض .ويضيف إلي الآن أمارس الرياضة يوميا كل صباح وأشارك الشباب تدريباتهم بل وأواصل مع أكثر من لاعب.
رشوة 15 ألف جنيه أوائل السبعينيات ويقول عم محفوظ : بعد عودتي من بطولة الجمهورية كان طلبي الوحيد من المحافظ ومن وزير الرياضة أنشئ مركز شباب بقرية علي راغب التابعة لبندر بني سويف وكانت قطعة الأرض عبارة عن مستنقع ومأوي للحشرات والزواحف واستطعت ان أجمع مبالغ مالية بدأت بـ 5 قروش و10 قروش حتي أسست المركز بمساعدة محافظ بني سويف في ذلك الوقت السيد عبد المنصف حزين.
ووجدت معارضة كبيرة من قلة يقطنون العزبة طمعا في قطعة الأرض وتم عرض 15 ألف جنيه علي كرشوة ولكني رفضت أن أبيع ضميري وأخون بلدي وأهلي، غيري كأي رياضي شريف علي الرغم من راتبي حينذاك كان لا يتعدي 6 جنيهات. وتمت تسمية المركز باسم العبور ورفضت أن يطلق عليه بإسمي.
وكان الفضل الأكبر للمحافظ عبد المنصف حزين وأطلق عليه مركز شباب العبور وأصدر قرارا بتعييني عاملا فيه ومفوضا لحل أي مشكلة أو التزامات في المركز بالتعاون مع المحافظة.
وعن أولاده يقول عم محفوظ كان معي ولدين توفي احدهما و3 بنات أحداهن حاصلة علي دبلوم والأخيرتين ربات بيوت ولا يعملن ,أما الابن فيعمل أمين شرطة في البحث الجنائي.
"حسرة وألم... "
يقول عم محفوظ وقبله يعتصر ألما والدموع تسابق عينيه عندما حصلت علي بطولة الجمهورية تم تعييني بالساحة الشعبية وتم صرف "5 جنيهات" مكافاة الفوز من الساحة الشعبية وبعد مرور عدة أعوام فوجئت بتفتيش من الجهاز المركزي للمحاسبات يستنكر المكأفاة ويعتبرها إهدار للمال العام ويتم خصمها مني 500 جنية وتم خصمها من راتبي علي دفعات كل شهر يتم خصم 20 جنيها حتي انتهت وتساءل عم محفوظ هل ذنبي ان أكون بطلا للجمهورية وأرفع راية المحافظة وهل تتم معاملتي كالمختلسين والحرامية ؟ودخل عم محفوظ في نوبة من البكاء مطالبا بعودة كرامته أمام أولاده وإظهار الحق قبل وفاته وكانت هي أمنيته الوحيدة قبل أن أغادر مركز شباب العبور وبعد إلحاح مني أن يطلب شيئا آخر قال أتمني زيارة بيت الله الحرام لكن الأيد قصيرة والعين بصيرة.