مدبولى لـ"صدى البلد": الجيش كان وسيطا بين "أرابتك" و"الإسكان".. والقوات المسلحة لا تملك أراضى كافية لـ"المليون"

أكد الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، أن القوات المسلحة لم تكن طرفا في مشروع المليون وحدة سكنية مع شركة "أرابتك" الإماراتية، ولكنها مجرد وسيط يقوم بجذب مستثمرين أجانب لضخ استثمارات في السوق المحلية وتوصيلهم بالجهات المعنية، وهو ما تم مع وزارة الإسكان، والتي كانت طرفا أساسيا مع الشركة منذ اليوم الأول.
وقال وزير الإسكان، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، إنه تم الاتفاق على توفير أراض للشركة لتنفيذ وحدات للإسكان المتوسط بالمدن الجديدة التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة مملوكة لوزارة الإسكان، خاصة أن القوات المسلحة لا تمتلك أراضي كافية بالمدن الجديدة، ولكن من الممكن في المراحل التالية توفير أراضي مملوكة للقوات المسلحة لاستكمال المشروع عليها.
وأضاف أن سبب تأخر الشركة في استكمال المفاوضات مع الجانب المصري يرجع إلى الاضطرابات الداخلية بالشركة وتغيير هيكل مجلس الإدارة، ولكن الشركة أكدت جديتها في تنفيذ المشروع وتقوم حاليا باستكمال التفاصيل وتسعير الوحدات لتحديد نسبة الوزارة منها والاتفاق على سعر البيع لهذه الوحدات، على أن يتم تحديد قيمة الأرض بما يتناسب طرديا مع الأسعار التي ستبيع بها الشركة الوحدات للمواطنين، ففى حالة خفض سعر الوحدات للمواطنين ستقوم الوزارة بخفض سعر متر الأرض، وفى حالة البيع بسعر السوق سيتم تسعير المتر بسعر السوق بدون أى خفض وتحدد نسبة الوزارة بقيمة الأراضى التى قدمتها للشركة.
وأشار إلى أن فكرة مشروع أرابتك يمكن تنفيذها وتكرارها لتدشين وحدات سكنية للشريحة المتوسطة، خاصة أنها تنفذ وحدات تتناسب مع متطلبات تلك الشريحة والخاصة بوحدات ذات مساحات تتعدى الـ100 متر وكاملة التشطيب، وهو ما لا يتناسب مع وحدات محدودي الدخل، وقال إن الشراكة بين المستثمر والدولة تحقق العديد من المزايا للطرفين.
وأضاف أن المزايا التي تحصل عليها الدولة تتمثل في تنمية مخزون الأراضي لديها والحصول على وحدات سكنية من المشروع بعد إنهائه تضمن وجود موارد مالية لخزانة الدولة، بدون أن تتحمل الدولة بنفسها عبء البناء وتوفير موارد ذاتية ترهقها فى ظل ارتفاع عجز الموازنة، وفي المقابل فإن المستثمر يضخ استثماراته في تنفيذ المشروع وليس سداد قيمة الأرض، وهو ما يقلل من فرص التعثر في التنفيذ نتيجة عدم توافر سيولة لديه، ويساهم فى تقليل التكلفة الإجمالية للمشروع لديه.
وكانت "أرابتك" الإماراتية وقعت مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بروتوكول تعاون بداية العام الجارى لتنفيذ مليون وحدة سكنية للشباب بتمويل من الشركة الإمارتية، إلا أن فى أكتوبر الماضى تم نقل التفاوض لوزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بدلا من القوات المسلحة، لأنها الجهة المسئولة عن منح الأرض، وتم تغيير طبيعة المشروع من إسكان للشباب ومحدودى الدخل للإسكان المتوسط.