صحيفة بريطانية: سعي "الإخوان" للاستئثار بالسلطة "مغامرة"

وصفت صحيفة "ذي فاينانشيال تايمز" البريطانية، سعي جماعة "الاخوان المسلمين" لما اعتبره البعض محاولة لفرض هيمنة كاملة على مؤسسات الدولة ومراكز السلطة في مصر، بانه "مغامرة كبيرة" تعكس تحولا جذريا عن نهجها القديم في إعتماد الحذر وتلمس خطواتها السياسية طيلة عقود ماضية وتراجعا عن وعودها الاخيرة بتقاسم السلطة مع المجلس العسكري الحاكم للبلاد حاليا.
وذكرت الصحيفة -في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت اليوم الاربعاء- أنه على الرغم من أن خيرت الشاطر، مرشح الجماعة للانتخابات الرئاسية، يعد بالفعل مرشحا قويا قد يكسب تعاطفا واسعا نتيجة الظلم الذي تعرض له تحت حكم النظام السابق وحبسه طيلة 12 عاما، غير أن فوزه غير مضمون بأى شكل من الاشكال، إذ يرى بعض المحللين أن ترشحه سيفتت أصوات الاسلاميين وسيصب ذلك في مصلحة المرشح عمرو موسي، فيما يرى البعض الاخر أنه يفتقر الى الكاريزما الطاغية التي تمكنه من جذب أصوات الناخبين.
كما رأت الصحيفة، أنه في الوقت الذي قد تشكل فيه هزيمة الشاطر مصدر إحراج بالغ للجماعة، يحمل فوزه في طياته "مخاطرة مذهلة" حيث إنها تفتقر إلى خبرات سابقة في تحمل مسئولية البلاد كاملة، فضلا عن أن الوقت الحالي يشهد تعثر الاقتصاد الوطني وتنامي التوقعات الشعبية.
في السياق ذاته، قالت الصحيفة أن المصريين محقون حينما يعتقدون بأن الجماعة باتت غير جديرة بثقتهم..مشيرة الى انها قد خرقت جميع وعودها السابقة سواء بعدم السعي وراء فرض هيمنة كاملة على البرلمان وتفضيل الاجماع في الرأي عن احتكار القرار وعدم طرح مرشح رئاسي.
واشارت الصحيفة، الى أن أعضاء الجماعة يرون أن عمرو موسي تربطه صلات وثيقة مع نظام الرئيس السابق حسني مبارك؛ كما يقلقهاارتفاع أسهم المرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل والذي بدأت حملته تكتسب زخما شعبيا واسعا، فضلا عن مخاوف تعتريها إزاء طموحات عبد المنعم أبو الفتوح -عضو الجماعة السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية.
ولفتت الصحيفة -في ختام تعليقها- إلى أن خصوم الجماعة يرفضون تلك العلل والسيناريوهات، التي تحاول الجماعة بلورتها و تكريسها لتبرر تراجعها عن وعودها السابقة بوصفها مبررات "غير مقنعة"..مشيرين الى أن الجماعة كان أمامها خيارات أقل جدلية كمحاولة مواءمة مصالحها مع مطالب ورغبات الاطراف الاخرى على الساحة السياسية في مصر بدلا من عزل نفسها والخروج عن سباق الترشح الرئاسي أو طرح مرشح توافقي.