هل وجدت نفسك يوماً تثور لأتفه الأسباب؟ أو تشعر بأن شرارة الغضب تشتعل بداخلك من كلمة أو تصرف بسيط؟ هذه الحالة شائعة أكثر مما نعتقد، لكنها ليست دائماً مجرد "طبع عصبي"، بل قد تخفي وراءها أسباباً نفسية وعاطفية عميقة لم يتم التعامل معها.
الغضب ليس ضعفاً.. لكنه رسالة من الداخل
فى إطار هذا قال الدكتور محمد هاني اخصائي الصحة النفسية واستشاري العلاقات الأسرية، فى تصريحات خاصة لصدى البلد، أن الغضب هو رد فعل طبيعي تجاه ما نراه ظلماً أو استفزازاً، لكن عندما يصبح متكرراً ومبالغاً فيه لأسباب بسيطة، فهذا قد يكون إشارة على أن هناك توتراً أو ضغطاً داخلياً يحتاج إلى معالجة. بعض الأشخاص يفسرون الغضب المبالغ فيه على أنه ضعف تحكم في الأعصاب، لكن في الحقيقة، هو أحياناً جرس إنذار نفسي.
الأسباب النفسية وراء الغضب السريع

التوتر المزمن: تراكم الضغوط اليومية في العمل أو المنزل يجعل الجهاز العصبي في حالة استعداد دائم، فيصبح الشخص أكثر حساسية لأي موقف.
الصدمات السابقة: التجارب السلبية في الماضي قد تجعل الفرد يفسر المواقف البسيطة على أنها تهديد أو إهانة.
قلة النوم: الحرمان من النوم يضعف القدرة على ضبط الانفعالات، ويجعل ردود الفعل أسرع وأعنف.

القلق والاكتئاب: القلق المستمر أو الإحباط قد يتجلى في شكل عصبية مفرطة.
خلل الهرمونات: مثل اضطراب الغدة الدرقية أو التغيرات الهرمونية عند النساء، مما يؤثر على المزاج.
كيف تعرف أن غضبك أصبح مشكلة؟

إذا كان الغضب يتسبب في مشاكل متكررة في العمل أو مع الأسرة.
إذا شعرت بالندم بعد كل نوبة غضب.
إذا كان جسمك يتفاعل بعنف تسارع ضربات القلب، رعشة، صداع حتى في المواقف البسيطة.
خطوات للتحكم في الغضب
التوقف قبل الرد: عد حتى 10 قبل أن تتكلم أو تتصرف.
التنفس العميق: أخذ نفس عميق وبطيء يساعد على تهدئة الجهاز العصبي.
التعبير بالكلمات لا بالأفعال: قل ما يزعجك بهدوء بدلاً من الصراخ أو التصرف بعنف.
تغيير البيئة مؤقتاً: إذا شعرت بالغضب، غادر المكان لبضع دقائق.
ممارسة الرياضة: تساعد على تفريغ الطاقة السلبية وتحسين المزاج.
متى تحتاج مساعدة مختص؟
إذا كان الغضب يؤثر على علاقاتك أو عملك أو صحتك النفسية، فقد يكون من المفيد التحدث إلى معالج نفسي. العلاج السلوكي المعرفي CBT يعد من أنجح الطرق للتعامل مع الغضب المفرط، لأنه يساعدك على فهم المحفزات وتغيير طريقة التفكير.