الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فك شفرة بعض لفائف البردي العتيقة التي احترقت في ثورة بركان فيزوف

صدى البلد

ظل مضمون المئات من أوراق البردي التي تحولت إلى رماد عقب ثورة بركان جبل فيزوف بإيطاليا عام 79 ميلادية -في واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية الأثرية- لغزا منذئذ... إلا أن الأمر قد يتغير قريبا.
فقد أعلن العلماء يوم الثلاثاء إنهم تمكنوا بالاستعانة بتقنيات متطورة من الأشعة السينية من فك شفرة بعض ما كتب على هذه اللفائف المحترقة التي كانت ترقد ذات يوم بمكتبة في فيلا فخمة في مدينة هركولانيوم العتيقة التي كانت تطل على خليج نابولي.
وهذه المكتبة جزء مما يسمى فيلا البردي التي يعتقد انها كانت تخص والد زوجة يوليوس قيصر. واكتشفت مكتبات أخرى عتيقة إلا ان فيلا البردي هي الوحيدة التي لا تزال لفائفها موجودة.
وأدت ثورة البركان إلى دفن مدينة هركولانيوم إلى جانب شقيقتها مدينة بومبي. وأسفر انفجار الغازات البركانية الساخنة عن احتراق هذه اللفائف لتصبح في نهاية المطاف كجذوع الأشجار المحترقة.
وتم استخراج نحو 1800 من هذه اللفائف الرقيقة الهشة خلال الخمسينيات من القرن الثامن عشر. وتم فك شفرة بعضها ولم يتسن التعرف على مضمون معظمها. وأدت الطرق التي استخدمت على مدار الزمن لبسط هذه اللفائف او فصل طبقاتها الى اتلاف الكثير منها.
ويتشابه الى حد كبير تركيب أوراق البردي المحترقة وحبر الفحم النباتي الاسود المستخدم في كتابتها مما يجعل من الصعوبة بمكان التعرف على الكتابة حتى باستخدام أكثر وسائل المسح الضوئي تطورا.
إلا ان الباحثين استعانوا بتقنيات تشبه الاشعة المقطعية بالكمبيوتر لفك شفرة الكتابة فيما تظل أوراق البردي ملفوفة على حالها.
وقال ايمانويل برون من المؤسسة الاوروبية لاشعاع السنكروترون في جرينوبل وجامعة لودفيج ماكسميليانز في ميونيخ الذي ساعد في الاشراف على هذه الدراسة "انها هشة تماما هي تقريبا قطع من الفحم".
ووجد الباحثون ان اللغة المستخدمة هي الاغريقية القديمة وان لفائف سليمة ربما تحمل نصا مكتوبا للشاعر الفيلسوف فيلوديموس الذي عاش في القرن الاول قبل الميلاد.
وفي حين ان هذه الدراسة لا تهدف الى كشف النقاب عن مضمون اللفائف بالكامل قال فيتو موسيلا من معهد الالكترونيات والانظمة الدقيقة بالمجلس القومي للبحوث في نابولي إن هناك خططا للاستعانة بهذه التقنيات لفك شفرة مئات من اللفائف المتبقية. ويأمل الخبراء بانها ربما تحتوي على أعمال قديمة شهيرة مفقودة.
وقال "نشعر باهتمام بالغ بشأن هذا الاحتمال لاننا نعرف مدى قيمة دراسة الحضارتين الاغريقية واللاتينية القديمة".
وقال برون إن اللفائف السليمة المستخدمة في الدراسة -التي نشرت نتائجها في دورية (نيتشر كوميونيكيشنز)- أهديت لنابوليون بونابرت عام 1802 .