بعد 7 سنوات من الزواج يكتشف أن زوجته بطلة أفلام إباحية

جلس على كرسى خشبى متهالك وسط زحام العابسين والمهمومين فى رواق يفضى إلى إحدى قاعات محكمة الأسرة بزنانيري، يرتدي جلبابا داكنا رثا عليه معطف أسود اللون لا يخلو من الرقع يكشف عن انحنائة خفيفة في أعلى ظهره، يزين رأسه بعمامة بيضاء تظهر ما أصابها من شيب.
وينتعل حذاء ممزقا، يفضح قدمين ارهقهما التنقل بين ساحات المساجد والزوايا بحثا عن مريد لبضاعته من سبح وكتب دينية وروائح مسك
وعنبروسواك، يظفر منه فى نهاية سعيه اللاهث ببضعة جنيهات يسد بها جوع طفليه، يدارى خلف عدسات نظارته الطبية عينيه الممتلئتين ببقايا دموع حارة على زوجة اسلمت روحها للشيطان، وعرضت عوراتها فى مشاهد ولقطات لافلام اباحية يتداولها عبيد الشهوات والباحثين عن الملذات المحرمة– حسب روايته-، ويبحث بعين زائغة عن مستقبل صغيرين سيظل عار امهما يلاحقهما اينما ذهبا، انه (م.أ) الرجل الاربعينى الذى طرق ابواب المحكمة لتقتص له من امرأته الثلاثينية.
"زوجتى بطلة أفلام إباحية" قالها الرجل الأربعينى الذى بدا وكأن كل شيء تخلى عنه، حتى أسنانه تركت فاه خاويا على عروشه فى بداية رواية تفاصيل حكايته لـ"صدى البلد"، والألم يعتصر قلبه، والانكسار والعجز ينحت ملامح وجهه.
وبكلمات متلعثمة يتابع: "احببتها منذ اللحظة الاولى التى وقعت عينى عليها وهى جالسة تفترش بضاعتها أمام مسجد باحد الأحياء الراقية أمر به خلال بحثى عن مريد يبتاع منى كتاب دينى أو سبحة أو سواك مقابل مبلغ زهيد يبقينى حيا، سحرنى جمالها الممزوج بعرق السعى على لقمة العيش، فحسبت انها الزوجة الصالحة التى ستعيننى على قسوة الحياة والوحدة، وستكافح معى، عرضت عليها الزواج فقبلت بعد ان افصحت لى عن ظروف طلاقها من زوجها الاول وابنها "البلطجى"الذى لايسأل عليها إلا إذا أراد منها مالا لينفقه على المخدرات، لم أعبأ بما سردت فقد اغشى عشقها بصرى، وخدعت بمظهرها المحافظ".
تتسارع انفاس الرجل الاربعينى، وتنفلت الدموع من عينيه البائستين وهو يكمل سرد تفاصيل روايته:" تزوجنا وعشنا سويا فى "عشة" باحد الاحياء الفقيرة، ورغم الفقر المدقع الذى احاطنا مرت أيامنا هادئة، سنوات ونحن نجاهد سويا بشرف من أجل الفوز ببضعة جنيهات نسد بها جوع الطفلين، حتى ظهر ابن زوجتى "العاق"، انقلبت حياتنا رأسا على عقب، وتبدلت احوال رفيقة دربى، فباتت تغيب عن البيت بالايام وتعود فى حالة يرثى لها، فاقدة القدرة على النطق، الوسخ يغطى ثيابها، ويخفى ملامحها تماما، مصابة بأمراض جلدية وتناسلية، حاولت أن اتقصى منها آثر الحقيقة لاقتل الشك الذى يعتصر قلبى، لكنى كنت أصطدم دوما بدموعها وصمتها، ولاننى احبها كنت اتحمل واكتفى بعلاجها وتأنيبها، تكررت واقعة غيابها، ولاحظت انها تقع عقب ظهور ولدها، واجهتها بالأمر وضيقت عليها الخناق بعد ان فرغ صبرى، فاعترفت لى بالحقيقة".
يشيح الزوج الاربعينى بوجهه بعيدا عن محدثه حتى لايلمح فى ناظريه مايذكره بعاره: "اعترفت لى بانها تصور أفلام اباحية مقابل أموال يتحصل عليها ولدها، وسردت لى بالتفصيل كيف سقطت فى بئر الرذيلة، واقسمت بانها كانت ضحية لمكيدة نصبها لها ابنها، حيث اصطحبها الى احدى الشقق بعدما اقنعها ان مالكيها فى حاجة إلى خادمة، وانهم سيدفعون لها اضعاف ماتحصله من بيع المناديل والحلوى فى الشوارع، وهناك تم تخديرها- حسب روايتها.
واستيقظت بعد فترة لتجد نفسها عارية ومحاطة بكاميرات وإضاءة، وأكدت أنها حاولت الإفلات منهم أكثر من مرة، إلا أنهم كانوا يهددونها دوما بأنهم سيفضحونها، نزلت كلماتها على كالصاعقة، وتسمرت فى مكانى، انهمرت هى فى البكاء وأخذت تتوسل لى كى أسامحها، فكرت ان اقتلها واغسل عارى بيدى لكن ماذنب الطفلين ان ييتما، فاشترطت عليها ان تقطع علاقتها بابنها نهائيا اذا ارادت ان اغفر لها ذنبها، وعندما علم ولدها بماجرى ثار لانه خسر الجسد الذى يدر له ذهبا، وارغمنى على تطليقها تحت تهديد السلاح".
ويختتم الزوج الاربعينى حكايته قائلا: "وبعد فترة اعدتها الى عصمتى لكن بعقد عرفى من اجل الطفلين، إلا انها لم تكف عما تفعل، فقررت أن اقتص منها بالقانون، راقبتها حتى تأكدت انها بصحبة احد الرجال، فذهبت إلى اقرب قسم الشرطة وطلبت إثبات خيانة زوجتى لى، وانتقلت معى قوة إلى الشقة الموجودة بها امرأتى إلا أنها تمكنت من الهرب، وهددنى صاحب الشقة بتلفيق قضية مخدرات اذا لم اتنازل عن شكواى، فتنازلت ولم اجد أمامى سوى محكمة الاسرة لكى تقتص لى من تلك السيدة وتسقط عنها حقوقها ، لكن هل سينصفنى القانون وهو لم يوضع إلا لانصاف النساء فقط".