بالصور.. السيسي: حقوق الانسان لا تقف عند حدود الحقوق المدنية ولكن تمتد لتشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية

التقى الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم بمقر رئاسة الجمهورية، بعدد من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية في دول حوض النيل وبعض دول الجنوب الإفريقي، وذلك بحضور مسؤولي وزارة الخارجية المكلفين بمتابعة شئون دول حوض النيل، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وصرح السفير/ علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بالصحفيين الأفارقة معربا عن التقدير والمودة اللذين تكنهما مصر لكافة شعوب دول القارة، ومؤكدا أن العلاقات بين مصر وأشقائها الأفارقة علاقات مصيرية.
وأضاف سيادته أنه حرص منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية في خطاب التنصيب على التأكيد على أن المرحلة القادمة ستشهد انفتاحا مصريا على إفريقيا ونهوضا شاملا في كافة أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة.
وأضاف الرئيس أن اِستراتيجية مصر في التعامل مع الدول الافريقية تقوم على أسس من المشاركة والتعاون لتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي، لاسيما أن شعوب القارة قد عانت لعقود طويلة وحان الوقت لتحصل على حقها في الاستقرار والرخاء، وهو الأمر الذي لن يتأتى دون التمسك بالقيم النبيلة التي حضت عليها كافة الأديان، وفي مقدمتها التسامح والرحمة.
وذكر السفير/ علاء يوسف، أن الرئيس استعرض مجمل تطورات الأوضاع في مصر منذ يناير 2011، مؤكداً أن الأولوية القصوى تتمثل في الحفاظ على الدولة المصرية، ومن ثم فإن مصر ماضية على طريق تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل، حيث سيتم استكمال بناء مؤسسات الدولة بإجراء الانتخابات البرلمانية في شهر مارس المقبل لاختيار البرلمان الجديد.
وقد أشاد الرئيس بالمرأة المصرية ومشاركتها الفاعلة في الاستحقاقات التي أجرتها مصر، معولاً على دورها المستقبلي في العديد من المجالات، ومؤكداً على أهمية إيلاء الاهتمام والرعاية التعليمية والصحية للمرأة المصرية.
وذكر السفير/ علاء يوسف، أن رؤساء التحرير الأفارقة قدموا للسيد الرئيس وللشعب المصري خالص التعازي في المواطنين المصريين الأبرياء الذي راحوا ضحية العمل الإرهابي الغاشم في ليبيا. وردا على استفساراتهم وتساؤلاتهم، أفاد السيد الرئيس بأن مصر تحرص على مواصلة التشاور مع القادة والرؤساء العرب والأفارقة سواء في إطار جامعة الدول العربية أو الاتحاد الافريقي، مستشهدا على ذلك بالعديد من اللقاءات التي أجراها سيادته مع عدد من القادة الأفارقة على هامش المشاركة في قمة الاتحاد الافريقي بأديس أبابا في يناير الماضي.
وأضاف الرئيس مؤكداً على العلاقات القوية التي تجمع بين مصر والسودان وكافة الدول الافريقية، منوهاً إلى أن عملية بناء الثقة مع دول حوض النيل تزداد يوماً تلو الآخر ويدعمها تحقيق تعاون بناء ومثمر.
وأشار السفير/ علاء يوسف، إلى أنه رداً على الرغبة التي أبداها رؤساء التحرير الأفارقة في قيام السيد الرئيس بزيارة دولهم، أكد الرئيس حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع كافة الدول الافريقية، معرباً عن تطلعه لزيارة الدول الافريقية الشقيقة، إلا أن العديد من الارتباطات تحول دون ذلك في المستقبل القريب، ومن بينها على سبيل المثال المؤتمر الاقتصادي، وإجراء الانتخابات البرلمانية الذين سيشدهما شهر مارس المقبل.
وأضاف الرئيس أن هناك الكثير من أوجه التعاون التي يمكن العمل على تعزيزها بين مصر والدول الإفريقية بما يتيح فرصاً واعدة للنمو والتعاون، ولا سيما في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار، وتطوير المجرى الملاحي لنهر النيل وربط منابعه بالبحر المتوسط لتوفير نافذة للصادرات الأفريقية على الخارج، منوها إلى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تختزل علاقات مصر مع إفريقيا في نهر النيل فقط.
وردا على تساؤل بشأن إخفاق الدول الأفريقية في تحقيق بعض أهداف الألفية للتنمية، أوضح الرئيس أنه يتعين أولاً أن يكون للإعلاميين دورٌ في توعية الشعوب بحقيقة الأوضاع الاقتصادية لدولهم، حيث أن الإخفاق في تحقيق الأهداف في كثير من الأحيان لا يكون مرده إلى تقاعسٍ أو سوءٍ في الإدارة، وإنما نظراً لمحدودية موارد الدولة، وأضاف سيادته أنه يتعين النظر إلى التنمية بمفهومها الشامل الذي لا يقتصر على التنمية الاقتصادية ولكن يمتد ليشمل تنمية الانسان ثقافياً وتعليمياً.
وردا على استفسار بشأن عدم تغطية بعض التقارير الإعلامية لحقيقة الأوضاع في مصر فضلا عن بعض تقارير المنظمات الحقوقية التي تنتقد أوضاع حقوق الانسان فيها، ذكر الرئيس ان بعض التقارير تنقل نقلاً أميناً وبعضها يجانبها الانصاف أو قد تكون موجهة خدمةً لأغراض معينة، ومن ثم فإن زيارة رؤساء التحرير الأفارقة سيكون لها أثر بالغ في التعرف على حقيقة الأوضاع على الأرض ونقلها للشعوب الافريقية. وأضاف السيد الرئيس أن مصر تحترم حقوق الانسان ولكن ينبغي أن تتم أيضاً حماية حقوق المواطنين من أية محاولات للاعتداء عليهم أو المساس بأمنهم واستقرارهم، أخذا في الاعتبار أن مصر دولة يناهز تعداد سكانها تسعين مليوناً.
وأوضح أن حقوق الانسان لا تقف عند حدود الحقوق المدنية ولكن تمتد لتشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، التي لا يمكن تحقيقها دون إرساء قواعد الامن والاستقرار. ودعا سيادته رؤساء التحرير الأفارقة إلى متابعة الصحف المصرية سواء القومية أو الخاصة وكذا القنوات التليفزيونية والفضائية للتعرف بأنفسهم على مدى الحرية التي تتمتع بها وسائل الاعلام المصرية، منوها إلى أن حرية التعبير عن الرأي مُصانة ومكفولة للجميع طالما ظلت في إطارها السلمي.
وعلى صعيد سبل معالجة الخلافات والانقسامات التي تعاني منها بعض الدول الإفريقية سواء على الصعيد الداخلي أو بين الدول وبعضها، أكد السيد الرئيس على الحاجة إلى بناء الانسان الإفريقي ثقافياً وتعليمياً، ورفع كفاءة وقدرات الكوادر الإفريقية، وهو الأمر الذي تساهم فيه مصر عبر جهود وأنشطة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وذلك لنقل الخبرات المصرية وصقل الكوادر الإفريقية، بما يجعلها أكثر تسامحاً وفهماً للثقافات والأديان الأخرى، أخذاً في الاعتبار أن هناك عددا من الدول المتقدمة التي اتخذت من الاختلاف العرقي والديني والثقافي وسيلةً لإثراء مجتمعاتها وليس للتناحر والخلاف.
وفيما يتعلق بتطور العلاقات المصرية الاثيوبية وخاصة ملف المياه، ذكر الرئيس أنه بعد لقاء سيادته برئيس الوزراء الاثيوبي على هامش قمة مالابو في يونيو 2014 أبدى الطرفان المصري والاثيوبي تفهماً لشواغل كل طرف، حيث أكدت مصر على حق الشعب الاثيوبي في التنمية، وأقرت إثيوبيا بحق الشعب المصري في الحياة، لاسيما أن نهر النيل هو مصدر المياه الوحيد في مصر، مُضيفاً أنه حان الوقت لترجمة ذلك التوافق الشفهي والنوايا الطيبة إلى التزام مكتوب، يكفل للأجيال القادمة من البلدين حقوقهما ويجنبهما الخلافات ويعد بموجب وثيقة ملزمة لمن سيتولى السلطة في البلدين في المستقبل.