طفلات لهن حقوق

قرأت خبرا بأحد الجرائد المصرية الواسعة الانتشار ضد كل الاعراف الانسانية ومواثيق حقوق الانسان التى ارتضتها شعوب العالم اجمع منذ عقود . الخبر عن القبض علي عصابة لتزويج القاصرات، من مسنين أثرياء غير مصريين تتزعمها سيدة وشقيقتها قاموا بتزويج طفلة14 عاما 21 مرة والتى اعتبروها سلعة تباع وتشتري مقابل مهر بآلاف عن كل زيجة والذي أدي إلي ضياع مستقبل الطفلة بعد أن يختفي عادة المسن الثري ويتركها بلا حقوق.
تذكرت عند قراءة الخبر الرئيس التونسى الراحل بورقيبة الذى اصدر قانونا نريد من الحكومة المصرية مثله وهو جبرية تعليم البنت وتغريم كل اب لايقوم بهذا الواجب سنويا وان تتولى الحكومة تعليم الطفلة, ادى هذا الى تقليص نسبة الامية الى اقل معدل بالوطن العربى وهيأ المجتمع التونسى لرفع الظلم عن المرأة وقبول عملها وتقوية المجتمع المدنى بإجراءت اخرى لمساواة الجنسين. تحية لروح العظيم بورقيبة الذى انصف المرأة والمجتمع بقرارات مصيرية والتى بسببها تشارك المرأة الان بكل ترحاب فى كل ميادين العمل الاجتماعى بتونس.
ان تقدم الحضارة الانسانية يتطلب مشاركة كاملة من الجميع ومن ضمنهم النساء. وحتى يتمّ ذلك، على العائلات والمجتمع أن تقدّر قيمة الأطفال الإناث والذكور على حد سواء. ومحاولة تغيير العادات والممارسات الضارة ضد الفتيات الصغيرات. وعلينا أن نعترف بأن قدرة النساء مساوية، بل إنها احيانا تفوق قدرة الرجال في التنمية وقد ساهمت بعض المجتمعات والمنظمات المحلية والدولية مثل اليونيسيف مساهمة كبيرة في زيادة الوعي العالمي لتأثير التمييز الجنسي على الملايين من الطفلات.
فليس من الواجب حصول الأطفال الإناث على طعام ورعاية صحية وتعليم كاف فحسب, بل يجب منحهن كل فرصة لتنمية قدراتهن. ان الفتيات لن تقدمن خدمة للإنسانية كونهن أمهات ومعلمات أوائل للأجيال القادمة فقط بل ولكونهن نساء سيُقَدّمن مساهمات خاصة لخلق عالم تسوده العدالة والحيوية والتعاون والتناغم ودرجة من الشفقة لم يشهد التاريخ مثلها من قبل. بل نجد الأمهات الآن أصبحن العامل الأول لدفع الأفراد نحو تغيير المجتمع كما رأينا فى ثورات الربيع العربى. فوحدهن يمكنهن زرع احترام الذات واحترام الآخرين في أطفالهن كضرورة لتقدم المجتمع.
وتستحق قضية تعليم الفتيات أكبر دعم ممكن من الحكومة. فلا يمكن لأمّة أن تحقق النجاح إلا إذا عم التعليم جميع سكانها. وعلى النساء والفتيات أن يحصلن على التعليم الجيد لأن الأم لا تستطيع أن تعطي ما لا تملك.و تحتاج الطفلة في السنين الأولى من حياتها إلى بيئة مُربية وإرشاد حكيم من أجل تطوير شخصية سليمة وفكر مدرب جيداً. فإذا كانت الأم غير قادرة، بسبب عدم كفاءتها، أن تُزَوِّد أطفالها بالخبرات والتجارب التي ستؤهلهم لاحقاً، للدراسة الرسمية، سيجدون أنفسهم عديمي الفائدة. ومع ذلك يجب التأكيد، على أن هذه المسئولية المزدوجة في تطوير شخصية الطفلة وتحريك وتحفيز تفكيرها تقع على عاتق الأسرة ككل، بما في ذلك الأب والأجداد، وعلى المجتمع أيضاً. وأن "تركيبة العائلة يجب ان توفر فرصاً فريدة للأطفال الذكور والرجال ليشاركوا في تغيير واقع الطفلة والمرأة".
كما تستطيع المنظمات غير الحكومية أيضاً أن تساهم مساهمة جوهرية في تركيز الإنتباه على دور الطفلة من خلال نشاطات مجتمعها ومن ضمنها الفنون والعلوم والزراعة والتجارة والصناعة.
واخيرا مادامت النساء ممنوعات من تحقيق أعلى إمكاناتهن بالمشاركة الفاعلة بالمجتمع ، سيظل الرجال غير قادرين على الوصول إلى العظمة التي يمكن أن تكون لهم ولن ينصلح المجتمع الا بدخول النساء بكل ترحاب الى كل ميادين العمل الانسانى كشريكة كاملة للرجل .