المفتي في مقاله بـ«نيوز وييك»: العالم في حاجة ماسة للأخلاق المحمدية.. وإلصاق الإرهاب بالإسلام ليس عدلا

◄المفتي في مقاله بـ«نيوز وييك» الأمريكية:
- لا مكان للإرهاب في تعاليم الدين الإسلامي
- الحرب الأيديولوجية تكشف زيف الأفكار الإرهابية المتطرفة
- الأعمال الإرهابية انتهاك كامل للإسلام والأعراف الإنسانية
- القتل كبيرة من الكبائر وتستحق عقاب الله في الدنيا والآخرة
- المتطرفون تجاهلوا الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة
- العالم في حاجة ماسة للأخلاق المحمدية التي تمثل تعاليم القرآن
- المتطرفون لا يملكون العلم الصحيح لتفسير النصوص الدينية
- إلصاق الإرهاب على الإسلام بسبب أفعال المتطرفين ليس عدلاً
نشرت مجلة «نيوز وييك» الأمريكية- الأكثر انتشارًا في العالم- مقالًا باللغة الإنجليزية للدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية- أكد فيه أن «الحرب على الإرهاب تبدأ أولاً بالمعركة الأيديولوجية في كشف زيف الأفكار المعوجة ونزع المصداقية منها التي يحاول المتطرفون إضفاءها على جرائمهم».
وأضاف المفتي، في مقاله، الذي جاء بعنوان «لا مكان للإرهاب في تعاليم الدين الإسلامي»، أن «الإرهاب لا دين ولا وطن له وأن العالم ليس بمنأى عن هجماته مما يحتم على الجميع الاتحاد في مكافحته والقضاء عليه فكرياً وأمنيًا»، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال الإرهابية المروعة التي يقوم بها الموتورون هي انتهاك كامل للشريعة الإسلامية والأعراف الإنسانية، مؤكدًا أن هؤلاء المجرمين لا يمثلون المسلمين ولا يتحدثون باسم الإسلام.
وشدد مفتي الجمهورية، على أن «الله سبحانه وتعالى قد عد قدسية الحياة والحفاظ عليها مقصدًا من مقاصد الشريعة الإسلامية، فقال: «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا»، فقد اعتبر أن القتل كبيرة من الكبائر وتستحق عقاب الله في الدنيا والآخرة، يقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء».
وأوضح علام، أن التعاليم الإسلامية ترفض الإرهاب والعنف بجميع أشكاله، مؤكدًا أننا يجب أن نظهر قيم الرحمة والتسامح التي دعا إليها نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الذي يكن له ما يزيد عن مليار ونصف كل الحب والود والاحترام، لأن النبي الكريم هو منارة الرحمة وينبوع الحكمة ودليلنا إلى الكمال في طريقنا إلى الله.
وأشار مفتي الجمهورية، إلى أنه من المحزن أن هؤلاء المتطرفين قد شوهوا التعاليم الإسلامية والقيم المحمدية بأفعالهم البربرية لكي توافق أهواءهم المريضة، مشددًا أن جرائمهم تتعارض كليًا مع الجوهر الحقيقي للرسالة المحمدية من خلال ذبحهم الأبرياء وحرقهم المدارس وسبيهم النساء واضطهادهم الأقليات الدينية وترويعهم المجتمع بأكمله وانتهاكهم حقوق الإنسان بصورة صارخة.
ولفت إلى أن المتطرفين قد تجاهلوا الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة؛ مؤكدا أن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد تعرض مرارا للأذى من قبل أعدائه، لكنه تجاهل تلك الأفعال، وآثر طريق المغفرة والرحمة والشفقة بدلًا من الانتقام.
وأكد مفتي الجمهورية، أن العالم في حاجة ماسة للأخلاق المحمدية التي تمثل تعاليم القرآن، وعلى المجتمع الدولي أن يفصل ما بين رسالة الإسلام النبيلة، وبين هؤلاء المتطرفين الذين لا يملكون العلم الصحيح لتفسير النصوص الدينية.
واستطرد مفتي الجمهورية قائلاً: «أريد أن أكون واضحًا مرة أخرى: الإسلام يرفض تمامًا التطرف والإرهاب، ولكن إذا لم نفهم العوامل والدوافع التي تلقي بالشباب في طريق التطرف والإرهاب، ونحاول إيجاد الحلول الجذرية لعلاج هذه الظواهر فلن نستطيع أن نقضي على هذه الآفة الخطيرة التي تهدد العالم أجمع».
وتابع: «من المؤسف أن نرى ردود الفعل المتسرعة في الأخبار فور وقع أي حادث إرهابي في أي منطقة في العالم وإلقاء اللوم على الإسلام والمسلمين بسبب أفعال المتطرفين، فهذا ليس من العدل».
وطالب مفتي الجمهورية في ختام مقاله بأنه يجب على العالم أن يتحد من أجل مواجهة هذا الخطر، دون تشويه لصورة المسلمين دون سبب، لأن تشويه المسلمين لا يصب في مصلحة التعايش السلمي بين البشرية.
وقال: «نحن اليوم في حاجة ماسة إلى أن يكون علماء الدين على دراية بواقع العالم الحديث، ومعرفة بالتحديات والصعوبات من حولهم من أجل خلق بيئة يمكن فيها للناس أن يتعايشوا بسلام، وهذا يتطلب جهد مشترك من جميع أفراد المجتمع بمختلف عقائدهم وثقافاتهم وأعراقهم».