قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عمار بن ياسر.. من أول سبعة أظهروا إسلامهم وأمه أول شهيدة فى الإسلام


الصحابى الجليل عمار بن ياسر الذي قال له رسول الله هو وآله: "صبرا آل ياسر.. فإن موعدكم الجنة". أمه هى أول شهيدة في الإسلام. وآل ياسر عُذِّبوا في الله كثيرا وهو أول سبعة أظهروا إسلامهم.
هو عَمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس أمه سمية بنت خياط أول شهيدة في الإسلام. قدم آل عمار من اليمن إلى مكة المكرمة ياسر والد عمار وكان معه أخواه الحارث ومالك، وكانوا يبحثون عن أخ لهم، فلما لم يعثروا عليه عاد الحارث ومالك، وبقى ياسر.

وفي هذه البقعة الطاهرة، أحس بالسكينة والراحة، فقرر أن يكون مقامه بها، والتقى عمار برجل صالح طيب يسمى أبو حذيفة بن المغيرة، فكفله هذا الرجل الطيب وأحب ياسرا لكريم خصاله وزوجه من أمة "جارية" عنده طيبة المنبت تدعى "سمية"، فولدت لياسر عمارا، وأعتقه أبو حذيفة، ثم مات أبو حذيفة.
سمع عمار عن الدين العظيم دين الحق دين الإسلام، وعن الرسول الكريم الذي حمل الرسالة، فأسرع إلى دار ابن أبي الأرقم ليعلن إسلامه ويلتقي بمحمد، وبعد أن شرح الله صدره بالإيمان والإسلام عاد يحث الخطى إلى والده ياسر ووالدته سمية، ودعاها إلى دين الإسلام، فأسلما لله رب العالمين.
ولما علمت بنو مخزوم بإسلامهم, وكان عمار مولى بني مخزوم وأمه سمية مولاة بني مخزوم أذاقوهم صنوف العذاب. كانوا يسحبونهم في الشمس المحرقة، ويلبسونهم درعا من حديد، ويمنعون عنهم الماء، ويعذبونهم عذابا شديدا، وفي كل يوم تتجدد رحلتهم مع العذاب القاسي، وذات يوم مر عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لهم: "أبشروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة".

هؤلاء هم المسلمون الأوائل الذين نكل بهم ورأوا صنوفا من العذاب. قام أبا جهل بقتل سمية أم عمار بطريقة وحشية فكانت أول شهيدة في الإسلام، كذلك استشهد والد عمار "ياسر" من قسوة التعذيب، وظل الكفار يعذبون عمارا حتى اضطروه أن يذكر آلهتهم بخير ويذكر محمدا بسوء، وذهب عمار إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو حزين يشتكي إليه ما حدث وهو خائف أن يكون إسلامه قد مس بما قال، فقال له رسول الرحمة: "أليس قلبك مطمئن بالإيمان؟"، فقال عمار: "بلى، يا رسول الله" فقال: "فإن عادوا فعد"، فنزل فيه قوله تعالى "إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ" [النحل : 106].
وظل هذا العذاب بعمار حتى أذن الله لهم بالهجرة. هاجر عمار فارا بدينه إلى المدينة المنورة، والتف الأنصار حول المهاجرين فأنسوهم ما لاقوه من العذاب في دين الله، ثم أذن الله لرسوله الكريم بالهجرة إلى المدينة، وأصبح عمار ملازما للرسول (صلى الله عليه وسلم)، قال رسول الله: "إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة.. علي وعمار وسليمان"، سئل عمار يوما عن الإيمان؟ فقال: "مِن كمال إيمان المرء الإنفاق من الإقتار - من الفقر والحاجة والقلة - والإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم".
اشترك عمار في غزوة بدر، وشارك في كل الغزوات حتى انتقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الرفيق الأعلى، وكانت حرب الردة. وفي يوم اليمامة كان يقول للمسلمين: "أمن الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر هلموا إليَّ" وهو يقاتل.
في خلافة عمر، أرسل عمار بن ياسر أميرا إلى أهل الكوفة، وابن مسعود معلما ووزيرا، وكتب لهم كتابا قال فيه: "إنهما من أصحاب رسول الله من أهل بدر فاسمعوا لهما وأطيعوا واقتدوا بهما".
وقتل عمار بن ياسر يوم صفين - معركة كانت بين علي بن أبي طالب وبين معاوية - وحمله الإمام علي فوق صدره وصلى عليه والمسلمون معه ثم دفنه في ثيابه. كان يقول يوم قتله: "اليوم ألقى الأحبة محمدا وصحبه".