بالصور .."النظارة الإلكترونية" و"الساعة الذكية" أحدث أساليب الغش بالثانوية العامة.. والمسئولون "محلك سر"

ينطلق ماراثون امتحانات الثانوية العامة بعد أقل من شهر، ذلك الماراثون الذي ظل يشهد على مدار السنوات الثلاث الاخيرة ابتكار الطلاب لأساليب تكنولوجية جديدة في الغش داخل اللجان، جعلت الغش في الثانوية العامة أمرا خارجا تماما عن سيطرة وزارة التربية والتعليم ، التي تفشل كل عام في منع دخول تلك الوسائل إلى اللجان.
وتكتفي الوزارة فقط بضبط أساليب الغش التكنولوجية داخل اللجان بعد "فوات الأوان" ، أى بعد ان تكون تلك الوسائل قد أدت الغرض وتم تسريب الامتحان خارج اللجنة منذ بدء توزيع أوراق الأسئلة.
ومن أبرز تلك الأساليب: ما يسمى بـ "النظارة الإلكترونية" أو نظارة "الغشاشين" ، وتتكون تلك النظارة من عدسات عادية وفى منتصفها كاميرا فيديو صغيرة بحيث يصعب رؤيتها، كما توجد فى نهايتها سماعة لاسلكية متناهية الصغر عند الأذن تحمل لون جلد الإنسان.
ويتم الغش بهذه النظارة ، حينما يقرأ الطالب ما في ورقة الامتحان ، فإن الكاميرا تنقل بشكل مباشر ما يقرأه، على أن يكون هناك شخص آخر خارج الامتحان تنتقل الصورة لديه عبر اللاب توب أو عبر الهواتف الذكية، فيبحث عن إجابة الأسئلة، ثم يقوم بتلقينه الإجابة التي يحتاجها عبر الهاتف أو الميكروفون، عبر سماعة الإذن التي تحملها النظارة.
ومن الوسائل الحديثة أيضا: سماعات البلوتوث ، وهي جزء صغير جدا يستقبل الإشارة من خلال الحث الكهرومغناطيسي ، لا يتم الكشف عنها بالأذن لصغر حجمها ، تستقبل الصوت من جميع الأجهزة التي تحتوي على خاصية البلوتوث.
ويستخدم طلاب الثانوية العامة كذلك وسيلة حديثة وهي " ساعة الغش الذكية" التي تتيح للطالب إمكانية الغش بسهولة أثناء أدائه للامتحان داخل الصف الدراسي، بما فيها إمكانية تخزين تصل إلى 4 جيجابايت، وشاشة تقدم نصوصا واضحة على الرغم من صغر الخط، وإمكانية تمرير الشاشة والانتقال إلى الأسفل أو الأعلى أتوماتيكياً أو يدوياً، وزر للطوارئ للتحول مباشرة من وضعية الغش إلى وضعية الساعة، فضلاً عن اتصال واي فاي وإمكانية التحكم الكامل بتنظيم الملفات.
وابتكر الطلاب أيضاً فكرة إخفاء جهاز التليفون المحمول داخل الآلة الحاسبة لاستخدامه بالغش داخل اللجنة ، حيث ينزع الطالب شاشة الآلة الأساسية مع إزالة الغطاء الخلفى ووضع "الموبايل" مكانها ، لاستخدامه داخل اللجان لتصفح مواقع وصفحات الغش الإلكتروني عبر الإنترنت.
أما عن الوسيلة التي صارت تقليدية هذه الايام مقارنةً بالوسائل السابق ذكرها ، فهي "الهواتف المحمولة الذكية" مثل الآي فون والبلاك بيرى، ويستطيع الطالب استخدام هذه الأجهزة فى الغش لسهولة دخولها على الإنترنت ، حيث يصور الطالب ورقة الاسئلة مع بدء الامتحان ، ثم يرسلها لإحدى صفحات الغش الإلكتروني عبر "فيسبوك" ، لتبدأ بعد ذلك هذه الصفحة في بث الإجابات بسرعة عبر نفس الصفحة ، فيتلقاها الطالب عبر تليفونه فوراً.
أما عن حيل الطلاب في اخفاء تلك الهواتف الذكية او التليفونات المحمولة والدخول بها الى اللجان ، فقد لجأ أحد الطلاب العام الماضي لارتداء 6 بنطلونات حتى لا يمكن اكتشاف وجود "الموبايل" المخبأ تحتها، كما تلجأ الفتيات الى إخفاء تليفوناتها تحت ملابسها ، على اعتبار أن الفتيات لا يمكن أن يتعرضن لتفتيش ذاتى.
كل تلك الأساليب وأكثر صارت منتشرة ومضمونة بالنسبة للطلاب، والسؤال هنا: لماذا تسمح الدولة المصرية أصلاً بدخول أو بتداول بيع النظارات والساعات الإلكترونية في مصر رغم أن المسئولين رأوا بأعينهم على مدار 3 سنوات كاملة مدى نجاح تلك الوسائل في إتمام عمليات الغش فى الثانوية العامة .. ولماذا لم تبتكر وزارة الاتصالات أجهزة للتشويش على مثل هذه الأجهزة داخل لجان امتحانات الثانوية العامة طوال فترة الامتحان حتى هذه اللحظة؟ .. والأهم من كل ذلك : لماذا لم تفكر وزارة التربية والتعليم في تغليظ عقوبة من يضبط معه تلك الوسائل ليكون عبرة حقيقية لباقى زملائه.