مسئولون أمريكيون: قتلنا قيادياً بـ «داعش» في سوريا

قال مسؤولون أمريكيون يوم السبت إن قوات أمريكية خاصة قتلت قياديا بارزا في تنظيم "داعش" بسوريا في عملية تشير على ما يبدو إلى تخلي واشنطن عن استراتيجية تعتمد على القصف الجوي لاستهداف قادة المتشددين هناك.
واستخدمت قوات النخبة (دلتا فورس) طائرات هليكوبتر من طراز بلاك هوك يو.اتش-60 وطائرة أوسبري في-22 للدخول إلى شرق سوريا من العراق. وقال مسؤولون أمريكيون إن القوات اشتبكت مع مقاتلي "داعش" وقتلت قياديا بالتنظيم يدعى أبو سياف واعتقلت زوجته.
ووصف مسؤولون أبو سياف وهو تونسي بأنه قيادي ب"داعش" ساعد في إدارة مبيعات النفط والغاز في السوق السوداء لجمع الأموال للتنظيم المتشدد.
وقال المسؤولون إن الرئيس باراك أوباما أمر بتنفيذ العملية التي نفذت ليلا وأسفرت عن مقتل 12 من مسلحي التنظيم المتشدد وإن التخطيط للعملية جرى منذ عدة أسابيع.
وهذه هي أول عملية تعلن القوات الأمريكية الخاصة أنها نفذتها داخل سوريا باستثناء محاولة سرية فاشلة لإنقاذ عدد من الرهائن الأمريكيين والأجانب الذين كانوا محتجزين لدى التنظيم المتشدد في شمال شرق سوريا العام الماضي.
وحرصا على عدم تورط الولايات المتحدة أكثر في الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط تعهد أوباما بعدم إرسال قوات برية ضخمة لقتال "داعش" التي سيطرت على مساحات من سوريا والعراق.
وترك أوباما الباب مفتوحا أمام تنفيذ عمليات بقوات خاصة لكن لم يتضح على الفور إن كانت العملية الأخيرة تمثل بداية مرحلة جديدة في سوريا.
وتشن قوات أمريكية وعربية غارات جوية بصفة يومية تقريبا على جماعات إسلامية متشددة في سوريا ومن بينها تنظيم "داعش" منذ سبتمبر أيلول كما يستهدف التحالف الذي تقوده واشنطن التنظيم المتشدد في العراق.
وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إن العملية كانت تهدف إلى اعتقال أبو سياف لكنه قتل "عندما اشتبك مع القوات الأمريكية". واعتقلت زوجته أم سياف ثم وضعت في مركز احتجاز أمريكي في العراق ويجري استجوابها بشأن عمليات "داعش" والرهائن الذين تحتجزهم الجماعة المتشددة.
وأضاف كارتر أن العملية لم تشهد سقوط أي قتلى أو مصابين في صفوف القوات الأمريكية.
وقال كارتر "تمثل العملية ضربة قاصمة جديدة للدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وهي تذكرة بأن الولايات المتحدة لن تدخر جهدا في سبيل حرمان الإرهابيين الذين يهددون مواطنينا ومواطني أصدقائنا وحلفائنا من ملجأ آمن."
تأتي الغارة الأمريكية في سوريا في وقت يحقق فيه التنظيم المتشدد مكاسب ميدانية كبيرة في العراق فضلا عن تقدمه في سوريا. كان التنظيم قد أعلن قيام دولة الخلافة في المناطق التي يسيطر عليها ونفذ العديد من المذابح وقطع الرؤوس.
ورفع متشددو تنظيم "داعش" علمهم الأسود على مقر الحكومة المحلية في مدينة الرمادي العراقية يوم الجمعة وأعلنوا الانتصار بعدما سيطروا على معظم عاصمة المحافظة.
وإذا سقطت الرمادي فسوف تكون أول مدينة رئيسية تسقط في قبضة المتشددين منذ بدأت قوات الأمن العراقية وقوات الحشد الشعبي صدهم العام الماضي.
وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر إنه عبر عن "امتنانه ودعمه المستمر" للقوات الأمريكية التي شاركت في الهجوم بسوريا.
لكن بينر وهو جمهوري قال إنه "يشعر بقلق بالغ" إزاء التقدم الذي تحرزه "داعش" في الرمادي وقال إن ذلك "يهدد استقرار وسيادة العراق وهو أمر حيوي لمصالح أمريكا."
وينتقد بينر أوباما بشدة ويقول إنه لم يتصرف بقوة كافية لكبح جماح صعود "داعش".
* الضوء الأخضر من أوباما
وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن الغارة في سوريا نفذت "بموافقة السلطات العراقية الكاملة" لكنها أشارت إلى أن الولايات المتحدة لم تبلغ الرئيس السوري بشار الأسد مسبقا بالعملية ولم تنسق مع دمشق.
وأضافت ميهان "أصدر الرئيس الأوامر بتنفيذ العملية بناء على توصية بالإجماع من فريق الأمن القومي وبعد أن جمعنا ما يكفي من معلومات المخابرات وكنا واثقين من أن المهمة ستجري بنجاح ووفقا لشروط تنفيذ مثل هذه العمليات."
وقالت ميهان إن أبو سياف "كان يلعب دورا بارزا في الإشراف على عملياته (التنظيم) غير المشروعة فيما يتعلق بالنفط والغاز- وهما مصدر مهم للعائدات التي تمكن التنظيم الإرهابي من إتباع أساليبه الوحشية وقمع آلاف المدنيين الأبرياء."
وقالت إن القوات الأمريكية حررت امرأة يزيدية شابة "كانت قد وقعت فيما يبدو أسيرة" لأبو سياف وزوجته. وأضافت أن زوجة أبو سياف مشتبه بها في لعب "دور مهم في الأنشطة الإرهابية" للتنظيم.
ونفذ الجيش الأمريكي عملية فاشلة الصيف الماضي في سوريا لإنقاذ الصحفي جيمس فولي الذي كانت تحتجزه "داعش".
وفي وقت لاحق قطعت الجماعة المتشددة رأس فولي في أغسطس 2014.
وفي ديسمبر قتل متشددون من تنظيم القاعدة المصور الصحفي الأمريكي لوك سومرز والمدرس الجنوب أفريقي بيير كوركي خلال محاولة إنقاذ فاشلة قامت بها قوات خاصة أمريكية في اليمن.
وجاءت غارة يوم الجمعة في سوريا بعد قمة عقدها أوباما في كامب ديفيد هذا الأسبوع مع دول مجلس التعاون الخليجي الحليفة التي حثت الولايات المتحدة على أن تكون أكثر حزما عسكريا في سوريا، خاصة من خلال دعم قوات المعارضة المعتدلة التي تسعى للإطاحة بالأسد.