رئيس الوزراء اليوناني : اليونان تبذل قصارى جهدها للإبقاء على أوروبا الموحدة

تسيبراس:
-اليونان تقف للمرة الأولى كي تطالب بحقوقها وعلى اليونانيين أن يفخروا بذلك
-الحكومة اليونانية تهدف إلى إعادة الأمل والكرامة للشعب وتسعى إلى المشاركة في بناء أوروبا على أساس من الاحترام المتبادل
-نتفاوض مع الدائنين بناء على خطط واستراتيجيات محددة رغم صعوبة المفاوضات والظروف غير المواتية
-قضية الديون لا تقتصر على اليونان وحدها ولكنها قضية محورية بالنسبة لمستقبل أوروبا واستراتيجياتها
خلال اجتماعه اليوم الثلاثاء مع أعضاء الأحزاب اليسارية في البرلمان الأوروبي ، قال رئيس الوزراء اليوناني "الكسيس تسيبراس" ان بلاده تقترب من نهاية مرحلة من المفاوضات الصعبة، مؤكداً أن اليونان تبذل قصارى جهدها للإبقاء على أوروبا الموحدة، لأن هذا هو هدفها .
وأضاف "تسيبراس" أن حكومته لا تؤمن بإمكانية وجود أوروبا منقسمة وهذا هو السبب في تقديم الكثير من التنازلات من جانب اليونان أثناء عملية المفاوضات الصعبة، من أجل خلق وضع أكثر استقرارا لعموم أوروبا.
وصرح رئيس وزراء اليونان ، ان الشعب اليوناني يدرك أنه سوف يواجه الصعوبات في المستقبل، مهما كانت نتيجة المفاوضات الصعبة مع الدائنين الأوروبيين، ولذلك فهو يطالب حكومته الجديدة بخلق الظروف المناسبة ، حتى يتمكن الجميع من التكاتف لاجتياز هذه الصعوبات ، في مناخ من العدل والمساواة وتكافؤ الفرص ، وهو الشيء الذي لم تهتم به الحكومات السابقة ، لأنه لم يكن ضمن حساباتها.
وعن التطورات المتعلقة بعملية التفاوض مع الدائنين ، قال "تسيبراس" أن الأغلبية الساحقة من الشعب اليوناني باتت تدرك الأن الفارق بين الحكومة الحالية ، التي تتفاوض بجدية مع دائنيها ، وبين الحكومات السابقة ، التي انحصر دورها في التوقيع على طلبات المقرضين.
وأكد "تسيبراس" أن حكومته قد عقدت العزم على التفاوض بناء على خطط واستراتيجيات محددة ، رغم صعوبة المفاوضات والظروف غير المواتية ، معرباً عن اعتقاده بأن جميع أبناء الشعب اليوناني يجب أن يكونوا فخورين بالجهود المبذولة من الحكومة الحالية، بغض النظر عن أفكارهم أو انتماءاتهم ، لأن اليونان تقف للمرة الأولى لكي تطالب بحقوقها .
وأضاف رئيس الوزراء اليوناني أن المواطنين في بلاده وجميع دول أوروبا والعالم ، قد أدركوا أن اليونان قد تقدمت في هذه المفاوضات بمقترحات واقعية محددة ، موضحاً أن حكومته قد قدمت تنازلات، لأن أي تسوية تتطلب تنازلات ، ولكنها تقدمت بخطة واقعية لخروج اليونان من الأزمة ، وهي خطة سوف تنهي سيناريوهات تقسيم أوروبا ، إذا ما أقرتها المؤسسات الدائنة والمقرضين الدوليين والدول الأوروبية الأخرى ، فقد تقدم الجانب اليوناني أمس بمقترح شامل للتوصل إلى اتفاق .
وأوضح "تسيبراس" أن بلاده لن تنتظر تقديم مشروع اتفاق من الجهات الدائنة على النحو المذكور بقرار مجموعة اليورو، لأن اليونان لديها مشروع متكامل و قد تقدمت به ، وقد بات من الواضح أن القرار الآن في يد زعماء أوروبا ، لتحديد ما إذا كانوا يريدون التكيف مع الواقع والخروج من الأزمة دون تقسيم أوروبا، فالقيادة السياسية هي القيادة المنتخبة وهي المسؤولة أمام الشعوب عن القرارات التي تتخذها.
وأعرب "تسيبراس" عن اعتقاده بان قضية الديون لا تقتصر على اليونان وحدها، ولكنها قضية محورية بالنسبة لمستقبل أوروبا واستراتيجياتها، بل انها تمثل مشكلة أوروبية وعالمية .
و شدد "تسيبراس " على أن الاختيار الآن ينحصر بين أمرين ، أولهما امكانية الخروج الواقعي من الأزمة ، ووضع نهاية لسيناريوهات التقسيم ، وثانيهما هو تقسيم أوروبا ، مؤكداً أن الحكومة اليونانية تتحرك بناء على خطة محددة ، وتدرك دائما أنها تمثل الشعب اليوناني، الذي يرغب في الخروج من أزمته، ويريد حلا جذرياً لها وليس مجرد اتفاق مرحلي جديد ، ولا يريد أن تعود البلاد إلى برامج التقشف الصعبة .
وقال رئيس وزراء اليونان أن حكومته تهدف إلى إعادة الأمل والكرامة للشعب اليوناني وفي نفس الوقت تسعى إلى المشاركة في بناء أوروبا على أساس من التضامن و الديمقراطية و التفاهم والاحترام المتبادل.