قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تعرف على قصة «مؤمن آل فرعون» فى القرآن الكريم

0|ندى فوزي

أشار الله تعالى فى كتاب العزيز إلى مؤمن آل فرعون الذى نطق بكلمة الحق على الرغم من أنه كان من كبار رجال الدولة عند الطاغية فرعون، وذلك فى قوله تعالى: «وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ».
بعد ما حدث في يوم الزينة من المعجزة وايمان السحرة برب موسی وهارون اجتمع الملأ في قصر فرعون وارتقی الأخير عرشه وهو يفور غضبا مما حدث فصرخ بأعلی صوته كما قال الله تعالى: «ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ»، وكادت هذه الفكرة أن تحصل على التصديق عند فرعون لو لا رجل من آل فرعون، الذى كان من رجال الدولة الكبار، وكان «يَكْتُمُ إِيمَانَهُ»، تحدث في الاجتماع الذي طرحت فيه فكرة قتل موسى وأثبت عقم الفكرة وسطحيتها.
وقال: إن موسى لم يقل أكثر من أن الله ربه، وجاء بعد ذلك بالأدلة الواضحة على كونه رسولاَ، وهناك احتمالان لا ثالث لهما: أن يكون موسى كاذبا، أو يكون صَادِقًا، فإذا كان كَاذِبًا، «فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ»، وهو لم يقل ولم يفعل ما يستوجب قتله، وإذا كان صادقاَ وقتلناه، فما هو الضمان من نجاتنا من العذاب الذي يعدنا به؟
وقال هذا المؤمن لقومه: إننا اليوم في مراكز الحكم والقوة، من ينصرنا من بأس الله إذا جاء؟ ومن ينقذنا من عقوبته إذا حلت؟ إن إسرافنا وكذبنا قد يضيعاننا هل فيكم من يستطيع أن ينكر معاجزه، مثل معجزة العصا واليد البيضاء؟ ألم تشاهدوا بأعينكم انتصاره على السحرة، وقد استسلموا له جميعاً وأذعنوا لعقيدته عن قناعة تامة، ولم يرضخوا لا لتهديدات فرعون ووعيده، ولا لإغراءاته واُمنياته، بل استرخصوا الأرواح في سبيل دعوة موسى، وإلهه ولا يمكن أن نسمّي هذا الشخص بالساحر، فكروا جيّداً، لا تقوموا بعمل عجول، تحسّبوا لعواقب الاُمور وإلاّ فالندم حليفكم.
وكان هذا الرجل ليس متهماً في ولائه لفرعون، وهو ليس من أتباع موسى، وقد أظهر لهم أنه يتكلم بدافع الحرص على عرش فرعون، ولا شيء يسقط العروش كالكذب والإسراف وقتل الأبرياء، ولهذا استمدت كلمات الرجل المؤمن قوتها بالنسبة إلى فرعون ووزرائه ورجاله، ولكن بالرغم من ذلك قال فرعون: «قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ».
وعندما قال فرعون كلمته لم يقنع بها الرجل المؤمن، وعاد يتحدث وأحضر لهم أدلة من التاريخ لأمم كفرت برسلها، فأهلكها الله مثل قوم نوح وعاد وثمود، ثم ذكرهم بيوسف -عليه السلام- حين جاء بالبينات، فشك فيه الناس ثم آمنوا به بعد أن كادت النجاة تفلت منهم، وأكد لهم بأن فكرة قتل موسى فكرة غير مأمونة العواقب إلا أن فرعون حاول مرة أخرى المحاورة والتمويه، كي لا يواجه الحق جهرة، ولا يعترف بدعوة الوحدانية التي تهز عرشه، ثم انصرف بعد ذلك هذا الرجل المؤمن، وبدءوا رجال فرعون يمكرون له ولكن أنجاه الله تعالى من مكرهم وذلك كما ورد فى قوله تعالى: «فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ».