بالصور.. الناصرية الجديدة بالإسكندرية منطقة آيلة للسقوط.. 5500 أسرة مهددين بالتشرد بسبب غرق منازلهم بالصرف الصحى

- الناصرية الجديدة منطقة آيلة للسقوط بسبب الصرف الصحي
- الأهالي: "شكونا للمسيري.. فقالنا: "أنا مالي حعملكم إيه يعني"
- رئيس الحي: "الأهالي هم السبب لأنهم لم يغيروا مواسير الصرف"
معاناة كبيرة يعيشها 5500 أسرة من قاطني الناصرية الجديدة بعد أن تصدعت المنازل هناك بسبب مياه الصرف الصحي فتحولت المنطقة مع مرور الوقت من منطقة لتسكين قاطني العشوائيات إلى منطقة آيلة للسقوط بالكامل.

وتقع منطقة الناصرية أو ما يطلق عليها "منفى الغلابة"، في أقصى أطراف مدينة الإسكندرية غربا، وبالتحديد على بعد 30 كيلو مترا من وسط المدينة، وقد تحولت المنطقة مع مرور الوقت إلى أكبر منطقة عشوائية ،بسبب سوء التصميم للمباني ورداءة التنفيذ الذي أدى تراكم مياة الصرف الصحي أغرقت المنازل وأدت لتآكل الاساس لـ47 "بلوك"-عمارة سكنية- مهددة 5500 أسرة تقطن بها بالضياع وربما الموت في حالة إنهيارها.

وعن سبب إطلاق إسم "منفى الغلابة"، على المنطقة أشار الأهالي إلى ان تلك التسمية تعود إلى أن المنطقة التي بنيت خلال فترة التسعينيات بنظام "البلوكات" وسميت باسم مساكن الناصرية الجديدة، خصصتها المحافظة وقتها لعدد عدد كبير من قاطني العشوائيات الذين يعيشون داخل الإسكندرية.

وخلال جولة لنا بالمنطقة رصدنا الوضع على أرض الواقع، فبمجرد دخولك للمنطقة تجد أمامك شوارع غارقة في مياه الصرف الصحي تملأها القمامة والحيوانات الضالة والحشرات، تحيط بالمنازل التي تحمل جميعها نفس التصميم الردئ، وتنتشر الشروخ والتصدعات بشكل واسع في كل جنباتها،وعند صعودنا درج أحد تلك المنازل فوجئنا بمياه الصرف الصحي تهطل على "الدرج" وكأنها شلالات منهمرة، حيث أن المشهد برمته تغلب عليه العشوائية.

في البداية تحدثنا إلى حسن جابر، 70 عاما، أحد أهالي الناصرية، عن المعاناة التي يعيشها الأهالي قائلا: المنطقة تعاني من إهمال كبير من جانب المسئولين، فالمنطقة مع انتشار مياه الصرف وتغلغلها في اساسات العقارات أصبحت مهددة بالإنهيار، كما أن شقق الطوابق الأرضية تعوم في بحور من الصرف، مضيفاً تقدمنا بالكثير من الاستغاثات ولم يستجب لنا أحد، وكان آخرها ذهابي للمحافظ الحالي هاني المسيري، وعندما أخبرته بالوضع الذي تعيش فيه فاجائني برده.. قائلا: "وانا مالي حعمل لكم إيه يعني"، وكان ذلك أثناء لقاء المحافظ مع مجموعة من الأعراب ورجال الأعمال بمنطقة العامرية!".

وقال حسين محمود، أحد الأهالي، إن تلك العقارات تم بنائها منذ 23 عاما فقط وتسليمها للأهالي والمحافظة هي من قامت ببنائها فكيف تتحول الآن إلى مدينة للأشباح متصدعة ومعرضة للإنهيار بهذا الشكل، مضيفاً: "لابد من فتح تحقيق موسع فيما تم بتلك المنطقة وكيف وصل الحال بها إلى هذا الوضع الذي يهدد حياة الآلاف".

وقالت سيدة حسن، احدى القاطنات بالمنطقة: "احنا معناش فلوس ندفع الإيجار اللي علينا وبنعدي يومنا بالعافية يبقى ازاي ممكن نرمم البيوت دي وهي أصلاً مملوكة للمحافظة حتى لو وقعت علينا".
من جانبه قال اللواء يسري هنري، رئيس الشركة القابضة للصرف الصحي بالإسكندرية، إن مشكلة الناصرية الجديدة تتلخص في تلف شبكات الصرف الصحي الموجودة بمنازل الأهالي وليس من الشبكة التابعة للشركة والتي تم ربطها مؤخراً بشبكة الصرف الصحي الأم في مشروع ضخم تم تنفيذه مؤخراً".

وأشار علاء يوسف، رئيس حي العامرية، إلى أن سبب ما تعانيه المنطقة من تصدعات وشروخات في المباني يعود إلى تلف مواسير الصرف الصحي المصنوعة من "الزهر"، بسبب انتهاء عمرها الافتراضي، وإهمال الأهالي لتغييرها-بحسب قوله.
وأضاف أن جميع العقارات هناك صادر لها قرارات ترميم من خلال لجنة هندسية مشكلة من أساتذة كلية الهندسة جامعة الإسكندرية والتي قامت بفحصها، ولكن الأهالي يرفضون تنفيذها.
وقال: "المحافظة مساهمة منها في حل مشكلة الأهالي طالبت رجال الأعمال بالتبرع من أجل إصلاح مواسير الصرف بمنازل المنطقة وبدأت بالفعل أعمال الإصلاح بعقار من بين 47 عقارا آخر".