جون ستيورت ينهي مسيرته بحلقة أخيرة من "ذي ديلي شو"

طوى الفكاهي الاميركي جون ستيوارت مساء أمس صفحة برنامج "ذي ديلي شو" الذي قدمه على مدى 16 عاما متربعا على عرش السخرية السياسية والاعلامية في الولايات المتحدة، في حلقة غنى خلالها بروس سبرينجستين وووقف الحضور مصفقا للمقدم الشهير.
وللمفارقة، ادار جون ستيوارت الذي غير نظرة ملايين الاميركيين حيال وسائل الاعلام والسياسيين حلقته الاخيرة في اليوم الذي نظمت فيها اول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية الاميركية العام 2016.
وكانت هذه المناظرة لتشكل مادة دسمة في برنامج ستيوارت.
وقد حل بروس سبريغستين ضيفا على الحلقة الاخيرة شاكرا جون ستيوارت من خلال اداء اغنيتين هما "لاند اوف هوب اند دريمز" و"بورن تو ران".
وخلال هذه الحلقة الاستثنائية التي استمرت ساعة بدل نصف الساعة الاعتيادية، سجل الكثير من المشاهير رسائل وداعية قصيرة جدا من بينهم هيلاري كلينون ووزير الخارجية جون كيري والسناتور جون ماكين والصحافي في فوكس نيوز بيل اورايلي.
وقد شارك في الحلقة ايضا فكاهيون اطلقهم برنامج "ديلي شو" من بينهم جون اوليفر وستيفن كولبرت الذي حيا في جون ستيوارت "فنانا كبيرا ورجلا طيبا ندين له بالكثير".
وارسل البيت الابيض تغريدة ورد فيها ما قاله الرئيس الاميركي باراك اوباما لجون ستيوارت خلال حلقته في 21 يوليو "ساصدر مرسوما جديدا يمنع جون ستيوارت من مغادرة البرنامج".
الا ان الفكاهي مضى في قراره رافضا التلفظ بكلمة "وداع" او "الى اللقاء" خلال حلقته الاخيرة. وقد شكر مطولا الفرق العاملة معه وزوجته وطفليهما وجمهوره.
ويتميز جون ستيوارت بحسه الفكاهي الساخر الذي لا يرحم وبميوله اليسارية الواضحة. وقد بدأ تقديم "ذي ديلي شو" على محطة "كوميدي سنترال" العام 1999 واوجد لنفسه سريعا موقعا فريدا في المشهد التلفزيوني الاميركي لان برنامجه كان يجمع بين السياسة والصحافة والترفيه.
وقد كرهه بعض المحافظين فيما خصه محبوه باعجاب كبير. ووصل بعضهم الخميس عند الساعة 04,30 صباحا لحضور الحلقة الاخيرة. وهو كان يولد الضحكة لدى المشاهد مع دفعه الى التفكير ايضا.
وتقوم فكرة برنامج "ذي ديلي شو" على تقديم نشرة اخبارية ساخرة لأهم التطورات خلال النهار مع تحليل تصريحات السياسيين والمسؤولين في مختلف القطاعات وتشريحها فضلا عن السخرية في كثير من الاحيان من اساليب المحطات الاخبارية خصوصا "فوكس نيوز" و"سي ان ان" وتسليط الضوء على "النفاق" و"الحماقة" في المواقف السياسية. كذلك كان البرنامج يستضيف في كل حلقة شخصية للرد على تساؤلات ستيوارت وتعليقاته اللاذعة.
وقد استقبل في برنامجه ثلاثة رؤساء اميركيين هم جيمي كارتر وبيل كلينتون وباراك اوباما فضلا عن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون وانجلينا جولي وميشال اوباما وملالا يسوفزاي الشابة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام التي حاولت حركة طالبان اغتيالها.
وقال ستيوارت "لقد عملنا بجهد كبير..لم تكن كل الحلقات موفقة لكننا اعطينا كل ما لدينا على الدوام" واضاف مازحا "من الواضح ان وضع العالم أسوأ بوضوح مما كان عليه عندما بدأت. هل تسببت انا بذلك؟"
وكان جون ستيوارت يجذب في المعدل 1,3 مليون مشاهد اميركي يوميا يضاف اليهم مئات الالاف الاخرين ممن يتابعون الحلقات عبر الانترنت خصوصا في فئة الشباب الرافضين في كثير من الاحيان للسياسة والمقاطعين للنشرات الاخبارية التلفزيونية.
كذلك كان البعض ينظر الى ستيوارت كبوصلة لتحديد ارائهم في اوقات الازمات.
ويذكر المشاهدون الكثير من اللحظات التلفزيونية خلال مسيرة جون ستيوارت في برنامج "ذي ديلي شو" بينها اطلالته بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 والتي لم يستطع خلالها حبس دموعه وتوجه الى المشاهدين بالسؤال "هل انتم بخير؟".
وخلال انتخابات العام 2000 الرئاسية التي انتهت بفوز الرئيس السابق جورج بوش الإبن سخر ستيوارت من عملية اعادة احتساب الاصوات التي شغلت العالم لأسابيع. كذلك وجه انتقادات متكررة للحرب في العراق ما أجج مشاعر التشكيك في جدوى هذه الحملة العسكرية لدى بعض الاميركيين.
وفي يونيو الماضي، ندد ستيوارت بنبرة استثنائية حادة بـ"الهجوم الارهابي" على مصلين داخل كنيسة للسود في مدينة تشارلستون.
كذلك توجه بسؤال بشأن الاتفاق النووي مع ايران الى الرئيس اوباما في حلقة عرضت في 21 يوليو الماضي "في اي معسكر نحن حاليا في الشرق الاوسط؟ من نقصف حاليا؟".