قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تعرف على معنى «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم»


عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا»، رواه مسلم.
قال الإمام النووى فى كتابه المنهاج لشرح صحيح مسلم،إن المراد من قول النبى: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ»، أى أسرعوا أيها المؤمنين إلى القيام بالأعمال الصالحة، مضيفاً أن العمل الصالح ما بني على أمرين: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله ﷺ فالعمل الذي ليس بخالص ليس بصالح، ولوالإنسان أخلص في عمله لكنه أتى ببدعة ما شرعها الرسول فإن عمله لا يقبل حتى لو كان مخلصاً فإنه لا ينفعه ذلك لأن البدعة وصفها النبي ﷺ بأنها ضلالة.
وأشار الإمام النووى فى شرحه للحديث، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: «فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ»، فهو يعتبر إخبار للمسلمين بأنه ستوجد فتن كقطع الليل المظلم يعني أنها مظلمة لا يرى فيها النور ولا يدري الإنسان أين يذهب يكون حائراً ما يدري أين المخرج.
وتابع: «والفتن منها ما يكون من الشبهات ومنها ما يكون من الشهوات، ففتن الشبهات كل فتنة مبنية على الجهل وذلك مثل مايحدث من أهل البدع الذين ابتدعوا في عقائدهم وأقوالهم وأفعالهم ما ليس من شريعة الله، فإن الإنسان قد يفتن فيضل عن الحق بسبب الشبهة، أما فتن الشهوات تكون بأن يعرف الإنسان أن هذا حرام ولكن لأن نفسه تدعوه إليه فلا يبالي بقول الله عزوجل ولا نبينا الكريم بل يفعل الحرام، أويعلم أن هذا واجب لكن نفسه تدعوه للكسل فيترك هذا الواجب فهذه فتنة شهوة يعني أنها فتنة إرادة».
وأوضح النووي أن المراد من قوله -صلى الله عليه وسلم-: «يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا»، هو تحذير المؤمنين من هذه الفتن التي هي كقطع الليل المظلم فيصبح الإنسان مؤمناً ويمسي كافراً ففى يوم واحد يرتد عن الإسلام ويخرج من الدين ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً.
ولفت الإمام إلى أن قول الرسول: «يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا» المراد منه بيان سبب وقوع المؤمنين فى الفتن، مؤكداً أن العرض من الدنيا ليس المال فقط بل كل متاع الدنيا عرض سواء كان مال أو جاه أو رئاسة أو نساء أو غير ذلك فهؤلاء الذين يصبحون مؤمنين ويمسون كفاراً أو يمسون مؤمنين ويصبحون كفاراً كلهم يبيعون دينهم بعرض من الدنيا.