قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

روسيا .. هل تعيد التوازن للأزمة السورية..!!!


دَخلت الأزمة السورية منعطفا جديداً بعد التدخل الروسي المباشر علي الأرض وأصبح هناك نوعا من التكتيكات العسكرية بين الأطراف المتصارعة خاصة الموقف الأمريكي والروسي أو بمعني أدق بين المحور والتحالف وزادت وتيرة الحرب الكلامية بعد تهديدات وزير الخارجية البريطاني " فليب هاموند "الصريحة بأن بلاده مستعدة لنشر صواريخ نوويه لمواجهة التمدد الروسي المتحمل.
وهو الأمر الذي قابلته روسيا بزيادة تواجدها العسكري في سوريا لمساعدة نظام الأسد بعد أن أطلق الأخير رسالة استغاثة إلي موسكو لإنقاذه قبل السقوط وقد سارعت روسيا بإنقاذ حليفها بشار الأسد من السقوط استنادا علي أنها تلبي نداء الشرعية التي يمثلها حتي الآن نظام الرئيس السوري بشار الأسد .
لكن دعنا نتفق أن روسيا لم تأت لإنقاذ نظام الأسد فقط من السقوط لكنها نجحت بالفعل في وضع أول قدم لها في المياه الدافئة وأصبح الدور الروسي المؤثر يقاس بحجمه وفاعليته عن الفترة السابقة لتعود وريثة الإتحاد السوفيتي المنهار أواخر العقد التاسع من القرن الماضي ويعود معها صراع الحرب الباردة من جديد ويعلو صوت التهديد بالسلاح وتتحدث القوة العسكرية عن نفسها وتظهر لندن في البرواز السياسي الجديد وتتحفظ باريس وترقب ألماني وقلق في البيت الأبيض الأمريكي تنقله وسائل الأعلام خلال الأيام القلية الماضية بان واشنطن ترفض التدخل العسكري وتدين بشدة الضربات الجوية التي يقوم بها الطيران الروسي علي الأبرياء في سوريا وأن روسيا جاءت إلي المنطقة العربية كلها لإرساء عملية الانزلاق نحو الفتنة الطائفية والمذهبية.
لكن أن تقف روسيا مع فكرة تغذية الطائفية تتناقض كثيرا مع العقل والمنطق ويتناقض تماما مع السياسية الروسية نفسها التي أعلن عنها الرئيس الروس "فلاديمير بوتين " أن بلاده لا تسعي إلي تغذية الخلافات بين السنة والشيعة بالمنطقة ولكنها تسعي إلي حماية الشرعية والشعب السوري وساء كانوا سنة أو شيعة أو مسيحيين او علويين.
وتري أن الجميع سواء وأن الأمر لا يتعدي كونه استعداد روسي للدفاع عن أخر معقل لها في المياه الدافئة واستخدمت الحرب المعلوماتية منذ عام تقريبا لاتخاذ هذه الخطوة وأصبح لها مركز معلوماتي خلال العام الماضي في الأراضي العراقية التي تقع تحت الرعايا الأمريكية المباشرة وسوريا ودراسة تمدد التيارات الإرهابية التي تهدد أمن موسكو أولا سواء في سوريا أو العراق.
وهو الأمر الذي يوحي بان أمريكا كانت تعلم مسبقا بما يحدث الآن وان هناك تبادل استخباراتي بين كل من العراق وروسيا فيما يتعلق بتمدد التنظيمات الإرهابية بمساعدة المخابرات الأمريكية وكانت العراق همزة الوصل بين المخابرات الروسية والأمريكية وبالتالي أن مايحدث الآن علي الأراضي السورية هو عبارة عن تقسيم للأدوار لكن مع ظهور بطل جديد للقيام بدور البطولة وهو الدب الروسي .
كما أن التمدد الروسي في سوريا سوف يسحب معه التمدد الإيراني وكان له دور بارز بالفعل في مساعدة نظام الأسد وبقاءه حتي الآن في الوقت الذي تفرغ فيه الحكام العرب بمتابعة الموقف من بعيد وإدانة وتنديد للأحداث في سوريا تاركين التمدد الإيراني يعبث في سوريا كيفما شاء بدلا من توجه العالم العربي إلي سوريا وحمايتها من التقسيم والتشتت الذي يحدث لأبنائها الآن وأصبح هناك إصرارا روسيا علي دحر التنظيمات الإرهابية في سوريا قبل أن تقوم هذه التيارات بتنفيذ عمليات إرهابية في موسكو خاصة وأن تجربة أفغانستان مازالت عالقة في الأذهان بعد ان نجحت في النيل من كرامة الإتحاد السوفيتي السابق وزعزعة استقراره الذي أدي في النهاية إلي انهياره وتفككه الي دويلات .
وقد أصبح الدور الروسي موجوداً على الأرض بالقوة العسكرية والتقنية المعلوماتية ومؤثرا في المشهد السياسي لتُصبح سوريا ساحة حرب حقيقة وصراع بين الأطراف الدولية مع إصرار روسيا علي استكمال الضربات الجوية ومحاصرة التنظيمات التي تهدد أمن واستقرار الجميع بما موسكو .
وبدأت العمليات الجوية التي يقوم بها الطيران الروسي تظهر نتائجها علي الأرض مع تقدم الجيش العراقي من ناحية الشرق وتقدم الجيش السوري في الوسط وفي ريف حلب بالتحديد ويتجه حاليا للشمال وأصبح قريب من بعض الفري التي كانت تحتلها المعارضة المسلحة بالقرب من الحدود التركية ويطلق عليها العسكريين " الكماشة " حول التنظيمات الإرهابية قبل هروبها إلي تركيا ثم موسكو ونجحت بالفعل الضربات الجوية الروسية خلال عشرة أيام في تحقيق نجاحات عسكرية ملموسة عجزت عن تحقيقها الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام ونصف.
بل أنها ساعدت تنظيم داعش علي أن يتمدد ويحصل علي أسلحة أمريكية وهو الأمر الذي يؤكد أن أمريكا وحلفائها كانوا يريدون لهذه البلد الفوضى والتدمير والتقسيم للضغط علي دول الخليج لتنفيذ أحلام الدولة الصهيونية وهو الأمر الذي جعل الموقف السعودي ينقلب للنقيض تمام بعد ان كان رافضا للتدخل الروسي خاصة بعد لقاء " ولي ولي " العهد السعودي ووزير الدولة الأمارتي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأصبح هناك تطور في الموقف السعودي علي مستويين.
-الأول .. إن هناك إصرارا علي أن الأزمة السورية لن يستطيع أحد في العالم أن يجزم بحلها عسكريا ون الحل يأتي عبر الحل الدبلوماسي السياسي وأن العالم يتفق تماما علي أن بيان مؤتمر " جنيف الأول " أصبح الآن قابل للتطبيق علي الأرض.
-الثاني .. اعتراف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن المملكة اتفقت مع روسيا علي أن هناك مرحلة انتقالية تنتهي برحيل الأسد وبالتالي فإن الأسد موجود في المرحلة الانتقالية القادمة لكنه سوف يبقي رمز للقوي السياسية التي ساندته خلال الخمس سنوات الماضية.
في النهاية يجب أن نعترف جميعا بأن هناك تقصير عربي في متابعة المشهد علي الأراضي السورية وأن الدور الروسي يأتي في سياق التداخلات الدولية التي تبحث عن تحقيق مصالحها الإستراتيجية الكبرى وأن تدخل روسيا ليس من أجل عيون سوريا أو حماية العرب لكن المصالح لإستراتيجية وتحقيقها هو الهدف الأكبر للجميع حيث تسعي روسيا لاستعادة دورها في المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومواجهة الهيمنة أو البلطجة الأمريكية التي انفردت بالعالم طوال25 عاما الماضية.