دول مش طايقين دول

عندما شاهدت مشهد الأحزاب المصرية وهى تتصارع على شاشات التليفزيون صراعا واهميا لا يسمن ولا يغنى من جوع تذكرت مقولة الفنان عادل إمام التى كان يرددها فى مسلسله (فرقة ناجى عطالله) «دول واقعين مع دول.. ودول مش طايقين دول ودول عاوزين يخلعوا دول علشان يركبوا على دول ودول راحو لدول ضاربين فى دول.. دول بقى جم اتحالفوا مع دول علشان يخوفوا دول»..
فى حين إننا (كشعب) مش طايقين دول ولا دول !.... ثم كان المشهد المتوقع عندما جاءت ساعة الحسم وعقدت الانتخابات البرلمانية التى تم تأجيلها أكثر من مرة لإعطاء الفرصة لهذه الأحزاب الكرتونية لإثبات وجودها فى الشارع ولكن لا حياة لمن تنادى.
وقد أدليت بصوتى فى اللحظات الأخيرة من اليوم الثانى للانتخابات حتى لا أتهم نفسى بالتقاعس والسلبية على الرغم من عدم اقتناعى بأى من القوائم او المرشحين.. فهم إما رجل أعمال من بقايا الحزب الوطنى .. تاجر حديد .. ابن صاحب محل كشرى .. جزار .. تاجر مخدرات متخفى تحت اى ستار .. طبيب يطمح الى اثبات وجوده .. ضابط شرطة سابق.. هكذا كانت الاختيارات بالاضافة الى قوائم لا تدرى من فيها وما هى أفكارهم وشخصياتهم.. عندما امسكت بورقتى الانتخاب اخترت دكتورا جامعيا يعلن عن نفسه انه استاذ ورئيس قسم القانون بإحدى الكليات ولكنه لا يكتب اى عبارة تعبر عن توجهاته او فكره فى دعاياته .. وهكذا فعل الغالبية العظمى من المرشحين .. فانت لا ترى منهم سوى صور ضخمة ورقم وشعار .. ولا اى شئ آخر يدعوك الى تفضيل مرشح عن آخر فهم بعيدون كل البعد عن المواطن العادى .. ربما ترى أحدهم يذهب الى المقاهى ليصافح الناس ولكنه يكتفى بالابتسامة الباهتة المستفزة
.
كانت هذه التصرفات من الأحزاب ومن المرشحين هى السبب الأول لتقاعس المواطنين عن المشاركة فى هذه الانتخابات .. فالمواطن لا يرى أى جدوى لأن يتعب نفسه ويذهب ليقف فى الطابور من أجل مرشح هو بالاساس غير مقتنع به ولا يعرفه .. ربما فى الصعيد الوضع يختلف الى حد ما حيث يكون الانتخاب قبليا وتتدخل العائلات لدعم مرشح معين ينتمى الى العائلى الاقوى أو الأكثر عددا ولكن فى القاهرى لا أحد يعرف أحد.
وفى الانتخابات السابقة كان الإخوان يكتلون الفقراء والمحتاجين الذين يتواصلون معهم بالزيت والسكر والعناية ويحصلون من الكثير منهم على البطاقات لضمان أن يذهبوا الى الصناديق بالاضافة الى استخدامهم السىء للدين كوسيلة للحصول على مكاسب انتخابية.. وما زال بعض مرشحى النور السلفيين يتبعون نفس المنهج وهو الرشاوى الانتخابية حيث تم ضبط أكثر من واقعة رشوة من مرشحيهم.. وأعتقد أن وسائلهم غير الشرعية هذه قد نجحت فى كثير من المناطق وذلك للفقر المدقع وحالة الركود التى تسود المجتمع حاليا.
واعتقد ان البرلمان المقبل سيكون فى منتهى الضعف لأنه ولد ميتا حاملا جينات فنائه.