الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على كيفية ذكر الله لعبده وتقربه إليه

صدى البلد

رغّبت العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، في الإكثار من ذكر الله تعالى سرًّا وجهرًا والمداومة عليه، وروي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النّبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم-، قال: «يَقُولُ اللهُ تعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». حديث قدسي رواه البخاري ومسلم والتّرمذي والنّسائي وابن ماجة.
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي، أن هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وقَوْلُهُ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي» أَيْ أَنَا أُعَامِلُهُ عَلَى حَسَبِ ظَنِّهِ بِي وَأَفْعَلُ بِهِ مَا يَتَوَقَّعُهُ مِنِّي مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، وَالْمُرَادُ الْحَثُّ عَلَى تَغْلِيبِ الرَّجَاءِ عَلَى الْخَوْفِ وَحُسْنِ الظَّنِّ بِاَللَّهِ كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاَللَّهِ".
وأضاف المباركفوري في شرحه للحديث: وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالظَّنِّ الْيَقِينُ، وَيكون الْمَعْنَى: أَنَا عِنْدَ يَقِينِهِ بِي وَعِلْمِهِ بِأَنَّ مَصِيرَهُ إِلَيَّ وَحِسَابَهُ عَلَيَّ وَأَنَّ مَا قَضَيْت بِهِ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ لَا مَرَدَّ لَهُ، لَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت، وقوله: «وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي» أَيْ بِعِلْمٍ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ: «إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى».
بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال، فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به، أي أنه يعامله على حسب ظنه به، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر، فكلما كان العبد حسن الظن بالله، حسن الرجاء فيما عنده، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله، فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه، وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى، ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - «ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة» رواه الترمذي.
وأكد الحديث، أن حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن.
وأوضح الحديث بيان فضل الذكر وجزاء الذاكرين، فذكر الله -عز وجل- أنه مع عبده حين يذكره، وهذه المعية هي معية خاصة وهي معية الحفظ والتثبيت والتسديد كقوله سبحانه لموسى وهارون: « قَالَ لَا تَخَافَا إنَّني مَعَكُمَا أَسْمَع وَأَرَى» (طـه: 46)، وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان وتدبر الذاكر معانيه، وأعظمه ذكر الله عند الأمر والنهي وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النواهي.
وبين سبحانه وتعالى سعة فضله وعظيم كرمه وقربه من عبده، وأن العبد كلما تقرب إلى ربه جل وعلا ازداد الله منه قرباً.


رغّبت العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، في الإكثار من ذكر الله تعالى سرًّا وجهرًا والمداومة عليه، وروي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النّبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم-، قال: «يَقُولُ اللهُ تعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». حديث قدسي رواه البخاري ومسلم والتّرمذي والنّسائي وابن ماجة.
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي، أن هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وقَوْلُهُ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي» أَيْ أَنَا أُعَامِلُهُ عَلَى حَسَبِ ظَنِّهِ بِي وَأَفْعَلُ بِهِ مَا يَتَوَقَّعُهُ مِنِّي مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، وَالْمُرَادُ الْحَثُّ عَلَى تَغْلِيبِ الرَّجَاءِ عَلَى الْخَوْفِ وَحُسْنِ الظَّنِّ بِاَللَّهِ كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاَللَّهِ".
وأضاف المباركفوري في شرحه للحديث: وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالظَّنِّ الْيَقِينُ، وَيكون الْمَعْنَى: أَنَا عِنْدَ يَقِينِهِ بِي وَعِلْمِهِ بِأَنَّ مَصِيرَهُ إِلَيَّ وَحِسَابَهُ عَلَيَّ وَأَنَّ مَا قَضَيْت بِهِ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ لَا مَرَدَّ لَهُ، لَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت، وقوله: «وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي» أَيْ بِعِلْمٍ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ: «إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى».
بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال، فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به، أي أنه يعامله على حسب ظنه به، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر، فكلما كان العبد حسن الظن بالله، حسن الرجاء فيما عنده، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله، فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه، وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى، ومنه قوله - عليه الصلاة والسلام - «ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة» رواه الترمذي.
وأكد الحديث، أن حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن.
وأوضح الحديث بيان فضل الذكر وجزاء الذاكرين، فذكر الله -عز وجل- أنه مع عبده حين يذكره، وهذه المعية هي معية خاصة وهي معية الحفظ والتثبيت والتسديد كقوله سبحانه لموسى وهارون: « قَالَ لَا تَخَافَا إنَّني مَعَكُمَا أَسْمَع وَأَرَى» (طـه: 46)، وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان وتدبر الذاكر معانيه، وأعظمه ذكر الله عند الأمر والنهي وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النواهي.
وبين سبحانه وتعالى سعة فضله وعظيم كرمه وقربه من عبده، وأن العبد كلما تقرب إلى ربه جل وعلا ازداد الله منه قرباً.