هؤلاء «أهل الشر» أيضًا يا ريس!

تابعت باهتمام شديد كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي ألقاها يوم السبت الماضي، بمناسبة تدشين مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس من منطقة شرق التفريعة، وهو يعد إنجازا مهما يضاف إلى إنجازات الرئيس. ولفت انتباهي عبارة قالها الرئيس السيسي وهي "فيه كلام مش بقوله علشان الشر وأهله"، وفي الحقيقة "قعدت" أعصر في دماغي علشان أعرف مين دول أهل الشر وإيه هو الشر أصلا الذي يقصده الرئيس السيسي ! فمن الواضح أن الرئيس مش خايف يقول ليس خوفا من الحسد بل تحسبا من أهل الشر، كثيرون قالوا إن الرئيس يقصد بأهل الشر جماعة الإخوان الإرهابية ومعهم كل الحق خاصة وأن هذه الجماعة كانت تريد تحويل مصر إلى عزبة تعيث فسادًا في مصر ومقدراتها وحقوق الأجيال القادمة، بل وتريد حاليا إسقاطها ببديل آخر جديد عن الثورات وهو الاقتصاد، فمن لا تسقطه الثورة يسقطه انهيار الاقتصاد، ورأينا محاولات كثيرة للإخوان لتدمير الاقتصاد المصري وما زالت هذه المحاولات قائمة، وقد يرى البعض أن أهل الشر الذين ربما يقصدهم الرئيس هي القوى الاستخباراتية التي تحاول حاليا ومحاولاتها تجرى على قدم وساق لإسقاط الدول بالإرهاب، وبالتالي تهرب الاستثمارات، بل ينهار ما هو قائم فعلا منها، ولا يتم ما هو مخطط له من مشروعات، وكل هذا كلام جميل، وآراء صائبة، إلا أنني أرى أن هناك من هم لا يقلون خطورة وشراسة وشرا عن الإخوان والتيارات السياسية المتاجرة بالإسلام الذي هو بريء من جرائمهم وإرهابها، وهؤلاء يجب أن يضعهم الرئيس السيسي في الحسبان، هؤلاء موجودون بالفعل في مفاصل الدولة وينخرون مثل السوس في عظامهما ويستمرءون حقوق ومقدرات أبنائها.
يا ريس هناك "أهل شر في حكومتك" من بعض العناصر الفاسدة في الوزارات والمصالح الحكومية وجهاز الشرطة الذي هو جهاز وطني حمى مصر وشعبها، هؤلاء يجب أن تضعهم تحت المنظار والمراقبة والمحاسبة الصارمة حتى تحافظ على ظهيرك الشعبي من التقهقر ، هناك في حكومتك من لا يفرقون بين جيوبهم وخزائن الدولة !! ولا يستطيعون التفرقة ــ أبدأ ــ بين ارضهم الخاصة وأراضي الدولة وموارادها التي هي ملك للمصريين جميعا الذين خرجوا في ثورتين عظيمتين واسقطا نظامين مستبدين للمطالبة بالعزة والكرامة والحق في العدالة الإجتماعية وعدم التمييز .. أهل الشر يا ريس هما المتقاعسين الآن عن تطهير مفاصل الدولة من الإخوان والمتاجرين بالدين ، بل وربما هناك من يتحالفون معهم سرا ً ، فثورتك الحقيقية التي هي اعظم واهم من مشروع قناة السويس في رأيي هي "الثورة على الفساد وتفكيك تحالفات الشر بين امبراطوريات الفساد الاقتصادية من رجل الاعمال الفاسدين وبعض المسئولين في الحكومة " بقوانين وتشريعات صارمة ، وتطهير مفاصل الدولة من الإخوان والمتحالفين عضويا معهم في المصالح والوزارات .. أما الشر نفسه يا ريس فيكمن في الآليات والقوانين والتشريعات الظالمة وغير الرادعة التي تحصن الفاسدين وتساعد على افلاتهم من العقاب .. الشر ايضا هو التعامل بيد رخوة مع الإرهاب والإرهابيين لدرجة ان البعض يرى أن اسلوب تعامل الدولة مع الإرهاب غير كاف وغير رادع ولا يتناسب مع خطورة المرحلة والحالة والظرف المفصلي الذي تعيشه مصر ، واقل مثال على ذلك كيف يقال اننا نحارب الإرهاب ونطهر الدولة من الإخوان ويتربع الآن على اخطر وزارة تتعلق بأمن مصر القومي وهي وزارة التربية والتعليم متحدثا إعلاميا للوزارة وهو الاستاذ هاني كمال الذي دعم مشروع النهضة الإخواني ودعم الرئيس الإرهابي محمد مرسي على منصة النهضة ؟؟؟!!! يا ريس نحن في حالة حرب شرسة ضد إرهاب وطابور خامس وفساد ومجموعات مصالح وتحالفات جهنمية تستهدف اسقاط الدولة بل ومن هذه المجموعات من يعبئ المواطنين لثورة ثالثة في 25 يونيو 2016 مستغلا اليد الرخوة للحكومة في التعامل مع الإرهاب والمحرضين عليه ، ومستغلين ايضا الفساد الذي ينهش في الدولة وأدى إلى خلق حالة من الاحباط لدى المواطن الفقير والمعدوم ، اخرج يا ريس الآن للمواطن البسيط واعلن عن سلسلة من القرارات الهامة لتخفيف حالة الاحباط لديه وكسر سياج الفقر ، وردع اهل الشر من الفاسدين في حكومتك بإقالتهم ومحاكمتهم ، فإن لم ننقي الشر من داخلنا ونعزل الاشرار من بيننا فلم ولن نستطيع مواجهة الشر على الإطلاق لانهم سيتلهمون كل انجازات او مشروعات تتحقق ، وثق اننا معك للنهاية متى فعلت هذا .