قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الزراعة الصديقة للبيئة تبلغ مرحلة النمو حول العالم

0|كتب - محمد على و جمال صلاح :

أوضحت دراسة صادرة اليوم عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) كيف أن الحبوبة الثلاث الرئيسية في العالم- الذرة والأرز والقمح- التي تمثل معاً مصدر ما يقدَّر بنحو 42.5 في المائة من السعرات الحرارية للبشرية و37 في المائة من البروتين يمكن أن تُنتَج بأساليب تراعي النظم الإيكولوجية الطبيعية بل وتساعدها على تحسّنها.
ومن خلال الاستعانة بدراسات الحالة المستمدة من مختلف أنحاء الكوكب، توضح الدراسة الجديدة كيف يجري بالفعل وبنجاح، تطبيق نهج "الحفظ والتوسع" الذي تدعو إليه منظمة "فاو" لإنتاج الحبوب الرئيسية، على نحو يؤشر الدرب صوب مستقبل أكثر استدامة للزراعة ويعرض توجيهاً عملياً على الصعيد العالمي لمواصلة برنامج التنمية المستدامة الجديد.
ويقول جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام للمنظمة في تقديمه للدراسة، أن "الالتزامات الدولية للقضاء على الفقر، ومعالجة تغير المناخ تتطلب تحولاً نوعياً نحو المزيد من الزراعة المستدامة والشمولية، القادرة على إنتاج عائد أعلى على المدى الطويل".
ولعل الاتفاقان الأخيران التاريخيان على الصعيد العالمي- وهما الأهداف الإنمائية المستدامة (SDGs) التي تتطلب القضاء على الجوع وإعادة إرساء النظم الايكولوجية الأرضية على أسس سليمة بحلول عام 2030، واتفاق باريس المعني بتغير المناخ (COP21)، يبرزان مدى أهمية الحاجة إلى الابتكار الشامل في مجال النظم الغذائية اليوم.
وبينما قد يبلغ إنتاج محاصيل الحبوب في العالم مستويات قياسية، إلا أن القاعدة الإنتاجية للبشرية تظل غير مستقرة على نحو متفاقم وسط مؤشرات تدل على تواصل استنزاف المياه الجوفية، والتلوث البيئي، وفقد التنوع البيولوجي وغيرها من الآثار التي خلّفها انتهاء نموذج الثورة الخضراء. وفي الوقت ذاته، فإن الإنتاج العالمي للغذاء يتطلب أن ينمو بنسبة 60 في المائة- على الأكثر في نطاق الأراضي الصالحة للزراعة الآن؛ وفي مواجهة سياق تغير المناخ -كضرورة لسد احتياجات سكان المستقبل بحلول عام 2050، مما يجعل من الأكثر إلحاحية بالنسبة لصغار المزارعين الذين ينتجون معظم محاصيل العالم حالياً تمكينهم من القيام بمهمتهم على نحو أكثر كفاءة وبأساليب تتجنب رفع مقدار الديون البيئية الواقعة على عاتق البشرية.
وفي هذا الإطار، يمثل نهج "الحفظ والتوسع" قاعدة واسعة النطاق تحتضن أساليب واسعة التنوع وصديقة للبيئة، تحقيقاً لغاية الزراعة المستدامة التي ترمي إلى تكثيف الإنتاج مع حماية وتعزيز قاعدة الموارد الطبيعية الزراعية وتقليل الاعتماد على المدخلات الكيميائية، من خلال الاستفادة من عمليات النظم الإيكولوجية الطبيعية للتربة وزيادة الدخل الإجمالي المزارعين.
وعلى هذا النحو تشكل أساليب "الحفظ والتوسع" نهجاً يساهم جوهرياً في بلوغ أهداف التنمية المستدامة ويعزز التجاوب السكاني إزاء تغير المناخ.