مؤتمر دولي بالمغرب ينوه بجهود مصر في مواجهة الإرهاب

نوه مؤتمر دولي عقد بالمغرب بمبادرة الأزهر الشريف إنشاء مرصد إعلامي باللغات الأجنبية لرصد ما يكتب وينشر عن الإسلام؛ والرد عليها بالأدلة والأسانيد الشرعية والعقلية، مطالبا بإصدار دليل مرجعي أو مدونة سلوك ومواثيق تتبناها المؤسسات الإعلامية في تعاطيها مع قضايا الإرهاب، لتشكيل رأي عام مناهض للإرهاب، ودحض خطاب التطرف بشأن مفاهيم كالخلافة والجهاد وغيرها من المصطلحات البراقة التي تصبغها التنظيمات الإرهابية على أفعالها وأفكارها لتغرير الشباب واستقطابهم.
وناقش"المنتدى الإعلامي الدولي للصحافة والإعلام" الذي نظمته "جمعية الصحافة والإعلام" و"الرابطة الدولية للإعلاميين المغاربة والدبلوماسية الموازية"، في إقليم بن جرير بالمغرب خلال الفترة من 19 الى 21 فبراير الجاري؛ تحت شعار "الإعلام شريك أساسي في مواجهة الإرهاب"، دور الإعلام في مواجهة الاٍرهاب وعدم السماح لرموز التطرف باستخدام وسائل الإعلام؛ وحماية الدين والفتوى من الدخلاء، والتوعية بمبادئ الإسلام السمحة؛ وحماية الأطفال والنشء كفئة هشة مستهدفة من جانب قوى الإرهاب؛ واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع الترويج للإرهاب والأفكار المتطرفة في وسائل الإعلام؛ وإتاحة الحصول على المعلومات؛ وضرورة وجود صحفيين متخصصين في قضايا الإرهاب، ومحورية حقوق الإنسان في المعالجة الإعلامية للإرهاب، وضرورة تقوية البناء المؤسساتي والديمقراطي، واستحضار البعد التنموي والتنمية البشرية في السياسات العامة، ومحاربة كل أشكال الكراهية والعنصرية والطائفية والمذهبية، وإيجاد مراقبة جدية ومتابعة دقيقة للعوالم الافتراضية باعتبارها أرضية خصبة لنشر الإرهاب.
وأشار محمد فتوح مصطفى رئيس المكتب الإعلامي المصري بالرباط؛ في كلمته أمام المؤتمر؛ إلى أن الإعلام المصري كان شريكا أساسيا في المواجهة مع قوى الإرهاب والتطرف؛ مؤكدا أن تقييم المعالجة الإعلامية لقضية الإرهاب يساهم في الحد من الترويج غير المقصود للجماعات الإرهابية؛ بسبب غياب رؤية إعلامية لدى بعض القائمين على تغطية قضايا الإرهاب.
وأكد أن مصر كسبت معركتها ضد الإرهاب، بفضل اصطفاف الشعب المصري خلف قيادته ومؤسساته الوطنية، والدور القوي للإعلام في حشد طاقات المجتمع وكشف ممارسات الجماعات الإرهابية والمخطط الذي تعمل في إطاره لعرقلة مشروع مصر الوطني لتحقيق الاستقرار والتنمية والانتقال الديمقراطي الآمن بعد ثورة 30 يونيو؛ مشيرا إلى أن مصر تعي جيدا أهمية تجديد الخطاب الديني لتجفيف منابع الإرهاب الفكرية، ولذلك حرصت على طرح مبادرات عديدة لنشر الفكر المستنير والثقافة الجادة، لافتا أنه من بين عشرة مبادرات أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه المسئولية، كان هناك أربع مبادرات تتعلق بنشر المعرفة والاهتمام بالشباب؛ وهي "بنك المعرفة"؛ ومبادرة "بناء مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر"، و"برنامج تأهيل الشباب للقيادة"، ومبادرة "الأمل والعمل"، بجانب جهود المؤسسات الإسلامية كالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف في تطوير الخطاب الديني ونشر صحيح الإسلام؛ وتطوير مناهج التعليم الديني وتأهيل الدعاة.
وأضاف أن المنتدى اعتمد الاقتراحات التي تقدمت بها مصر بخصوص إصدار مدونة سلوك بمختلف اللغات؛ كإطار مرجعي لوسائل الإعلام في تعاطيها مع قضايا الإرهاب؛ وكذلك التنويه بدور المرصد الإعلامي الإسلامي التابع للأزهر الشريف في محاصرة الأفكار المتطرفة؛ والترويج لمبادئ الإسلام المعتدلة؛ وضرورة مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي لمنع المتطرفين من توظيفها في نشر أفكارهم، لافتا إلى أن الجماعات المتطرفة تستفيد من كل تطور تقني وإعلامي حتى من الألعاب الإلكترونية؛ وتبتكر طرق تقنية لإعادة فتح حساباتها المغلقة؛ والتي تقدرها بعض المصادر بنحو 10 آلاف حساب شهريا.