المصور الشرقى يواجه الغربى بعدسته

«العدسة الشرقية تواجه العدسة الغربية», كان عنوان ندوة حضرتها فى إطار مناقشات منتدى دبى للصورة وقد تحدث فيها المصور الكويتى ماجد الزعابى وديمترى بيك رئيس تحرير مجلة «بولكا» الفرنسية للتصوير الفوتوغرافي، والمصور البنجلاديشى شهيد العلم، والمصور توم أنج من نيوزيلندا وأدارها المصور الأمريكى كين جايجر.
وقد شهدت الندوة مناقشات مثمرة وثرية سواء بين المتحدثين أو بين جمهور الندوة والفنانين المحاضرين فيها, وكانت فرصة لفتح العديد من الموضوعات والقضايا وتبادلا للأفكار والثقافات بين المصورين الشرقيين ونظرائهم الغربيين وفرصة للرد على الكثير من التساؤلات التى تشغل بال المهتمين بهذ ا الفن الرائع.
ورأى جايجر فى البداية أن منتدى الصورة هو منصة لطرح المسائل المهمة والحساسة فى ميدان الفوتوغرافيا بما يمكن هذا القطاع من رفع معاييره فى هذه المنطقة من العالم، ويساهم فى تحسين المخرجات الفوتوغرافية ومستوى تقبلها وفهمها.
ثم عرف بمجلة ناشيونال جيوغرافى التى يعمل فيها ودورها فى مساعدة واستقطاب المصورين الشباب الجدد، موضحاً أنها إضافة نوعية للصحافة الأميريكية.
أما توم أنج فقال: أعمل على كسر الهوة بين الثقافات والتقريب بين الحضارات، وأشار إلى أنه يختلف مع من يقول بأن التصوير لغة مشتركة، لأنها تختلف من شخص لآخر، موضحا أن عنصر الجذب تطغى عليه الثقافة ثقافة المصدر، فالأمريكان لديهم اهتمام ونظرة للمناظر الطبيعية، واليابانيون نظرتهم رمزية، والبريطانيون فى صورهم ما زالوا يبحثون عن آثار الاستعمار وبقايا ذلك.
واستعرض المصور شهيد العلم، الرئيس السابق للجنة تحكيم «مسابقة صور الصحافة العالمية»، مسيرته فى عالم التصوير قائلاً: بدأت مصوراً، وكنت فى الوقت نفسه ناشطاً سياسياً، استخدم التصوير فى عملي، أسست مدرسة للتصوير فى بنجلاديش، وأول مهرجان فى آسيا للتصوير 2002م. ثم تساءل ما نوع الفرص التعليمية والتثقيفية المتوافرة للمصورين فى الشرق؟ وهل هناك فروقات بينهم وبين مصورى الغرب؟ وتابع: نحن نفترض أن كل مصور غربى له كيان مختلف عن المصور الشرقي، والفرق ليس بهذا البعد، أنا أتحدث لغتى الأصلية وأيضاً اللغة الإنجليزية، وبالتالى نفهم بعضنا بعضاً، الفرق بين مختلف المصورين موجود فى علاقتنا.
وأشار ديمترى بيك، إلى أنه بدأ عمله كمصور عام 1998م، وقال: عملت فى باكستان لنقل اللغة البصرية والتواصل مع المصورين، وتوفير الأدوات، لنقل القصص من خلال أعين الأفغان، وتأثرت بخلفيات مختلفة، تجربة رائعة رأيت فيها الاختلافات، وعرفت كيف يرى الآخرون العالم. وتابع: بالنسبة لى لا اهتم بالحدود الثقافية، المهم التواصل مع الآخرين أياً كانوا، يجب إيجاد قاعدة مشتركة لتبادل وجهات النظر واكتشاف الثقافات الأخرى. والتصوير أداة مهمة، ومن خلال الكاميرا يمكن أن نتجاوز الكثير من الحواجز والعقبات. وعندما أنظر إلى الصور المختلفة المعروضة هنا التمس قيمة رسالتنا. وأكد ضرورة عدم الإفصاح عن صاحب الصورة فى المسابقات حتى يتم تقييم الصورة بشفافية وموضوعية من واقع الصورة وليس من واقع الشرق والغرب.
وذكر المصور ماجد الزعابى أنه مهندس حاسوب، تخرج فى جامعة الكويت، وبدأ التصوير والتوثيق فى عام 1996م. وأن التصوير أداة تسمح بالتعبير عن المشاعر، وتطرق إلى التحديات التى وجهته للوصول إلى سوق التصوير، مؤكداً أن المحتوى العربى ضعيف. وأشار إلى أن هناك اعتقاداً بأن المصور الشرقى فى المسابقات الغربية لن يفوز، وأن المصور الشرقى لا يمكنه منافسة المصور الغربي. وذكر أن العامل المادى له دور قوى فى تطوير أداء المصور، والاطلاع على تجارب الآخرين. وأضاف الزعابي: الفقر، وتعدد الحضارات، وسخونة الأحداث فى منطقتنا، عوامل ساهمت فى توافر مادة ثرية فى المحتوى التصويري، وبالتالى ساعدت المصور العربى كثيراً فى أن يصور، ويشارك فى العديد من المسابقات، ويفوز فيها.
لقد كان اللقاء مثمرا وأحسست انه بالفعل اضاف لى الكثير من الخبرات والآراء المختلفة وأجاب عن العديد من الأسئلة التى كنت أبحث عن اجابات لها.