الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخك مخ سمكة


تعيش الاسماك في المياه العذبة او المالحة ..هذه حقيقة علمية
تتنفس الاسماك من الخياشيم وتستخلص الاكسجين من الماء ..هذه حقيقة علمية
هل تعلم ان للسمكة مخا ولها ذاكرة ..ولكنها تعد الذاكرة الاقصر في الحيوانات .عفوا هذا مقال صحفي وليس مقالا للسمك .
هل تعلم ان هناك من ينسي حقيقته ويدعي اشياء ثم يصدقها وربما يرجع ذلك الي ان مخه "يتسمك" اي تصبح ذاكرته كذاكرة السمكة .هذه حقيقة ولكنها ليست علمية.
في شهر مارس قالت جماعة ما ان من تواجدوا بالميدان هم بلطجية ثم اثبت الوقت انهم شرفاء وذلك بعد تعذيبهم وسحلهم.
في شهر ابريل اتهموا ضباطا بالعمالة وخونوهم ومنهم من خرج يقول ان الدنيا باكلمها خط احمر ..عفوا السمك لديه عمي الوان كيف رأيتم الخط الاحمر ؟
تذكري ايتها الكاتبة انك تتحدثين عنهم لا عن _السمك_ ولتنحي ذاكرتك السكندرية جانبا الان (احدث نفسي)
في شهر مايو كان عدد الشهداء يتزايد وهم في جدل مستمر هل هم شهداء ام ماذا وذكروني بمقولة شهيرة
حينما مات عباس بن فرناس وهو يحاول الطيران انشغل بعض الناس باذا كان مات شهيدا ام لا ؟ اما اخرون فقد انشغلوا بهل يستطيع الانسان الطيران فعلا ؟؟
في شهر يونيو قرروا ان من ينزل الي الشارع فهم خونة و علت اصواتهم بفكرة الخط الاحمر الذي لا يمكن ان يتخطاه احد وبدأوا الاعداد القوي الي انتخابات البرلمان وفي الشهر التالي نزلت مليونياتهم لتملأ سماء مصر باعلام السعودية وليصنعوا ميدان قندهار جديدا وعلقوا لافتات ضد المعتصمين وطالبوهم بالرحيل، وأكدوا علي وجود الخط الاحمر _مع ان المعتصمين ما كانش ليهم في تشجيع الكورة وقتها وكانوا بيشجعوا مصر بس _
وفي رمضان رأوا الخط الاحمر يضرب عرض الحائط بكل الخطوط الخضراء والبيضاء و يتجاوز ليحمي صينية الميدان من العابثين بالنجيلة
ثم بدأ الشوط الثاني والذي كان اكثر ضراوة مما قبله وموسم التخوين الاكبر فالكل خائنون ما عدا الجماعة لانها تؤكد علي انه لا شرعية للشارع بعد الان فالشرعية للبرلمان المنتخب ولاعضائه الشرفاء و كانوا يعيشون في واديا والشهداء يتساقطون علي ابواب محمد محمود وتفقأ اعين الشرفاء و يعتقل من المناضلين وهم لا يدركون سوي كرسي البرلمان الذي هو حل سحري لكل المشكلات
وبعد حلف البرلمان بما لا يخالف شرع الله.تخرج علينا فتاوي البرلمان بانه لا يوجد خرطوش وقد ابلغه وزير الداخلية بأنه لا يوجد خرطوش _والدليل قالوله_ وكأنهم فجأة اصبحوا في برج عالي لا يعبرون الشارع بجانب البرلمان ليرون الخرطوش بانفسهم او ربما لتفقأ عين احدهم به ليعترف بوجوده
ثم يخرجون علينا بمشاريع قوانين عجيبة تنتهك الحريات اكثر مما تحسن من اساليب الحياة في المجتمع المصري وتسيء الي مصر كدولة مدنية من المفترض انها متحضرة غير بدائية ويسقط البرلمان من اعين الشارع ويندم الكثيرون
وتتكرر المأساة في احداث مجلس الوزراء والتي تعالت فيها اصواتهم بأن مصر بتتحرق! ولم نجد منهم من يهم لاطفائها
ثم مذبحة بورسعيد والتي لا اكاد انسي متابعتي لتفاصيلها من بدأ الهجوم علي الجماهير في الملعب حتي وصول قطار المصابين وانا اشاهد أما قد جائت الي محطة القطار وقد سمعت ان ابنها في طائرة الشهداء ولكن لديها امل ان يكون ليس هو وانه ربما مصابا فقط
لن انسي اني كنت اقابل زملائي واصدقائي ودموعهم تغرقهم منهم من مات له صديق او قريب او من ينتظر القطار لعله يطمئن ان من يعنيه ليس مفقودا او لم يتعرف علي هويته وانه فقط مصابا
هنا كان لابد من وقفة مع من يدعون انهم سيجلبون حق الشهداء وهنا بدأوا يطلقون الالسنة علي كل من له علاقة من قريب او بعيد بالثورة ولم تجد منهم من يخرج عليك قائلا انه معتصم مثلا لاجل الشهداء بل دخلوا في جدل انه كانوا في (ماتش كورة) فهل يجوز تسميتهم بالشهداء ام لا
ثم يعتلي احد افراد الجماعة كرسي الرئاسة وفجأة ."يتسمكون"
اي تصبح ذاكرتهم كذاكرة السمك قصيرة المدي ربما لا تتعدي بضع دقائق
فيصبح من يعارضهم هو ضد الثورة _عن اي ثورة يتحدثون _
ويصبح من يطالبهم هو متعجرف مطالب لاكثر من حقه.ويخرجون عليك قائلين (هو انت ايام المخلوع كنت تقدر تقول كده؟)
وكأنهم يسرقون رغيف خبزك ثم يعطونك كسرة منه ويطلبون منك شكرهم علي ذلك
يخرجون علي الناس من منطق نحن فقط الثوريون فيصنعون اعتصامات فاشلة وينحازون الي من كانوا ضده بالامس و يشقون صفوف الناس مرة اخري ويتهمون كل من يعارضهم بالخيانة .اذا فان لم تكن معهم فانت عدوهم
يؤيدون قرارا .ثم يعود متخذه فيه .فيؤيدون الرجوع في القرار .حقا مخهم كمخ السمك.