البابا شنودة روحه تكره بشار
سوريا تحترق، ومازال نزيف الدماء.. حلب تحترق.. ومازال نزيف الدّماء والعالم صامت أو متآمر.. وشعوب العالم حزينة رغم أنها اعتادت مشاهدة نفس الدماء العربية أطفال سوريا، وفلسطين والعراق، و.. و.. مدنيين شهداء أطفال نساء شيوخ أطفال، دماء تسيل فوق لهيب الأرض المحترقة امتزج طينها بالجثث المتناثرة من الضرب بالطائرات، أو القنابل، أو البراميل المتفجّرة، مذابح كلّ يوم، شعوب العالم خرساء، قد تشجب، أو تقلق، أو تستنكر، تبّاً لــ..... سنوات الغدر والخيانة، توحّش جلّ العالم، وجبن الباقي أن يصرخ بوجه الظالم........؟
روح البابا لا تقبل عزاء قتلة الأبرياء،،،،
إن الروح الوطنية التي تملأ روحا مثل البابا شنودة تأبى العزاء ممن يقتل شعبه ويهلك أطفاله ويرمل نساءه.
تمنيت لو أن البابا يعزى في مثل هؤلاء الحكام مثل بشار سوريا وكل من يقتلون شعوبهم بلا رحمة ولا إنسانية.
البابا الذي رفض أن يذهب إلى القدس بصحبة الراحل السادات بطل الحرب والسلام، وتحمل تبعات هذا الموقف، لكنه يتحمل أي شيء إلا الباطل والباطل هي إسرائيل.
إن رجل العروبة الوطني الذي قال كلمته التاريخية "لن أذهب إلى الأقصى إلا وفى يميني شيخ الأزهر، والمسيحيون لن يدخلوا فلسطين إلا في يد إخوانهم المسلمين"، تأبى روحه عزاء ظالم لشعبه.
وحينما تجددت هذه الدعوة مرة ثانية، وأرسلوا له وفدا فرد عليهم قائلا: "لن أذهب إلى القدس إلا وهي محررة، يرفرف فوقها علم فلسطين العربيّة، فلن أعطي جوازي للسفارة (الكيان الصهيوني) كي أحصل على تأشيرة دخول لفلسطين، فربنا يحرر فلسطين وفي مقدمتها القدس فنحن نعلم بأنهم (إسرائيل) يريدون إفراغ القدس من كل من هو ليس يهوديا، ونحن في الكنسية لنا مواقف واضحة جدا تجاه القضية الفلسطينية، ومن هنا رفضنا زيارة الأراضي الفلسطينية بتأشيرة إسرائيلية، لأن في ذلك تطبيعا، وأما دعم الشعب الفلسطيني فهم أشقاؤنا ودعمهم واجب علينا، فإن الانقسام يضعف الموقف الفلسطيني، ونحن في الكنيسة تواقون لوحدتكم، فبالوحدة قوة، والوحدة ليس مطلوبة فقط على مستوى الفلسطينيين، بل العرب ليعملوا معا من أجل فلسطين وقضايا الأمة المختلفة وبدون خوف من ردة فعل إسرائيلية... فربنا يبارك في الوحدة ويعمل معها ويصبح الوصول للهدف بها أقرب فلولا إصرار الشعب الفلسطيني لانتهت القضية منذ فترة طويلة، ونحن نحيي صمود هذا الشعب، ونؤكد أن كل شبر في أرض فلسطين مقدس"، وحول قرار إسرائيل بضم الحرم الإبراهيمي قال البابا شنودة "إبراهيم أبو الأنبياء وليس حكرا على اليهود، ونحن في الكنسية القبطية نرفض هذه الأعمال وندين الاعتداء على المقدسات".
بهذه الكلمات الخالدة سجل التاريخ موقفا من مواقف الرجولة والعروبة بمثل صادق لزعيم روحي عربي، حريص على الشعوب العربية جميعا، هل تقبل روحه عزاء قتلة شعوبهم، سفاكي الدماء، مفرقي الشعوب، نرفض عزاءك بشار.
إنها رسالة إنسانيّة، سهام من نور الحريّة فى صدر كل خائن، كلمات مضيئة من نور الحرية والإنسانيّة والرجولة والعروبة والنخوة.... أتعلم عنها شيئاً؟ إنها من مبادئ البابا شنودة التي نعزى أنفسنا برحيلها لكن سلوانا أنها روح حرص عليها القاصي والداني أحبت الجميع فأحبها الجميع؛ لذلك نرفض عزاء بشار الجزّار الملوث بدماء شعبه.. نساءه.. أطفاله.. رجاله.
أطفال مسلمي مصر الذين يبكون البابا، ويرفضون عزاءك بشار، لأنهم رأوا أطفالا مثلهم قتلى فتساءلوا.... أهناك غير إسرائيل يقتل الأطفال؟ فعرفوك بشار.. فنادوا إنه الجزار.. قاتل الأطفال.
فهم لا يقبلون عزاء قلوب تحجرت على شعوبها، فقتلتهم، فما بالك بمسييحها.
نساء مصر يرفضون عزاءك، بعدما رأوا أراملك مضرجات في دماء أحبابهن، فتساءلن؟
فأجابهن الأطفال.. ألا تعرفن إنه الجزار؟ بكل أسى وحزن مصر تنعي بصدق خالص ابنها البار لشعبها وشعوب العالم العربي والعالم روح المحبة والسلام البابا شنودة.
البابا شنودة لم يلتقَ أبداً أى رئيس دولة إلا الرئيس الراحل ياسر عرفات رحمه الله، لصداقتهما، ولمكانة فلسطين والموقف العربي المشرّف.
روح البابا "رجل السلام" لا ترقد فى سلام؟ فالمسيح هو المحبّة، هو رسول السلام عليه، وأمه البتول السلام، لأن حلب تحترق، ولأن فلسطين مازالت محتلّة، ولأن العراق تـفـتّت، ولأن السلام ابتعد، والشرور امتزجت بالأرض، هل هناك من ينتفض ليتصدّى لتلك الشرور التي ملئت الأرض حتى طغت ظلماً، وعدواناً؟