قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

باحث أثري: معبد إسنا أظهر عبقرية الفراعنة فى توفير التهوية


على بعد 55 كم من جنوب الأقصر تقع إسنا، مدينة ذات صيت ذائع في الحضارة المصرية القديمة، لعبت دورا بارزا في المعتقدات الدينية والنظام الكهنوتي في مصر إلى جانب مبانيها الأثرية التي ولا يبقى منها الا القليل اليوم، وعرفت بالعديد من الاسماء قديما منها "تا-سينيت، وايونيت"، وفي العصرين اليوناني والروماني عرفت باسم "لاتوبوليس".
يقول الدكتور نزيه سليمان، الباحث الأثري، "تضم مدينة إسنا العديد من المناطق الأثرية الهامة منها على سبيل المثال الجبلين، كومير، الكلابية، المعلا، العضايمة، الحلة، اصفون المطاعنة، ومنطقة ترعة الشيخ ناصر، واما معبد إسنا الشهير فقد يخطئ البعض في اعتقادهم انه تأسس في العصر البطلمي منفردا وغير معتمد على مبنى معبد قديم يرجع على أدق تقريب الى عصر الدولة الوسطى، وان كان البعض يقول بأنه يعود الى عصر الاسرة الثامنة عشر.
واضاف: "انه ما بين عامي 1827- 1828 زار العالم الفرنسي شامبليون منطقة هذا المعبد وقال انه وجد أحجارا، نقش عليها اسم الفرعون تحتمس الثالث، بينما يذكر "جوين غريفيث" ان هناك احتمالية بأن المعبد القديم مازالت بقاياه تحت المباني الحديثة في إسنا، وأن هذا المعبد يرجع الى عصر الدولة الوسطى، وهذا ما تؤيده نصوص بعض الحملات التي اتجهت جنوبا الى حدود مصر الجنوبية وقال بعضهم انه قدم قرباناً للمعبود خنوم في إسنا، فكيف تقدم القرابين الا اذا كان المعبد مقام أساسا، وهذا أمر معتاد فمعبد امون بالكرنك ما هو في بداية تأسيسة سوى مقصور بسيطة انشائها سنوسرت الأول، وهذا ما أكد عليه كثير من علماء المصريات أمثال "بيكس" و "غودمان"، في مؤلفهما عن معبد سنوسرت الأول بالكرنك والذي نشر في باريس عام 1938".
وتابع: "بقايا المعبد الحالي لثالوث إسنا الذي يترأسه المعبود خنوم فهو طراز بطلمي اضيفت له بعض الإضافات الهامة في العصر الروماني، ويرجع المعبد المكشوف حاليا الى بطليموس فيلوميتور، والمعبد بواجهة الجميلة يمثل اهم طرز المعابد في العصور المتأخرة في مصر القديمة وتبرز الواجهة اهيمية جدران الستائر، الحوائط النصفية، كعنصر معمري رئيسي في المعابد في العصور المتأخرة ، كما تعطينا نقوش المعبد خاصة تلك المناظر التي تزين صالة الاعمدة فكرة عن التواصل الفني بين عصور مصر المختلفة وتأثير الفن المصري القديم في عقلية الفنان اليوناني و الروماني، فها نحن نرى المناظر اليونانية الرومانية في صورة مصرية خالصة في هذا المعبد وغيره من المعابد ومقابر الاشراف في العصرين اليوناني والروماني.
وأشار إلى أن صالة الأعمدة في هذا المعبد من أجمل صالات الأعمدة في مصر، فيها تناسق فريد في نسب وأبعاد الاشكال والمناظر والنقوش، وبها سحر لا يقاوم في تيجان أعمدة المعبد وسقف الصالة والتي تعطي تصورا رائعا للكون بسمائه ونجومه والأرض والزروع والنخيل وهو فكر فني متوارث في المعابد في مصر القديمة خاصة من عصر الدولة الوسطى.
ولم تقتصر مناظر المعبد ونقوشه خاصة تلك التي تصور تقديم القرابين، على ثالوث المعبد بل تجاوزته الى غيرهم من المعبودات مثل ازوريس وامون ومين وغيرهم، مما يعطي شعور بالشمولية الدينية في ذلك المعبد الذي يحتاج الكثير والكثير من الاهتمام والتسويق السياحي.
وتابع: "التصميم العام للمعبد يعطي فكرة عن اهتمام المعماري المصري بتوفير سبل التهوية الصحيحة للمنشأت العامة لضمان سلامة زوار المعابد في الاعياد الدينية أو الاعياد السياسية والاحتفالات التي قد تقام داخل تلك المعابد وهي افكار معمارية متوارثة عبر الأجيال ويعتبر المصري القديم أو من توصل لها في العالم من توفير تهوية مناسبة وأمنة وصحية للمنشآت التي يزورها افراد الشعب للحفاظ على سلامتهم وتوفير جو صحي للجميع.