صحيفة بريطانية: السوريون يظهرون سرعة فى التغلب على مشاكلهم وسط التدهور الاقتصادى

قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن السوريين حاليا يتحولون إلى مواردهم الخاصة للنجاة من تشديد الخناق اقتصاديا حولهم وحول نظام الرئيس السورى بشار الأسد عن طريق نشر النزاع الآخذ فى الانتشار والعقوبات الدولية.
وقالت الصحيفة - فى سياق تقرير بثته اليوم /الاثنين/ على موقعها الإلكترونى - "إن الأشخاص والشركات الذين تعودوا على التقشف وشبه العزلة الدولية يحاولون تخفيف التأثير الاجتماعى وأخذ ما يمكنهم الحصول عليه من الفرص التجارية الآخذة فى
التضاؤل مع محاربتهم التضخم وتخفيض قيمة العملة والسقوط الكارثى للإنتاج الصناعى".
وأضافت الصحيفة أنه برغم التأثير الكارثى للأزمة الدموية المستمرة منذ 16 شهرا على الاقتصاد فإن كلا من الحكومة وعامة الشعب أظهروا مرونة فى التعامل مع مشاكلهم بشكل أقل مفاجأة بالنسبة للسوريين عنه بالنسبة للعالم الخارجى.
وأشارت الصحيفة إلى أن عائدات الحكومة انخفضت بسبب حظر الصادرات النفطية الدولى فيما بلغ التضخم السنوى نسبة 30 \% فى شهر أبريل الماضى ومن المتوقع لإجمالى الناتج المحلى أن يقل بنسبة أكثر من 8 \% هذا العام لكن نظام الأسد أوقف حتى الآن الانخفاض فى قيمة الليرة السورية ومنع العجز الجماعى المستمر فى السلع الأساسية فى مدينتى دمشق وحلب الرئيسيتين.
ولفتت الصحيفة إلى أن سوريا، التى حكمتها عائلة الأسد بشكل قمعى طوال أربعة عقود، كان لديها اتصال اقتصادى محدود جدا فقط مع العالم الأوسع حتى موت حافظ الأسد فى عام 2000.
ونوهت الصحيفة إلى أنه بينما شهد الأسد الأصغر فترة من رفع القيود الحكومية والتدويل بشكل جزئى، بقت البلاد تخضع للعقوبات.
وأوضحت الصحيفة أنه بينما هوى النشاط الاقتصادى فى جميع أنحاء سوريا منذ بدء انتفاضة شعبية فى شهر مارس من العام الماضى، تنوعت درجة تأثير النزاع والعقوبات المفروضة على التجارة بشكل واسع.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاد تدهور فى مراكز العنف مثل مدينة حمص بعد قصف قوات الحكومة لها وهروب السكان منها.
وقالت الصحيفة إنه فى الوقت الذى أدت فيه هذه الأنواع من السقوط الشديد فى الاقتصاد إلى تسريح العاملين فى بعض الشركات، قال آخرون كثيرون إنهم يحتفظون بمن يعلمون أنه ليس لديهم فرصة فى إيجاد وظيفة أخرى خلال الأزمة.