مفتي الجمهورية: التقوى وتزكية النفس أعظم مقاصد الصيام

أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن مقاصد الشريعة الإسلامية تتحقق بتقوى الله (عز وجل) وتزكية النفس بالصيام.
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، مشيرًا إلى أن هذه المقاصد ترمز إلى الجانب الروحي من الإنسان، لأن المرء حين يؤدي الصيام على وجهه الصحيح فإنه يشعر بزيادة درجة إيمانه، وشدة قربه وإنابته إلى الله تعالى، موضحًا أن هناك مقاصد أخرى شرعية تستقى من معالجة الصيام للجوانب الاجتماعية أو الإنسانية، منها التكافل الاجتماعي، والصبر والتجلد على أمور الطاعات.
وأضاف خلال كلمته بعنوان "الصوم وعلاقته بتحقيق مقاصد الشريعة" بالأمسية الرمضانية التي تنظمها وزارة الأوقاف يوميا عقب صلاة التراويح بمسجد السيدة زينب بالتعاون مع اتحاد الإذاعة والتلفزيون بحضور قيادات وزارة الأوقاف ورواد المسجد من المصلين.
وقال المفتي إن من أهم مقاصد الصيام تحقيق "التقوى" وقد اختتمت أول آية من آيات الصيام بالتقوى: {لعلكم تتقون}، وختم سياق الآيات كلها بالتقوى أيضًا: {لعلهم يتقون}، لتعطي إشارة إلى أن التقوى من أعظم مقاصد الصيام، وهذا يفسر لنا ختام كثير من الآيات بهذه العبادة العظيمة، مُشيرًا إلى أن تحقيق التقوى يصلح جميع شئون الحياة، كما أنه يسوس النفس ويهذبها، ومما يعين على تحقيق التقوى في القلب أن يصون الإنسان قلبه كما يصون ماله، ويغذيه بما ينفعه كما ينمي تجارته، كما يحرسه عن لصوص الوقت والخير فهم أخطر من قطاع الطريق، لأنهم يقطعون صلتك بالمنعم الكريم سبحانه ويفسدون صلتك به.
وأشار إلى أن الحق سبحانه وتعالى منح أصحاب الأعذار رخصة الإفطار، فالله (عز وجل) لا يكلف العبد ما لا يستطيع تحمله، من هنا فقد منح الله المريض رخصة الإفطار وعليه القضاء فيما بعد، مستشهدًا بقول الحق: (فعدة من أيام أخر) ، كما رخصّ للمسافر الفطر إذا بلغ مسافة القصر، وكذا الحامل والمرضع إذا خشيت الحامل على نفسها وعلى جنينها، وكذلك المرضع، والحائض والنفساء.
وفي ختام كلمته أعرب الدكتور شوقي علام عن عميق شكره وامتنانه لوزير الأوقاف على جهده الملموس في تجديد الخطاب الديني وإقامة الندوات والأمسيات الدينية لتوعية الجماهير وتثقيفها دينيًّا، داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء، ويحفظها في كل مكان وزمان.