الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ارفضوا زيارة السفاح بنيامين نتنياهو لمصر


تتداول كثير من وسائل الإعلام أخبارا مؤكدة خاصة بعد زيارة وزير الخارجية المصري "سامح شكري" إلى إسرائيل في شهر يوليو من العام الجاري ، ولقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، كما أن وسائل إعلام نشرت تقدم نتنياهو بطلب رسمي لمصر لزيارة إسرائيل للقاء مسئولين مصريين لمناقشة عدد من الملفات.

وإنني اعلنها صراحة كمواطن مصري مسيحي رفضي القاطع لزيارة هذا السفاح لـ"مصر" فزيارته غير مرحب بها من قطاعات واسعة من المصريين ، وما يؤكد قناعتي واطمئناني برفض هذه الزيارة المرتقبة هو أنه برغم المبادرة التي اطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخاصة بالسلام الدافئ مع إسرائيل في محاولة من الرئيس لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ، وهي دعوة للعلم كانت لا يجب أن تخرج من الرئيس السيسي بل كان يجب أن تبادر بها دولة الكيان الصهيوني لإثبات حسن نواياها تجاه القضية الفلسطينية والعرب اجمعين ، إلا أن الرئيس ربما يكون قد بادر بهذه الدعوة لالقاء الكرة في ملعب إسرائيل واختبار نواياها.

ولا احد يستطيع أن يلوم الرئيس في أي دعوات للسلام طالما هذا السلام قائما على العدل وارجاع الحقوق المغتصبة لاصحابها وتعويض الفلسطينيين عن المذابح التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين العزل من الاطفال والابرياء والنساء والشيوخ وهي جرائم حرب لا يمكن أن تسقط بالتقادم ويجب ان تتحرك الدول العربية جميعا لمقاضاة قادة الجيش الإسرائيلي عن هذه المجازر إذا ما نفخ الله في صورتهم واتحدوا ولو في هذه القضية.

نعم .. زيارة المجرم السفاح "نتنياهو " لـ "مصر" مرفوضة وستواجه باحتجاجات شعبية عارمة خاصة أن التاريخ الأسود لإسرائيل مع مصر يندى له جبين الإنسانية ، ولا احد من المصريين يستطيع أن ينسى او تمحى من ذاكرته مجزرة بحر البقر بالشرقية ومقتل 30 طفلا واصابة 50 آخرين عبر غارة شنتها الطائرات الاسرائيلية في 8 ابريل عام 1970 ، ولا احد يستطيع ان ينسى جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في استباحة حرمات المسجد الاقصى، وقتل وسحق المدنيين العزل ، والتوسع في المستوطنات لإقامة دولتهم المزعومة من النيل إلى الفرات ، وأي مصري شريف لا يمكن أن ينسى مقولة جولدا مائير " رئيسة وزراء إسرائيل بانها تتمنى أن لا ترى قادة حرب اكتوبر في الجيش المصري " ، بعد الدرس الذي لقنه جيش مصر لاسرائيل في الحرب.

ألا يعلم احدكم أن "بنيامين نتنياهو" هو من أشاد بدور السفاح " ارئيل شارون" ودوره في حصار الجيش المصري في حرب اكتوبر وهو حصار مزيف وادعاء كاذب بقوله في خطاب نقلته عنه الإذاعة الاسرائيلية عام 2014 : "إن شارون وضع الأسس الرئيسية لمحاربة أعدائنا من خلال اعتماد مفهوم الرد عليه والمبادرة لاجتثاثه ، فضلا عن جهوده واسهاماته في العقيدة العسكرية التي بلغت ذروتها في قدرات القيادة والمناورة الخارقة التي ابداها في حرب اكتوبر عام 1973 عند عبور قوات الجيش الإسرائيلي قناة السويس ومحاصرة الجيش الثالث الميداني المصري" ، وكيف نقبل بزيارة هذا القاتل وتصريحاته في التدخل في شئون السيادة المصرية موثقة عندما قال انه كان سيرسل قوات من الجيش الاسرائيلي لاجلاء الإسرائيليين عند حصار السفارة ".

وهل يعلم احدكم المخطط الصهيوامريكي لتفتيت وتقسيم الدول العربية ومن بينها مصر حيث اكدت وثيقة مسربة للصحفي اليهودي "اسرائيل شاحاك" المعادي للصهيونية العالمية في الثمانينيات عن مخطط اسرائيل في تقسيم الدول العربية كاليمن وسوريا والعراق ولبنان والسعودية وفيما يتعلق بمصر ركزت الوثيقة على مصر بقولها " اذا سقطت مصر سقطت معها كافة الدول العربية " ومن هنا لا يمكن أن يأتي سلام من قبل هذا الكيان المغتصب وأن العلاقة التي يجب ان تربطنا بهذا الكيان المحتل هو المقاومة وليس غيرها ، فالتاريخ والجغرافيا وحتى التوراة تؤكد أنهم قتلة الانبياء والمرسلين إليها وطريق السلام لم يعرفوه وفي طريقهم "اغتصاب وسحق" ، وانه لمن العجب العجاب أنه بعد دعوة الرئيس السيسي لسلام دافئ مع إسرائيل نرى إسرائيل ماضية قدما في التوسع في المستوطنات ، وتنتهك بلا هوادة وبدم بارد حرمة المسجد الاقصى ، وما زالت غارتها الجوية تستهدف حتى الامس مدنيين عزل في غزة ، فلا أمن ولا امان لهذا العدو الكيان المغتصب.

وأقولها للرئيس السيسي : ارفضوا هذه الزيارة ولا تضعوا ايديكم في يد قاتل وسفاك دماء فالتاريخ لا يرحم ، وعلى القادة الاسرائيليين إن كانوا جادين في سلام حقيقي أن يبادروا بهذا السلام ويكونوا مستعدين لدفع كلفته الباهظة، وأن يبرهنوا بالفعل لا بالقول عن خطوات جادة للسلام حقيقي شامل وعادل للقضية الفلسطينية ووقتها ربما يكون هناك جلوس على طاولة المفاوضات ، وأتوجه هنا بتحية خالصة لقوى المقاومة التي تقف كالبنيان المرصوص في وجهة هذا الكيان المحتل الفاقد للشرعية الأخلاقية والإنسانية .

[email protected]
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط