تعرف على سبب تسمية «درب البرابرة» بهذا الاسم

بين حي العتبة الشعبي وحي الحسين الأثري في وسط قاهرة المعز ممرات ضيقة لا يوجد بها حيز من فراغ يسمح لوضع قدم، حيث الباعة في كل مكان وحركة البيع والشراء تشغل المكان بشكل ملفت، فلا صوت يعلو على صوت الباعة والبضائع تنتشر في كل الأركان، والمحلات متراصة في تجاور غريب بنفس نوع البضاعة، ورغم ذلك تجد الزحام هو بطل المشهد في المكانين.
وعندما يقطع الشخص مسافة قصيرة متخطيا هذا الزحام ليدخل في ممرات أضيق إلى أن يصل بعد رحلة شاقة إلى منطقة مغلقة على نفسها يفاجأ في لحظة أن ليل المكان أصبح نهارا وكأن السماء تمطر ضوءا.
حيث يوجد شارع فريد من نوعه اسمه “درب البرابرة” متخصص في تجارة مستلزمات الأفراح والليالي الملاح منذ عصر المماليك حتى الآن، حيث تباع “مستلزمات السعادة”.
فكل من يتجول في هذا الشارع ينتظر حدثًا سعيدًا، فهناك من تشترى فستان زفاف أو خطوبة، وهناك من يبتغى شراء شموع ليلة الزفاف، أو طباعة دعوات الفرح في عبارات جديدة ومبتكرة.
«درب البرابرة» مكان له تاريخ طويل تحديدا إبان فترة الاحتلال البريطاني لمصر والحكم الملكي، حيث اقترن لفظ «البرابرة» في ذاكرة المصريين بفرق «الهجانة»، وهم طائفة من الحراس الأشداء كانوا يمتطون الجمال وتوكل إليهم مهمات تفريق المظاهرات، وكان معظمهم من أبناء أرياف الجنوب المصري.
اليوم، يقبل على هذا «الدرب» معظم المصريين، خاصة، إذا كانوا مقبلين على حدث سعيد، ليتحول الدرب من ذاكرة «الآلام» في الماضي إلى سوق كبيرة ترمز سلعها إلى السعادة وعلى الرغم من اختلاف الروايات حول التسمية الحقيقية لـ«درب البرابرة»، فإنها تنحصر في روايتين أساسيتين:
الأولى، ترجعها إلى المنحدرين من قبائل البربر “أي الأمازيغ” في شمال أفريقيا وبلاد المغرب العربي الذين جاءوا مع جوهر الصقلي أثناء فتح مصر في عهد الفاطميين واستقروا في هذا المكان، والثانية تربطها بالعمال النوبيين الذين قدموا إلى القاهرة والدلتا مع بدايات القرن الـ19، وكان «درب» هو مكان تجمعهم وإقامتهم.
بينما يقول البعض إن جماعة من البربر جاءت إلى القاهرة للعمل كخدم وسفرجية لدى الباشوات أثناء حكم محمد علي باشا الكبير في بداية القرن 19وكان المطار قريبا من القصور الرئيسية لحكام مصر ونظرا لتعايشهم في شكل مجتمع صغير لهم كانت إقامتهم في درب البرابرة والذي أخذ الاسم منهم.