حماس تبحث عن ضوء في نهاية النفق المصري

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي صدمت من إغلاق مصر لمعبر رفح على الحدود مع غزة إن القيادة الإسلامية الجديدة في القاهرة تفرض على القطاع نفس المعاناة التي كان الرئيس السابق حسني مبارك يفرضها.
وأغلقت مصر معبر رفح قبل أسبوع بعد أن قتل مسلحون مجهولون 16 من أفراد حرس الحدود رميا بالرصاص قرب الحدود مع غزة قبل أن يشنوا هجوما على إسرائيل تصدت له سريعا.
ونفت حماس تكهنات بأن بعض المهاجمين دخلوا سيناء من غزة واتهمت مصر التي يقودها منذ يونيو حزيران الرئيس الإسلامي محمد مرسي بفرض عقاب جماعي على الفلسطينيين.
وقال فتحي حماد وزير داخلية حماس "كنا نعاني كثيرا في عهد نظام مبارك الظالم.. فلماذا علينا أن نعاني في زمن مصر الثورة والديمقراطية؟"
وأضاف في بيان "المطلوب من القيادة المصرية الإيعاز بعودة العمل على معبر رفح لتخفيف معاناة الفلسطينيين الراغبين بالسفر من الطلبة والمرضى وحملة الإقامات والمعتمرين."
وترفض إسرائيل منذ سنوات منح تأشيرات خروج لسكان غزة عدا قلة منهم مما يجعل من معبر رفح المنفذ الوحيد الى العالم لأغلب سكان القطاع البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة ويستخدم نحو 800 شخص المعبر يوميا للوصول إلى مصر.
ومنذ إغلاق المعبر تقطعت السبل بالآلاف برغم ان القاهرة امرت بفتحه لفترة قصيرة يوم الجمعة للسماح للفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من مغادرة مصر بالعودة الى القطاع.
وقال مسؤول في حماس ان مصر أفادت يوم الاثنين بانها ستفتح المعبر بشكل مؤقت مرة اخرى ولكن لمدة ثلاثة ايام للسماح بسفر الحالات الانسانية مثل الفلسطينيين الذين يرغبون في العلاج بالخارج أو الطلبة.
وقال حماد في لهجة حادة غير معتادة "ما ذنب غزة أن يضيق عليها وفي ذات الوقت تفتح معابركم مع الاحتلال (اسرائيل). فإن لم تكن فلسطين بين أعينكم فعليكم تعديل البوصلة والمسار."
وكانت حماس تعتقد أن رئاسة مرسي ستكون إيذانا بفترة جديدة من الوئام بين غزة والقاهرة لكن هذا لم يتحقق بعد بسبب اعتبارات استراتيجية تتعلق بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وما يرتبط بها من مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة.
وبعد هجوم سيناء على الفور أمرت حماس بإغلاق نحو ألف من انفاق التهريب على الحدود مع مصر لمنع احتمال تسلل المهاجمين.
وظلت عدة أنفاق تعمل لجلب الغذاء والوقود ومواد البناء إلى غزة لكن حماس تقول إنها مستعدة لإغلاق كل الأنفاق إذا وافقت مصر على تحدي إسرائيل والسماح بمرور السلع من رفح.
وتفرض إسرائيل سيطرة صارمة على كل الواردات التي تصل غزة لمنع وصول أسلحة إلى حماس. وكان مبارك يدعم حصار غزة.
وفي دعوة تبرز حجم الانقسامات الشديدة داخل المجتمع الفلسطيني حث الخصوم السياسيون لحماس مصر على تدمير كل الأنفاق وحرمان الحركة من الرسوم التي تقدر بملايين الدولارات والتي تفرضها على السلع المهربة.
وقال الطيب عبد الرحيم الأمين العام للرئاسة الفلسطينية "تلك الانفاق التي ساهمت في تكريس حالة الانقسام الفلسطيني في غزة قد أصبحت ومنذ فترة تشكل تهديدا لأمن مصر القومي ولوحدة الشعب الفلسطيني واستقرارهما ومصالحهما الحيوية."
ومضى يقول إن الأنفاق "لا تخدم إلا فئة صغيرة من ذوي المصالح والاعتبارات الخاصة والضيقة العابثين والمستهترين بالأمن والمصالح العليا لمصر وفلسطين على جانبي الحدود ممن أثروا بسبب تجارة التهريب غير الشرعية على حساب مصلحة الوطن والمواطن."
وانتقدت حماس تصريحاته ووصفت الأنفاق بأنها عصب الحياة بالنسبة لسكان قطاع غزة.