18 ذو الحجة..يوم فاصل في التاريخ الإسلامي

اعتبر يوم 18 ذو الحجة يوما فاصلا في التاريخ الاسلامي كله؛ ففيه وقعت حادثتين اثرت بشكل كبير على الاحداث في القرون الاولى هجريا على المستويين السياسي والعقائدي,الحدث الاول وهو يخص الناحية العقائدية ووقع سنة 10 هجرية ابان عودة الرسول (ص) من حجة الوداع في منطقة اسمها "غدير خم" وهو ما يُعرف عند الشيعة بيوم الغدير والذي لا يقل في قدسيته –كما يعتقدون – عن قدسية يومي الفطر والأضحى
وتعتبر الطوائف الشيعية يوم الغدير يوما فاصلا في تاريخهم ظنا منهم باقرار النبي (ص) الولاية لسيدنا علي بن ابي طالب عندما قال مقولته الشهيرة "من كنت وليه فعلي وليه" وهو ما يرفضه اهل السنة والجماعة معتبرين انه ليس الا فضل لابن عم النبي يماثل امثلة عديدة لفضل اقره النبي (ص) للعديد من اصحابه في مواقف مختلفة، ولا علاقة للامر بالولاية والخلافة من قريب او من بعيد.
ما يهمنا تاريخيا هو وقوع الحادثة فعليا واقرار اغلب الكتب والمصادر المعتبرة لاهل السنة والجماعة باقراراها والاختلاف هنا في التفسير والتأويل وان مسرح احداث سقيفة بني ساعدة الذي شهد استخلاف ابو بكر الصديق لم يشهد اي ذكر للحادثة في اشارة واضحة الى عدم تعلق الامر بأي خلافة او ولاية,ومنطقة غدير خم تقع على مسافة بضعة كيلومترات شمال شرق منطقة ميقات الجحفة التي تبعد عن المدينة المنورة حوالي 183 كيلومتر في غرب شبه الجزيرة العربية.
ويُلاحظ دائما تاريخيا وحتى في حاضرنا المعاصر تجنب ذكر حادثة الغدير من على منابر اهل السنة والجماعة في بلدان العالم الاسلامي حتى لا يختلط الامر على عوام الناس رغم ان توضيحه بالامر اليسير وليس فيه اي التباس فلا علاقة لامامة علي بن ابي طالب بما قاله الرسول (ص) يوم الغدير.
أما الحدث الثاني وهو يخص الناحية السياسية والعسكرية ففي يوم 18 ذو الحجة حدث سنة 35 هجرية حدثت فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه في يوم يسميه المؤرخون "يوم الدار" المشهود ايذانا بأكبر فتنة عرفتها دولة الاسلام في تاريخها في الخلاف الشهير بين الصحابة حول تقديم الثأر لدم عثمان على اقرار البيعة لعلي بن ابي طالب وهو ما خلف اقتتالا بين المسلمين في موقعتي الجمل وصفين وبعدها ظهرت طائفة الخوارج الى ان آل الامر لمعاوية بني ابي سفيان بعد تنازل سيدنا الحسن بن علي وتأسست دولة بني امية وبدأ التاريخ يأخذ منعطفا جديدا.