الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكونجرس يبحث تعديل قانون "مقاضاة السعودية" خشية انتقام الرياض..زعيم الأغلبية:يتحتم إصلاح جاستا لحماية الموظفين الأمريكيين..ورئيس مجلس النواب:تغييره ضرورة لحماية جنودنا

صدى البلد

*الكونجرس يبحث تعديل قانون العادلة ضد رعاة الإرهاب
*الخارجية الروسية:"جاستا" يظهر استخفاف واشنطن بالقانون الدولي
*رئيس مجلس النواب يلمح إلى إمكانية تعديله

بعد مرور يومين من رفض أغلب أعضاء الكونجرس الأمريكي،الفيتو الذي استخدمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" المعروف إعلاميا بـ "جاستا"،وهو أول فيتو يتم إسقاطه خلال فترة حكم أوباما،أعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش مكونيل،أمس الخميس،أن التشريع "جاستا" الذي يسمح لضحايا هجمات 11 سبتمبر بإقامة دعاوى قضائية ضد حكومات أجنبية، قد تكون له عواقب غير مقصودة، في حين ألمح رئيس مجلس النواب إلى إمكانية تعديله.

وقال مكونيل:"يبدو أنه ربما تكون لهذا (القانون) عواقب غير مقصودة..وأعتقد أنه قد يتحتم علينا إصلاح جاستا لحماية الموظفين الأمريكيين".

،وأضاف مكونيل الذي صوت ضد فيتو أوباما أن "الجميع كانوا يعلمون من هم المستفيدون المحتملون من القانون، لكن أحدًا لم يكن يعلم ما هي سلبياته"، وأغضبت تلك التصريحات البيت الأبيض الذي قال إن كل شيء كان واضحًا منذ البداية.

أما رئيس مجلس النواب، بول ريانن فقال إن الكونجرس قد يضطر إلى "إصلاح" التشريع لحماية الجنود الأمريكيين على وجه الخصوص،إلا أنه لم يوضح إطارا زمنيا لمعالجة القضية"، لكن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السناتور الجمهوري عن تنيسي، بوب كوركر، قال إنه يعتقد أن القضية يمكن معالجتها في الكونجرس في جلسة "بعد انتخاب الكونجرس الجديد وقبل أن يبدأ عمله" في أعقاب انتخابات الرئاسة في نوفمبر".

وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الكونجرس الأمريكي بإقراره قانون "مقاضاة ممولي الإرهاب"،أظهر مجددا استخفافه المطلق بالقانون الدولي ولجأ إلى "الابتزاز القضائي".

وتأتي التصريحات الأمريكية المتراجعة عن موقفها السابق من القانون عقب إعلان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أن اعتماد قانون "جاستا" يشكل مصدر قلقٍ كبيرٍ للدول التي تعترض على مبدأ إضعاف الحصانة السيادية، باعتباره المبدأ الذي يحكم العلاقات الدولية منذ مئات السنين.

وأضاف المصدر أنه من شأن إضعاف الحصانة السيادية التأثير سلبًا على جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة.

ونوه إلى موقف الإدارة الأمريكية التي أعربت عن معارضتها لقانون جاستا بصيغته،وذلك على لسان الرئيس الأمريكي، ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية.

وأوضح المصدر أن قانون جاستا حظي أيضًا بمعارضة العديد من الدول، إضافة إلى العشرات من خبراء الأمن القومي الأمريكيين؛ في ظل استشعارهم للمخاطر التي يشكلها هذا القانون في العلاقات الدولية، واختتم المصدر تصريحه بالتعبير عن الأمل في أن تسود الحكمة؛ وأن يتخذ الكونجرس الأمريكي الخطوات اللازمة من أجل تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب على سن قانون جاستا.

بالإضافة إلى تصريحات الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السعودي، خلال زيارته التي تستمر يومين إلى تركيا،بأن السعودية دولة مستهدفة، إلا أنها تحصن نفسها،مضيفا:"الاستهداف واضح لا يختلف عليه اثنان ولا نستطيع أن نقول لهم لا تستهدفونا لكن المهم أن نحصن أنفسنا قدر الإمكان".

وسبق أن حذرت أوساط رسمية وغير رسمية في المملكة وحلفائها من أن القانون ستكون له تداعيات سلبية، حسب ما أكدت "أسوشييتد برس" في تقرير سابق، فالسعودية تحتكم إلى ترسانة من الوسائل التي تكفل لها رد الفعل، من ضمنها تجميد الاتصالات الرسمية، وسحب مليارات الدولارات من الاقتصاد الأمريكي،وإقناع أشقائها في مجلس التعاون الخليجي بالحذو حذوها، واتباع سياستها التي قد تشمل تجميد التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي، والاستثمار، وعدم السماح للقوات المسلحة الأمريكية باستخدام قواعد المنطقة العسكرية.

وفي سياق متصل، شن مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، هجوما على القانون، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة لا تطالب بالعدالة إلا لضحاياها رغم عقود من التدخل والانتهاكات الأمريكية في أنحاء العالم.

وعلى موقع "تويتر" انتشر هاشتاجان عربيان عندما تمت إجازة مشروع القانون، يشير أحدهما مباشرة إلى "العدالة ضد رعاة قانون الإرهاب"، أما الآخر فقد حمل عنوان "الإرهاب الأمريكي".

ونشر مستخدمون لـ"توتير" صورا لانتهاكات أمريكية في اليابان وفيتنام، وأيضا تجاه السجناء العراقيين العرايا في سجن "أبو غريب"، الذين تعرضوا للإذلال على أيدي جنود أمريكيين، كتب عليها "اليابان وفيتنام والعراق وأفغانستان لا يمكنها أن تنتظر لتطبيق العدالة ضد رعاة قانون الإرهاب حتى يمكنهم هم أيضا أن يلاحقوا الولايات المتحدة".

كما انتشر من جديد كاريكاتير نشر عام 2005 في صحيفة "بوست جازيت بتسبرج"، لصبي يشاهد صور سحب الضربة النووية التي تشبه فطر عش الغراب في هيروشيما، ويسأل: "أي جماعة ارهابية قامت بهذا العمل"؟

وشارك مئات المستخدمين مقطعا به ترجمة عربية للممثل الكوميدي الأمريكي إيدي غريفين، يتحدث عن التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان، ويقول إن هذه الحروب تتعلق "بالمال..المال..المال"