الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجاهل "مبارك" في ذكرى انتصارات أكتوبر إهانة للوطنية والتاريخ


من المؤكد أن تجاهل الرموز والقيادات التي أسهمت وتسهم بصورة أو بأخرى في خدمة مصر وشعبها ، جريمة مروعة ، بل وإهانة بالغة لا تليق، وتعدٍ على قيمة إنسانية كلنا نتمنى أن تتأصل في المجتمع وهي قيمة وفضيلة "الوفاء والعرفان بالجميل" ، وفي الحقيقة كانت صدمتي شديدة عندما علمت بقرار التليفزيون المصري وهو التليفزيون الذي يجب أن يكون بوقا للشعب وليس للحكومة أو لأي جهة ، باستبعاد الإعلامي "جورج رشاد " مقدم برنامج "صباح الخير يا مصر " على القناة الأولى ، من البرنامج ، ليس لخطأ مهني ارتكبه ، ولا بسبب إذاعة اخبار كاذبة ، أو تحريض على الجيش أو الشرطة أو مؤسسات الدولة ، أو مغازلته لجماعة إرهابية بل لإشادته بجيش مصر الوطني ودوره في انتصارات حرب اكتوبر 1973 ، ورموز الجيش الذين شاركوا في الحرب وكان لهم دور بالغ في النصر ، مثل الرئيس محمد أنور السادات صاحب قرار الحرب والرئيس جمال عبد الناصر بطل حرب الاستنزاف، ولكن لانه أشاد بدور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كبطل من أبطال حرب اكتوبر وصاحب الضربة الجوية الأولى.

لا تستغربوا يا إخوة .. نعم استبعدوه من البرنامج لهذا السبب الذي في رأيي يعد بمثابة جريمة ارتكبها القائمون على إدارة تليفزيون الشعب وليس الحكومة او الرئيس ، استبعدوا الرجل لأنه قدم إعلاما مهنيا موضوعيا تاريخيا دون تطبيل أو نفاق أو تزييف للتاريخ ، وأصل قيمة مهمة في الإعلام وهي الحقيقة ، والوفاء لرجل شارك في الحرب، وفي رأيي أن جريمة القائمين على إدارة ماسبيرو باستبعاد جورج رشاد ، تخدم العدو الإسرائيلي الغاشم وجماعة الإخوان الإرهابية وكل جماعة ناقمة على جيش مصر العظيم وتريد محو وإهانة رموزه أمام شعوبهم .

شيء مخجل أن يفعل التليفزيون الرسمي ذلك لان دلالاته مرعبة، وأنا شخصيا لست أدافع هنا عن جورج رشاد أو الرئيس محمد حسني مبارك، لأن المذيع قال الحقيقة ومبارك بالفعل هو قائد الضربة الجوية الأولى ومن ينكر غير ذلك مغرض ومتواطئ ، ولعلني أتذكر هنا مقولة "جولدا مائير" رئيسة وزراء إسرائيل التي قالت يوما أنها لا تريد أن ترى أيا من رموز الجيش المصري الذين شاركوا في حرب اكتوبر لانهم طالما ظلوا موجودين في الجيش لم تقدر إسرائيل على غزو مصر.

نعم ..قالت رئيسة وزراء الكيان الصهيوني المحتل والمغتصب وسافك الدماء هذا ، لذا فلا عجب أن رأينا إبعاد الرئيس المعزول محمد مرسي لكافة رموز الجيش المصري في ذكرى انتصارات اكتوبر عندما كان في الحكم، وجاء بقتلة السادات صاحب قرار الحرب مكانهم بل ووضعهم في الصفوف الأولى ، كنوع من تقديم فروض الولاء والطاعة لإسرائيل وليحقق للقادة الاسرائيليين مقولة "جولدا مائير" ! ، وفي رأيي أن جريمة القائمين على إدارة التليفزيون المصري الرسمي عندما استبعدوا "جورج رشاد " من البرنامج لاشادته بالرئيس مبارك ارتكبوا جرما لا يقل جرما عن ما فعله الرئيس المعزول محمد مرسي باستبعاد رموز جيش مصر العظيم في ذكرى انتصارات اكتوبر! وهي جريمة تستوجب محاسبة القائمين على اتخاذ هذا القرار الكارثي حسابا عسيرا ، أما بالنسبة للرئيس الاسبق محمد حسني مبارك فأنا شخصيا كنت من اشد من ينتقدونه بلا هوادة عندما يخطئ وقت ان كان في الحكم ، ولكن لا احد يمكن أن ينكر ان الرئيس مبارك بطل من ابطال الجيش المصري العظيم وواحد من اعظم قياداته ، ولا يمكن أن ينسى التاريخ دوره في حرب اكتوبر عندما قاد الطلعة الجوية الاولى بنجاح باهر افقد العدو الإسرائيلي توازنه ، كما لا يمكن أن يتجاهل احد دوره في الدفاع عن كل شبر من ارض مصر وترابها ودوره الوطني في استرداد طابا المصرية بالتحكيم ، فقضية السيادة كانت خطا احمر لدى مبارك برغم اخطائه الجسيمة في السنوات الأخيرة ، كما أنه لا يمكن أن ينسى منصف دور مبارك في البنية التحتية وبناء الطرق والكبارى والمطارات والمواني ، وكيف كان الفقراء عنده خطا احمر برغم الفساد الذي استشرى في سنواته الاخيره ، وكيف وصلت في عهده معدلات النمو برغم التحديات الى 7 % ، وكيف كانت احوال السياحة والامن ، والاقتصاد ، و.. و..

فمشروع مترو الانفاق يعد احد اهم مشروعات الرجل التي خدمت كل المصريين ، وتطوير أداء الجيش المصري وتحديثه بعدما وصل لسدة الحكم ، فهذا الرجل كان عائقا امام مخطط اسرائيل في تفتيت المنطقة خاصة بعد خطاباته وتصريحاته شديدة اللهجة أن العدوان على السيادة غير مقبول ولو أحدا اقترب من شبرا واحد من تراب مصر خلال اربع وعشرين ساعة ها يجيب حق بلده ، قل ما شئت في مبارك ولكن لا تبخسه حقه ولا تزيف التاريخ لخدمة اجندات واغراض مشبوهة ، فالتاريخ لا يرحم ، وهو الذي سيحكم على كل إنسان بما له وما عليه ، فمبارك ليس ملاكا وليس شيطانا ايضا ، ولكنه رجل حكم مصر في فترة عصيبة ولم تمس ذرة تراب من ارضها واقليمها المائي والجوي ، وهذا يكفيه فخرا ويؤكد أن ابناء الجيش المصري لم ولن يكونوا يوما خونة ـ بل اوفياء لبلادهم وجيوشهم ، وأظن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه وصف مبارك في تصريح متلفز بأنه "ابن مصر البار" ! وأظن أن السنوات القادمة ستكشف أن مبارك رمز وطني خدم جيشه ووطنه وكل ذرة رمل من ترابه برغم كل مساوئه التي سادت في فترة حكمه الاخيرة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط