أحمد خميس يكتب: بمناسبة الوجبات الساخنة

في يوم الأثنين كنت خارجا من الشغل و في طريقي لمطعم بشارع جامعة الدول بالمهندسين كنت متفقا مع اصدقائي اننا نفطر مع بعض اليوم ده و انا في الطريق بشارع البطل أحمد عبد العزيز و بعد ما نزل سواق الميكروباص من نزلة كبري أكتوبراللي هو أصلا ملوش علاقة بمنطقة أكتوبر و هو جاي من وسط البلد كان الشارع زحمة و بعد ما انفرجت شوية وجدنا في وسط الشارع سبب الزحمة أتاري واحد من أهل الخير فاتح شنطة عربيته اللي مليانه وجبات و بيوزع علي خلق الله من البسطاء و الناس المحتاجة كعادة كتيرمن المصريين خاصة في رمضان فعل الخير و إفطار الصائم و طبعا كان ملموم حولين العربية أمة لا إله إلا الله اشي عمال نظافة و بوابين و ساسة تنظيم العربيات وغيرهم من المارة .
وعند اقتراب سواق الميكروباص من المائدة اللي جوه شنطة العربية و المظاهرة اللي حولين الشنطة و كعادة سواقين الميكروباص بيعشقوا يمين الطريق زي عينيهم طبعا عشان أش الزباين قبل باقي قطاعين الأرزاق و عندما قرب قوي كان قدامه تاكسي واقف قبل الوليمة و بيركن يمين و طبعا و اخد نص الطريق و اتريه ناصح و عاوز وجبه و طبعا سواق الميكروباص مكدبش خبر و ام ممارس هوايته في الأستعراض و ضرب الغرز و ام طالع من بتاع التاكسي و كاسر شمال عشان ينجز و يلحق يوصل الموقف عشان يعمل فرده تانيه قبل المغرب و سبحان موزع الأرزاق دخل في عربية ملاكي أكله الباب اليمين خرشمه من الأخر و طبعا قام بتاع الملاكي فارش عربيته في وسط الشارع و نزل يمارس هوايته في الصوت العالي و الشتائم و ناهيك عن السب قبل الفطار بدقائق و ده كله بداعي ان الواحد و هو صايم خلقه ضيق عشان مننساش الحجة الخايبة و طبعا سواق الميكروباص مش عارف يعمل ايه بيسمع و هو ساكت علي غير العادة طبعا طلع طيب و غلبان مع انه مش باين عليه هو صحيح بيبان ان كان طيب و لا لأ من وشه و تسريحة شعره.
و من أول هنا بدأت مفارقة في غاية العجب مش هنساها طول عمري لحسن الحظ لما الحدثة حصلت بقي باب الميكروباص اللي مفتوح علطول طبعا بقي في وش الوليمة بتاعت الوجبات , و أنا كنت قاعد جنب السواق و ببص وراية أول ما الحدثة حصلت لاقيت الناس اللي في الميكروباص كلهم نزلوا زي الصواريخ غير العادة طبعا لو ديه محطة و حد مستعجل نازل أنا بصراحة واخد قرار مسبق أني مش بسلك في خناقات و فضلت قاعد مكاني قولت الناس نازله ليه فظنيت أنهم مستعجلين زي عاوزين يروحوا بسرعة قبل ما يفطروا في الشارع فقلت الحمد لله أكيد كل الناس ديه هيخلصوا الخناقة و الحق أفطر مع أصدقائي أتاري المفارقة كانت مفجعة و اللي خلاني أشوف المشهد كامل أني الوحيد اللي ما نزلش من مكانه في شوفت كل واحد بيعمل ايه طبعا السواق إندعك شتيمة و سباب و قلت قيمه و باقي الركاب اللي كنت فاكرهم أشجع مني و سليكه و هيخلصوا الخناقه أتاريهم جريوا علي الوليمة عشان يحلقوها و يخدوا ناصيبهم منها ابو بلاش كتر منه يا عم الحج , و طبعا ان كنت هعيط من الضحك و فين لما السواق خلص من بتاع الملاكي بعد ما خلص فاصل الشتيمة بتاعه و بالصدفة البحتة كان في رجل مرور واقف و شاف الحدثة بأم عينيه و فضل يسلك شويه بينهم و قام منفض و جري علي الوليمة يلحق نصيبه و الله حتي ما شوفت معاه قلم حتي يكتب بيه علي الوجبة اسمه عشان ما يفتكرهاش زمايله مال عام و تلهط في البطون زي ما البلد ملهوطه في كروش ملاها العفون مش اقولك يكتب بيه مخالفه.
خلصت الخناقة و رجع السواق و رجع الركاب و كل ده وانا لسه مكاني و كما كنت و اللي جاي اعلن بقي السواق بيعتب علي الركاب كده يا جدعان و لا واحد يحوش عني هموكو علي بطونكم وقام ماسك في الراجل اللي قاعد وراه و قاله و انت مش كنت تفتكرني بوجبة كده برضو.
يعني أتشتم وأتهزق و كان عينه علي الوجبات برده شعب جعان صحيح.
قد يظن البعض ان شعب جعان ديه شتيمة او أباحه لكن ديه حتي لو كان فيها تهكم لكنها حقيقة حقيقية و موجودة فعليا و بتتشاف و بتتسمع و ماليه التليفزيون إعلانات شحاته و تسول إعلاني ولا كأننا في مجاعة و الحقيقة ان في ناس معاها فلوس مش عارف تعدها بجد و في ناس بتأكل من زرع و محصول بيتزرع علي ارض مصر بس غير اللي بيأكله المصريين مفيهوش مبيدات و سرطانات و خلافه زرع درجة اولي ايه وان.
و نرجع لعم مرسي الجدع الشهم اللي خلص من مجاعات مصر و الناس اللي كانت بتأكل من الزبالة و الخير فاض و رحرح و بنوزع علي الغير كمان.
يا راجل اعقل وجبات ساخنة لغزة طب وغلاوة اللي ماتولك عاوزين زيهم كده وجبات حمضانه , معفنه , فيها دوود و انا ارهانك علي هدومي علي ان اول وجبة هتكون رحلت للصرف الصحي قبل ما اختها الأخيرة تقع في أيد صاحب نصيبها و اللي أكيد هيصولها لنفس مصير أختها.
ويبقي المثل الشعبي " اللي يعوزه البيت يحرم علي الجامع".