نعلم جميعا أن مصر تعاني حاليا من أزمة اقتصادية كبيرة، وأن الحكومة تبذل جهدا كبيرا وتتخذ تدابير وإجراءات عدة لإنهاء تلك الأزمة في أسرع وقت ممكن.
وإلى أن تؤتي جهود الحكومة بثمارها، يوجد شيء هام وبسيط يمكننا نحن المواطنين فعله للمساهمة في تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية، ألا وهو ترشيد استهلاكنا في كل شيء من مياه وطعام ولمبات إضاءة وأجهزة كهربائية وغاز طبيعي ووقود سيارات وغيرها.
ولأن المصريين لم يعتادوا من الصغر على الترشيد وأغلبيتهم لا يعترفون به من الأساس ويعتبرونه نوعا من البخل!!
فإن على الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والإعلام دورا كبيرا في جعل ترشيد الاستهلاك ثقافة عامة وأسلوب حياة لكل مواطن بصرف النظر عن حالته المادية، وذلك عن طريق عقد الندوات ووضع الخطط الواعية، وأيضا وضع الملصقات بوسائل المواصلات، وتنظيم ورش العمل وتكثيف حملات التوعية بأهمية الترشيد وفوائده من الناحية الاقتصادية بالنسبة للفرد خصوصا وللدولة عموما.
لقد أثبتت التجارب أن ترشيد الاستهلاك في كل القطاعات كان له دور كبير في إنهاض دول عظمى مثل اليابان وألمانيا والصين وفرنسا، وفي ظل الظروف الاقتصادية شديدة الصعوبة التي تشهدها مصر حاليا يصبح ترشيد الاستهلاك واجب وطني على الجميع تلبيته والالتزام به، لأنه يسهم في الحفاظ على موارد الدولة وحل أزمة ارتفاع الأسعار التي يعاني منها كثيرون.
لذلك فأنا أدعو كل مصري إلى البدء بنفسه الآن وخوض تجربة الترشيد ولو لسبعة أيام فقط كبداية، وأنا على يقين أن من يجرب سوف يرى بعينيه أنه ساهم في تخفيف العبء الاقتصادي عن كاهله وعن كاهل مصر التي تحتاج للوقوف إلى جانبها ومساعدتها بكل وسيلة مهما كانت بسيطة، كي تعبر أزمتها الاقتصادية بسلام وكرامة.