الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيطاليا والنمسا تصوتان في اختبارات حاسمة على أرضية وسط أوروبا..الاستفتاء على الإصلاح في روما والانتخابات الرئاسية في فيينا يقيسان مدى قوة اليمين الشعبوي والمتطرف في منطقة اليورو

صدى البلد

  • * فوز ترامب في أمريكا وخروج بريطانيا من أوروبا يدعمان اقتراعي النمسا وإيطاليا
  • الإيطاليون يحددون مستقبل «ماثيو رينزي»
  • إصلاحات رئيس الوزراء تقلص صلاحيات مجلس الشيوخ الإيطالي والحكومات الإقليمية وتزيل الروتين
  • فرص متقاربة بين مرشح اليمين المتطرف «نوربرت هوفر» والسياسي الأخضر إلكسندر فان دير بيلان


يتجه الإيطاليون والنمساويون إلى صناديق الاقتراع للتصويت المباشر لاختيار فترة جديدة في عمر كلتا البلدين تتشكل وفقا لمدى تأثير وقوة الأحزاب السياسية الصحيحة الشعبوية والمتطرفة في أوروبا، وفقا لتقرير نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية.

ويوضح التقرير المنشور على موقع الصحيفة البريطانية اليوم الأحد، أن الاستفتاء على الدستور في ايطاليا، و الذي يجرى اليوم، يحدد المستقبل السياسي لرئيس الوزراء ماتيو رينزي، ويختبر الأحزاب المناهضة للمؤسسة في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

و الاستفتاء على تعديل «رينزي» - من شأنه أن يقلص صلاحيات مجلس الشيوخ الإيطالي والحكومات الإقليمية لتخفيف المأزق السياسي وإزالة الروتين – و قد استغل سياسات البلاد في 2016 لتقسيم السكان الذين يكافحون للتعافي من كدمات الركود.

أما في النمسا، فيخوض «نوربرت هوفر» المرشح عن حزب الحرية اليميني المتطرف الانتخابات للرئاسة ضد إلكسندر فان دير بيلان، وهو السياسي الأخضر الذي يخوض حملته الانتخابية كمرشح مستقل.

ووفقا لـ«فايننشيال تايمز» تظهر استطلاعات الرأي أن السباق على الرئاسة في النمسا له فرص متقاربة للغاية، فإذا ما فاز «هوفر» سيتوج لموجة من الاضطرابات السياسية في البلدان الصناعية الغربية هذا العام خاصة بعد التصويت في المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وتقول الصحيفة البريطانية إن المشهد في أوروبا وفقا لهذا سيبقي آمال مارين لوبان، زعيم الجبهة الوطنية في فرنسا، معلقة و التي يتوقع الاستطلاع خوضها بقوة الانتخابات الرئاسية الفرنسية العام المقبل.

وتشير «فايننشيال تايمز» إلى أنه بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الاووربي و فوز دونالد ترامب المفاجئ في الانتخابات الأمريكية، و هو الأمر الذي بعث موجة من الحزن في أمريكا وبريطانيا وعدد من دول العالم، فإن التصويت الإيطالي سيوضع تحت المراقبة و هو الأمر الذي أثار القلق في جميع أنحاء أوروبا – فإذا ما فازت المعارضة على مقترحات «رينزي»، فإن الأحزاب السياسية المتشككة في الإتحاد الأوروبي هي من سيقود المشهد، بما في ذلك حركة خمس نجوم ورابطة الشمال.

وقد عقدت الصحيفة البريطانية مقارنة لاستفتاء اليوم الأحد بما سيحرزه من أصوات محورية تؤثر في التاريخ الإيطالي، بالاقتراعات التي جرت من قبل في البلاد، حيث إن تصويت عام 1946 كان لحسم بقاء الدولة في النظام الملكي وإعلان جمهورية، و إلى عام 1974 حيث تم التصويت على ان للمرأة الحق في طلب الطلاق و استطلاع 1987 بشأن الطاقة النووية.

وتبقى الأسواق على حافة الهاوية بسبب الاستفتاء الإيطالي، حيث من المتوقع أن يؤثر التصويت «بلا» على الوضع الاقتصادي في البلاد وعلى النظام المصرفي ايطاليا.

وأيضا فهناك مخاوف من أن ترفض الاصلاحات التي أعلنها «رينزي» و التي من الممكن أن تعرض خطط «مونتي دي باشي دي سيينا» للخطر و هو ثالث أكبر بنك في إيطاليا، يسعى للوصول برأس ماله إلى ما يصل إلى 5 مليار يورو قبل نهاية العام الجاري.

ووفقا لأحدث استطلاعات الرأي والتي نشرت في 18 نوفمبر الماضي، فإن التصويت بـ «نعم» لـ«رينزي» ستدعم بقائه بأكثر من 5 نقاط مئوية، وهذا يعني أنه يجب أن يحدث اضطراب ملحوظ لينتزع الفوز.

و إذا ما خسر التصويت، فإن رئيس الوزراء الإيطالي سيكون مهددا بالاستقالة، لتغرق ايطاليا في مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي.

و عند هذه النقطة، فإن مصير الحكومة الايطالية سيكون في يد ۮسيرجيو ماتاريلا، الرئيس الإيطالي، والذي سيطلق جولة جديدة من المشاورات لمعرفة ما اذا كان من الممكن تشكيل حكومة جديدة أو نقل الوضع إلى انتخابات جديدة مباشرة.

وعلى الرغم من أنه كان من المتوقع على نطاق واسع أن تبدأ إصلاحات رينزي في وقت سابق من هذا العام، إلا أن هناك توافق الآراء بشأن تدابير التنفيذ انخفضت بشكل كبير بعد توحد جميع أحزاب المعارضة الرئيسية لإلحاق الهزيمة به.

وتراجعت شعبية رينزي منذ توليه منصبه في عام 2014، بعد أن توسم فيه أنه يدعم تيار الشباب بأفكاره الحيوية، وإصلاحي يمثل يسار الوسط، إلا أن وتيرة التقدم الاقتصادي أصيبت في عهده ببطء شديد، جراء القلق بشأن أزمة الهجرة التي جلبت أكثر من 170 ألف شخص إلى شواطئ البلاد الجنوبية في 2016 - وهو رقم قياسي سنوي.

وبعد جولة في مدن جنوب ايطاليا أواخر الأسبوع الماضي، عقد «رينزي» تجمعا انتخابيا في بلدته فلورنسا، مساء يوم الجمعة، قال فيه، إن إيطاليا سوف تعود إلى مكانتها كـ"زعيم" لأوروبا إذا مرت هذه الإصلاحات.

و أضاف "إنه تحد صعب للغاية، لكنه سباقا مفتوحا» وتابع قوله إلى جمهور مؤيديه «أننا على حافة سكين، ونحن قادرون على الفوز».

و في المقابل، عقد زعيم حركة خمس نجوم، والمعارض الرئيسي، بيبي جريللو، اجتماعا في تورينو، أمس السبت، قال فيه: «سواء فاز بـ نعم أم لم يفز، فالنتيجة واحدة، فاالبلاد تمزقت، فلم يسمح للقادة السياسيين في حملاتهم الانتخابية، إلا بالصمت للتصويت اليوم»

ويجرى الاقتراع اليوم الاحد في اللجان بجميع انحاء إيطاليا منذ الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي وحتي الحادية عشرة
وتنتقل الصحيفة إلى رصد الانتخابات الرئاسية في النمسا، و ترصد حملة «هوفر» لأول مرة ضوابط أكثر صرامة على الهجرة
والأمن، والرد على تهديدات الإرهاب في أوروبا - وكذلك الانقلابات السياسية النمساوية التي هيمنت منذ الحرب العالمية الثانية على أحزاب اليسار الوسطية الاشتراكي الديمقراطي وأحزاب اليمين الوسطية الشعبية.

و في حملته النهائية في فيينا، الجمعة الماضي، قال «هوفر» أنه يريد "نفض الغبار القديم،" و الذي تراكم على السياسة النمساوية.

وردا على ذلك، صور فان دير بيلين نفسه كمرشح للاستقرار، والذي سيعمل مع الشركاء الأوروبيين على التكامل الاقتصادي في القارة.

و تعد الانتخابات النمساوية الرئاسية هي إعادة تشغيل لسباق عقد أول مايو، عندما فاز فان دير بيلين بـ31 ألف صوت انتخابي .
ولكن تم إعلان نتائج السباق غير صالحة وفقا للمحكمة الدستورية فى البلاد بعد مخالفات في فرز الأصوات البريدية.

و كان من المقرر عقدها في شهر أكتوبر، غلا أنه تم تأجيلها مرة أخرى ا عندما عثر على أخطاء في وسائل إغلاق المظاريف المرسلة عن طريق البريد.

و يأتي هذا المشهد بعد أن هلل السياسيون الوطنيون في جميع أنحاء أوروبا على تصويت المملكة المتحدة بمغادرة الاتحاد
الأوروبي، في حين أن انتخابات الرئاسة الأمريكية و ما اسفرت عنه من فوز دونالد ترامب قد جعلت الطريق سهلا أمام «هوفر»

ووفقا لرأي هيذر جريب، الخبير في شئون السياسات الأوروبية بمعهد مجتمع السياسات الأوروبية المفتوحة، في بروكسل، فإنه كان ينظر إلى احتمال وجود رئيس يميني متطرف للنمسا على أنه حدث ضخم، بينما في وقت لاحق من العام نفسه نظر الى الأمر على انه مجرد سقوط لحجر دومينو صغير".

ولعل تأثير الأصوات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة قد بديا غير واضحين، ومع ذلك، فأنها قد شجعت النمساويين على التصويت ضد التطرف السياسي.

فمنذ شهر مايو، شدد مسؤولي الانتخابات النمساوية علتىا إجراءات الانتخابات. ومن المتوقع أن النتائج الأولية حول 5:00 بالتوقيت المحلي - ولكن إذا كانت المسابقة وثيقة، قد النتيجة النهائية لا تكون واضحة حتى، بعد أن يتم فرز الاصوات البريدية مساء الاثنين.

وتعد النمسا إحدى الاقتصادات الأكثر ثراء في أوروبا ولكنها دون مستوى منافسيها في السنوات الأخيرة.