إيطاليا في مهب الريح..«رينزي» يقدم استقالته.. ويعترف: تلقيت هزيمة ساحقة.. انتصار الشعبويين يثير أزمة داخلية في روما.. واضطراب في أسواق اليورو
رئيس الوزراء الإيطالي:
لم ننجح في إقناع مواطنينا ومهمتنا تنتهي الآن هنا
لقد فقدت منصبي وأتحمل المسؤولية كاملة
فرانكفورتر آلجيمايني:
عهد «رينزي» شهد علاقات قوية بين إيطاليا وألمانيا أكبر قوى اقتصادية في أوروبا
مستقبل روما في يد «ماتريللا».. وتوقعات بتشكيل حكومة تكنوقراط حتى انتخابات 2018
وزير المالية بيير بادوان أبرز المرشحين لرئاسة حكومة روما المقبلة
أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، استقالته بعد الهزيمة الساحقة التي تلقاها بالاقتراع في الاستفتاء على الدستور.
وقال «رينزي» وفق ما نقلته عنه صحيفة «فرانكفورتر آلجيمايني» السياسية الألمانية، حسب تقرير نشرته على موقعها اليوم، إنه بعد وقت قصير من منتصف الليل عقب فرز نتائج الاقتراع، في خطاب متلفز، أنه سيقدم استقالته إلى الرئيس سيرجيو ماتاريلا، اليوم الإثنين، بعد أن روج معارضو «رينزي» ضده في الإصلاحات الدستورية، محققين نصرا «كبيرا جدا» عليه.
وأضاف رئيس الوزراء الإيطالي «إننا لم ننجح في إقناع غالبية مواطنينا»، متابعا من قصر الحكومة في روما: «الآن مهمتنا تنتهي هنا»، واستطرد: «لقد فقدت منصبي، وأنا أتحمل كامل المسؤولية».
ووفق التقرير المنشور على الصحيفة الألمانية، فإن إيطاليا باتت مهددة بأزمة على مستوى حكومتها، الأمر الذي قد يؤدي أيضا إلى اضطراب في الأسواق المالية في منطقة اليورو.
وأضافت الصحيفة أن توقعات المعارضين للإصلاح الدستوري قد تعرضت في بادئ الأمر إلى رصاص «رينزي» و الذي تم التصويت ضده بنسبة 60 %، فيما حظي مقترحاته بشأن الإصلاح على 40 % فقط.
وكانت إصلاحات «رينزي» تقترح إصلاحا يتوخى أساسا عدم تمكين مجلس الشيوخ، الأمر الذي كان يزعم بأن يجعل الحكم أسهل.
واشترط رئيس الوزراء الإيطالي انه في حال التصويت بـ«لا» على الإصلاحات المقترحة فإن «رينزي» يضع بالفعل استقالته بين يدي الرئيس الإيطالي، و من ثم كان الاستفتاء في حد ذاته تصويتا على مستقبل رئيس الوزراء الإيطالي السياسي.
وتلقي الصحيفة الألمانية الضوء على ما يجب أن يتقرر اتخاذه سياسيا بشأن المسئول الحكومي الإيطالي البالغ من العمر 41 عاما ، والذي يعد بمثابة أصغر رئيس حكومة في تاريخ البلاد منذ فبراير 2014، وهو الذي كان يعتبر أوروبا صديقا وحليفا.
وعن العلاقات الإيطالية الألمانية تلقي الصحيفة الضوء، قائلة إن رئيس الوزراء الإيطالي قد عمل وفق سياسات للمحافظة على اواصر الصلات بين حكومته وحكومة المستشارة آنجيلا ميركل على علاقة جيدة مع رئيس الحزب الديمقراطي في إيطاليا.
وتشير صحيفة «فرانكفورتر الجيمايني» إلى أن كل الأنظار تتحول الآن إلى الرئيس «ماتريللا»، و الذي عليه أن يقرر ما الذي سيحدث.
وقال الرئيس الإيطالي إنه لا يمكن أن يقبل استقالة «رينزي» و حسب الصحيفة الألمانية فإنه من الممكن أن يعتمد النظام على حكومة تكنوقراط حتى يكون هناك انتخابات برلمانية جديدة في 2018.
وتشير إلى أنه من المرجح ان توكل مهمة إدارة الحكومة في روما إلى وزير المالية، بيير كارلو بادوان، في هذه الحالة، باعتباره الشخص الأنسب لمنصب رئيس الوزراء الجديد، و ترجح أيضا أنه من الممكن ان تجرى انتخابات جديدة العام المقبل.
وتجنبا للحالة الحرجة التي من المحتمل أن تمر بها إيطاليا بعد التصويت بالرفض على الإصلاحات المقترحة من قبل «رينزي»، فإن رئيس الوزراء الإيطالي رجح أن يكون هناك انتخابات سريعة عقب إعلان استقالته، وأضاف أن الايطاليين يجب أن يستجيبوا بسرعة إلى الانتخابات.
وتسلط الصحيفة الألمانية الضوء على رأي الممثل الكوميدي والمدون والناشط السياسي بيبي جريللو، و رئيس حزب «خمس نجوم» المعارض للحكومة: «ثورتنا ليست في روما وإيطاليا لن تقف».
وتشير الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي قد أثيرت لديه مخاوف من هزيمة «رينزي» وهو ما يمكن أن يعطي دفعة جديدة للشعبويين.
ويأمل «جريللو» وحزبه في مشاركة في تكوين الحكومة التي من المتوقع الإعلان عنها بعد الاستفتاء على الإصلاح الدستوري الذي اقترحه «رينزي» بعد أن رأى كيف تمت الاطاحة بـ«رئيس الوزراء» وفق مقترحه.
ويذكر أن حزبه من أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان التي تطمح في المشاركة في الانتخابات للتواجد في تمثيل الحكومة المقبلة.
وكان «رينزي» سابقا يشغل منصب رئيس بلدية فلورنسا، وكان أيضا في حزبه مثيرا للجدل - وخصوصا عندما الجناح الأيسر، ولكن العديد من المواطنين تحدث له أنه لم ينتخب من قبل الشعب لكنه حث سلفه من منصبه، غير أنه من المرجح أن ينافس «رينزي» ينافس كمرشح في الانتخابات المقبلة.