بائع البطاطا .. وسياسة شعب!

أغلقت نوافذ سيارتي بعد أن استوقفتها على أحد الشوارع المؤدية إلى شارع جامعة الدول العربية بمحافظة الجيزة، أبحث عن مصدر صوت الضجيج الذي خرج من حيث لا أدري، وإذ تقع عيني على تجمع بشري كبير، يُغلق مدخل شارع سوريا متجمهرًا حول مشاجرة وقعت بين بائع بطاطا وأحد الأشخاص.

أخذني فضولي للتحدث مع أحد المُتّفرجين على المشاجرة – التي تحدث تقريبًا كل يوم في شوارعنا – وسألته عن السبب فأكد لي أن شجارا وقع بين بائع البطاطا وهذا الشخص بسبب الخلاف على السعر، وقفت بجانبه أكمل طابور المُتفّرجين، أستمع لما يرويه الطرفان أمام ضابط شرطة النجدة الذي تدخل لفض المشاجرة.

بائع البطاطا – وفقا لروايته – رفض البيع لهذا الشخص بسعر 3 جنيهات لبعض القطع، مستندًا إلى ارتفاع سعر الكيلو بالسوق وزيادة ارتفاع أسعار النقل ، التي تأثرت بموجة الغلاء الأخيرة، متمسكًا بسعر 5 جنيهات لأدنى سعر، الشخص «المُشترى» رفض الشراء من الأصل مهاجمًا بائع البطاطا وواصفه بالمستغل، مما أدى إلى نشوب مشادة كلامية تطورت إلى الاشتباك بالأيدي وتبادلا سويا الألفاظ الخارجة في وسط الشارع.

واقعة بائع البطاطا سياسة شعب انتشرت واستفحلت في المجتمع المصري، فالجميع أصبح يتعامل مع الجميع أيضًا باستغلال ودون رحمة، يحاول كل منهم ذبح الآخر محتجًا – دون وجه حق– بظاهرة الغلاء التي تشهدها البلاد، ويضع دون حق حجته في تأثر سلعته بهذه الموجة والتي ربما لم تتأثر.. لا أعفى الحكومة من التورط في مثل هذه الأزمات، فهي متهم رئيسي فيها لا يزال يمارس سياسات عقيمة في إدارة شئون البلاد ويعاني من عقليات عاجزة عن رفع هذه المعاناة عن كاهل الشعب .