- عميد آداب كفر الشيخ :
- المشروع يوفر للدولة المصرية 176 مليون دولار سنويًا
- لدينا ما يقرب من 250 مليون طن من الرمال السوداء
أخيرًا وبعد انتظار دام لسنوات طويلة، خرج مشروع "الرمال السوداء" إلى النور، وبدأت تتحرَّك المياه الراكدة، عقب اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومة المهندس شريف إسماعيل بهذا المشروع العملاق الذي سوف يساهم في إحداث نهضة اقتصادية وصناعية وتوفير آلاف فرص العمل للشباب، عقب عقود طويلة من الإهمال والفساد التي منعت خروج هذا المشروع للنور.
فمنذ أسبوعين، وقع اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ واللواء أشرف سلطان رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية للرمال السوداء، عقد إنشاء مصنع لفصل الرمال السوداء بمنطقة البرلس بشمال المحافظة على مساحة 50 فدانًا باستثمارات مشتركة بين محافظة كفرالشيخ، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وهيئه المواد النووية، وذلك بحضور المهندس راضى أمين، السكرتير العام للمحافظة، والمهندس علي تركي، مدير عام وحدة الرصف، وعدد من القيادات التنفيذية بديوان عام المحافظة.
وأعلن محافظ كفرالشيخ أنه سيتم إنشاء مصنع للرمال السوداء بالبرلس وذلك في إطار توجه الدولة نحو الاستثمار ودفع عجلة التنمية بعد أن تم تأسيس الشركة المصرية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية و محافظة كفرالشيخ عضو مساهم بهذه الشركة مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وهيئة المواد النووية، وبنك الاستثمار القومي، والشركة المصرية للثروات التعدينية.
وأضاف المحافظ، أنه تبلغ استثمارات هذا المشروع العملاق أكثر من مليار جنيه ، وذلك لاستخراج المعادن الاقتصادية التي تصل إلي 41عنصرًا والتي تدخل في العديد من الصناعات منها صناعة الصواريخ والطائرات والسيراميك والدهانات بالإضافة إلى المواد الخام التي تستخدم في الصناعات الحديثة من الرمال السوداء.
ومن جانبه، قال اللواء أشرف سلطان، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية للرمال السوداء: إنه سيتم إنهاء كافة التراخيص والموافقات اللازمة للتشغيل بالتعاون مع محافظة كفرالشيخ ، موجهًا الشكر لمحافظ كفرالشيخ لما قدمه من تعاون وتسهيل كافة الإجراءات الإدارية وتوفير كل الاحتياجات والدعم اللازم لإقامة مصنع الرمال السوداء بمنطقة البرلس بمحافظة كفرالشيخ .
وفي نفس السياق، أكد الدكتور عبد الله علام أستاذ جغرافيا الجيومورفولوجيا، وعميد كلية الآداب بجامعة كفرالشيخ والخبير بهيئة التخطيط العمراني: أن الرمال السوداء تحتوى على معادن ومعتمة لذلك سميت باسم الرمال السوداء مشيرًا إلى أنها مصدر للمواد والمعادن المشعة ومعدن المونازينت واليورانيوم المشع والزريكون ومعادن أخرى كثيرة.
وأضاف أستاذ جغرافيا الجيومورفولوجيا بجامعة كفرالشيخ قائلًا :"كما أن المصدر الأصلي للرمال السوداء جاء مع نهر النيل من جبال البحر الأحمر بأثيوبيا وجبال البحر الأحمر في مصر وتنتمي الرمال السوداء للصخور النارية القديمة ، ولها جوانب إيجابية كثيرة وأضرارها قليلة لكنها خطيرة جدًا".
وتابع علام قائلًا : تمكن أخطار الرمال السوداء في أنها تتسبب في أمراض السرطانات حال استخدامها كمواد للبناء ويظهر ذلك بعد 10 سنوات، مضيفًا أن الرمال السوداء تمتد من رشيد وحتى بورسعيد مرورًا بسواحل كفرالشيخ ومن محافظة بورسعيد إلى رفح وتتواجد بوفرة فى شمال محافظة كفرالشيخ بمنطقة البرلس.
وأوضح علام أنه أجرى دراسة بحثية منذ عدة سنوات بخصوص موضوع الرمال السوداء ، وتبين أن لدينا في محافظة كفرالشيخ ما يقرب من 250 مليون طن من الرمال السوداء فضلًا عن وجود احتياطي يعادل 200 مليار متر مكعب.
وأكد علام أن الرمال السوداء تدخل فى أكثر من 40 صناعة مهمة منها صناعة الصواريخ وقلب المفاعلات النووية وهياكل السيارات وصناعات السيراميك و"البورسلين" والبويات وصناعة أدوات التجميل ، مضيفًا أن حال استغلال هذا المشروع الاستغلال الأمثل ستتغير خريطة استخدام الأرض في شمال محافظة كفرالشيخ حيث إن هذا المشروع يوفر للدولة المصرية 176 مليون دولار سنويًا ، فضلًا عن توفير فرص العمل.
جدير بالذكر أن ملف الرمال السوداء ظل حبيس الأدراج خلال الحكومات السابقة ، إلا اللواء أحمد زكى عابدين محافظ كفرالشيخ الأسبق ووزير التنمية المحلية الأسبق أول من بدأ في فتح هذا الملف وهو الأمر الذي يحسب له ، وتم التنسيق مع وزارة الاستثمار وقتها لطرح مشروع استغلال الرمال السوداء فى مزايدة عالمية للاستفادة منها إلا أنها لم تكتمل هذه الأحلام التى تبخرت ، ولم يستفد من تلك الرمال سوى مافيا الرمال السوداء، وبذل المستشار عزت عجوة محافظ كفر الشيخ الأسبق والدكتور مهندس أسامة حمدي عبدالواحد المحافظ السابق جهودًا مضنية لخروج هذا المشروع إلى النور لأهميته الاقتصادية الكبيرة.