- توفي بمستشفى "الحايك" ببيروت.. وأوصى بأن يدفن في القاهرة
- امتدت علاقاته إلى الرؤساء.. وتوطدت صداقته بالزعيم عبد الناصر
- ذهب لزيارة قبر عبد الناصر بعدما وصل إلى القاهرة
في مثل هذا اليوم من عام 1974 رحل الفنان فريد الأطرش في مستشفى الحايك ببيروت، إثر أزمة قلبية مفاجئة، تاركا خلفه أعظم الألحان والأفلام الغنائية.
وكان الأطرش قد أوصى أخاه فؤاد الأطرش بأن يدفن في مصر بجانب جثمان أخته وتوأم روحه أسمهان، وكان له ما أراد، وبالفعل دفن الفنان فريد الأطرش بالقاهرة، وقد كان فريد الفنان العربي الوحيد الذي كان يحمل 4 جنسيات، المصرية واللبنانية والسورية والسودانية.
تعددت علاقاته فلم تقتصر على الفنانين فقط، بل امتدت إلى الرؤساء وسادات القوم، فبعد أن توفي جمال عبد الناصر قام الأطرش بزيارة قبره بعد وفاته بخمسين يومًا، وذلك بسبب الحالة الصحية التي دخل فيها بعد علمه بوفاة عبد الناصر.
وما إن وطات قدما الأطرش أرض مصر حتى اتجه إلى قبر عبد الناصر فوضع على قبره باقة زهور وانحنى وقام بتقبيل الضريح وقرأ الفاتحة وسط انهمار دموعه، وعندما تجمع الناس حوله حاول أن يتمالك نفسه وبلغ سيارته وقد أثار شجون كل من حوله، وقال الأطرش حينها إن "الزعيم الخالد جمال عبد الناصر رجل قل أن يجود الزمان بمثله، فهو أعطانا قيمة، وجعل للقومية العربية جذورًا، وكرم الفن تكريمًا لم نعرفه من قبل".
وأضاف الاطرش في تصريح لإحدى المجلات العربية: "حين أصبت بذبحة صدرية عام 1953 كان لي في دور السينما فيلم اسمه (عهد الهوى) وكنت قد وجهت إليه دعوة ليكون الافتتاح تحت رعايته، ولم أحصل على وعد منه، لأنه كان كثير المشاغل، ولكن بمجرد سماعه بمرضي وقبل اليوم المحدد لافتتاح عرض الفيلم أرسل عبد الناصر لي من يزف لي خبرا بأنه سيذهب ليرى الفيلم، وكانت فرحتي كبيرة جدًا، رفعت من معنوياتي وخطت بي سريعًا نحو الشفاء، لقد كرمني بأوسمة الدولة وأوسمة الفنون ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بعد عودتي إلى القاهرة".
في عام 1965 فازت اللبنانية جورجنيا رزق بلقب ملكة جمال الكون فأراد الاطرش ان يعبر عن فرحته واعتزازه بهذا الحدث فوضع لحنا لاغنية باسمها ولكن الاذاعة اللبنانية رفضت اذاعتها لانه لم يكن مصرحا بالغناء بأسماء شخصيات عامة فغير الاطرش كلمات الاغنية فبعد أن كانت جورجينا جورجينا حبيناكي حبينا غدت بعد التعديل حبينا حبينا حبيناكي حبينا لتصبح تلك الأغنية التي تغني بها الأطرش في آخر أفلامه (نغم في حياتي) مع الفنانة ميرفت أمين من أشهر ما غنى الأطرش.
قدم فريد للمطرب عبد الحليم حافظ لحنين ليغنيهما وهما (يا ويلي من حبه يا ويلي) و(زمان يا حب) وقد بدأ الاثنان بالفعل في العمل لخروج هذين اللحنين إلى النور، حيث كانت من أمنيات الأطرش أن يغني له لحن، ولكن تم الإيقاع بينهما ولذلك لم يظهر هذا التعاون إلى النور.
وفي عام 1968 توفيت السيدة علياء المنذر والدة فريد الأطرش في لبنان، فتأثر فريد تأثرًا كبيرًا وعاد إلى الحزن الذي كان محور حياته، ولم يقدم بسبب الألم أي عمل فني لمدة عامين.