الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرزق شكوى إنسانية لا تتوقف.. والعلماء: لا يرتبط بالسعي فقط وعدم المساواة فيه رحمة.. يخفيه الله عن عباده لـ«4 أسباب» ويجلبه القرآن بـ«8 آيات»

صدى البلد

الحساب الشرعي: 
• الرزق لا يصل إلى صاحبه بالسعي فقط
• الله يُخفي مسألة الرزق عن عباده للأربعة أسباب 
مستشار المفتي: 
• الإيمان أكبر رزق يُسعد الشخص في الدنيا والآخرة
• وينتهي الرزق بتوقف نبض القلب
علي جمعة: 
• «8 آيات قرآنية» تجلب الرزق بعد قراءتها 40 مرة

تتصدر مسألة الرزق قائمة تطلعات الإنسان منذ لحظاته الأولى في الدنيا، بل يمكن القول إن معدل علامات الاستفهام المتعلقة به، تضعه في المركز الأول بقائمة أولوياته، فرغم علمه بأن رزقه محتوم، إلا أنه يُشغل حيزًا كبيرًا من تفكيره، ويسعى كثير من الناس لمعرفته وجلبه وتوسعته، ويتكبدون في سبيل ذلك عناءً دائمًا يقطع عليهم طريق الطمأنينة والأمان، وأخيرًا كل لا يأخذ إلا رزقه الذي قسمه الله له دون زيادة تناسب الجهد، ولا نقصان يترتب على الكسل، وهو ما حاول «صدى البلد» رصده. 

الرزق لا يصل إلى صاحبه بالسعي فقط

قال الدكتور علي فخر، مدير عام إدارة الحساب الشرعي، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الرزق من عند الله سبحانه وتعالى، ولا يرتبط بالسعي فقط، موضحًا أن الرزق من عند الله سبحانه وتعالى، ولا يرتبط بالسعي الذي يقصده السائل، مشيرًا إلى أنه من الجائز أن نرى شخصًا يتعب ويكد ويجتهد ولكن رزقه محدود، فيما يكون شخص آخر يعمل عملًا بسيطًا، ويفتح الله عليه في الأرزاق ما لا يتخيله أحد.

وبرر ذلك بأن الرزق لا يرتبط فقط بالعمل وإنما بإرادة الله تعالى وسُننه الكونية والنفحات والهبات والعطايا التي يُغدقها الحق تبارك وتعالى على عباده.

أسباب إخفاء الله مسألة الرزق عن عباده

وأوضح «الحساب الشرعي»، أن الله سبحانه وتعالى أخفى مسألة الرزق عن عباده، لحكمة بالغة تتمثل في أربعة أسباب أولها كي يكونوا دائمًا في حالة كد وسعي وتعب لتحصيل هذا الرزق، رغم علمهم بأنه مكتوب وبأنه شيء محتوم.

وأضاف أنه من الفترض أن يسعى الإنسان في سبيل تحقيق هذا الرزق، ثم يترك الأمر لله تعالى وهو السبب الثاني، والثالث أن يثق في رحمة الله عز وجل، ورابعًا ينتظر فضله تعالى بحالة رضا بما قسمه له أيًا كان، فإذا من الله سبحانه وتعالى عليه بالزيادة فهذا من فضله وإذا أعطاه بقدر فهذا من حكمة الله تعالى.

الرزق الأكبر يُسعد الشخص في الدنيا والآخرة 

ونبه الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إلى أن الكثير من الناس ينظرون إلى الرزق نظرةً ضيقة قاصرة فهم يتصورون أنه المال فحسب، مشيرًا إلى أن المال من أنواع الرزق الكثيرة، ومنها رزقُ الإيمان: فالمؤمن رزقٌ عظيم لأن الإيمان يؤدّي بصاحبهِ إلى دُخول الجنّة والسعادة في الدُّنيا والآخرة وهذه هو الرزق الأكبر.

وتابع: ومن الأرزاق: رزقُ العِلم والفقه والحِكمة: فالعِلم هو ميراث الأنبياء، وكذلك الحِكمة هيَ عطاء عظيم؛ لأنَّ الله تعالى قالَ: «يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا»، وأيضًا رِزق الصحّة والعافية، ورِزق الذُريّة الصالح، رزق محبّة الناس لك، والزوجة الصالحة، وأداء العبادات والبعد عن المعاصي فهذا رزق.

ينتهي الرزق بتوقف نبض القلب

وأشار «عاشور» إلى أن الله سبحانه وتعالى كفل للإنسان رزقه، كحركة نبض قلبه، وعليه يمكنه قياس رزقه على نبض قلبه، فرزق الإنسان مكفول كما أن الشمس تطلع كل يوم وكما تعاقب الليل والنهار، مؤكدًا أن رزقه مكفول كحركة نبض قلبه كل يوم، وكما أن قلبه لن يتوقف إلا ساعة الموت وكذلك رزقه.

وواصل: وينبغي على الإنسان أن يقيس رزقه على نبضات قلبه، إن أراد معرفة متي يتوقف، منوهًا بأنه لو أيقن الإنسان هذا، لكان الأمر الكوني المتمثل في نبضات قلبه مثل الأمر الشرعي، بألا يخشى على رزقه أو فواته، فيتتلاشي الصورة التي نراها في تقاتل الناس وأكثر ما يتقاتلون عليه الرزق، وهذا ليس على مستوى الأفراد وإنما على الدول والقارات.

عدم مساواة الله بين عباده في الرزق رحمة

ولفت الدكتور عصام الروبي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، إلى أن من رحمة الله بنا أنه لم يساوِ بيننا في المال، وكذلك لم يساوِ بين الناس في العطاء والمنع فالناس درجات لقوله تعالى: "ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات".

وأضاف «الروبي»، أن الله تعالى قد يعطي إنسانا المال الوفير والولد الصالح ولكن يسلب منه الصحة فتجده دائما الشكوى من المرض وقد يعطي الله الإنسان الصحة ويسلب منه المال، وأن من كثر ماله طال حسابه لقوله صلى الله عليه وسلم: "لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربعة من بين هذه الأربعة" عن من أين اكتسبه وفيما أنفقه"، لافتا إلى سيدنا عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة تصدق بماله كله.

وتابع أستاذ التفسير لا يجوز التبرع بكل الأموال الموجودة بحوزتك لضمان دخول الجنة، خاصة إذا كان هناك أبناء لقوله صلى الله عليه وسلم : "إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذروهم عالة يتكففون الناس أعطوهم أو منعوهم". 

روشتة شرعية تجلب الرزق

ونوه الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، بأن الأسباب الجالبة للرزق نوعان، الأول: مادية كالعمل والسعي لطلب الرزق، والثاني: المعنوية بترك المعاصي والاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والإكثار من الدعاء.

وقسم «عبد الجليل»، الرزق إلى نوعين، الأول مادي كأن يرزقنا الله بألف جنيه مثلًا، والثاني: معنوي كرزق الصحة والهدوء والاستقرار النفسي، الأولاد الصالحين وغيرها، مؤكدًا أن الأرزاق أكثر من كونها أموالًا فقط. 

«4 أذكار» تجلب الرزق

ووضع «عبد الجليل» ، روشتة شرعية لجلب الرزق تتألف من أربعة أذكار، منوهًا بأن الذكر الأول الاستغفار، مستشهدًا بقول الله تعالى على لسان سيدنا نوح -عليه السلام-: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا» نوح/10 - 12.

وأكمل: والذكر الثاني الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، مشيرًا إلى أن الذكر الثالث «لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ بِهَا». رواه أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك.

واستطرد: والرابع لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ فعَنْ أَبِي مُوسَى -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ أَتَى عَلَيَّ النَّبِيّ -صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» رَوَاهُ البُخَارِي وَمُسْلِم.

«8 آيات قرآنية» تجلب الرزق بعد قراءتها 40 مرة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن كثرة الاستغفار تجلب الرزق، مستشهدًا بقول الله تعالى على لسان سيدنا نوح -عليه السلام-: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا» نوح/10 - 12.

ولفت إلى أن من أسباب جلب الرزق قراءة سورة الشرح 40 مرة «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)»، منبهًا على أنه لا يوجد حديث يدل على ذلك وإنما يرجع إلى تجربة شخصية.