الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية الاحتفال بميلاد السيد المسيح في الموروث القبطي.. صور

السيد المسيح
السيد المسيح

كشف أحمد عبد الحميد النمر المشرف على توثيق الآثار القبطية، أن الموروث القبطي يعد من أهم الموروثات الشعبية الباقية لنا، والتي تحكى قصصا وروايات لها مدلول عقائدي واجتماعي يخص المسيحيين بمصر عن سائر المسيحيين بالعالم.

وأشار إلى أنه من أهم الموروثات القبطية التي نجدها مستمرة في حياتنا هي تلك الاحتفالات والأعياد القبطية التي بدأت منذ فجر المسيحية ومازالت مستمرة إلى الآن، حيث يحتفل الأقباط بعديد من الأعياد والاحتفالات التي تصل إلى أربعة عشر عيدا، منها ما يسمى بالأعياد الكبرى وهى تشتمل على عيد البشارة ( 29 برمهات – 7 أبريل) وعيد الميلاد ( 29 كيهيك – 7 يناير) وعيد الغاطس (8 طوبة 20 يناير) وعيد الزيتونة " عيد الشعانين" وعيد القيامة ( 21 مارس – 25 برمهات)، كذلك عيد الصعود و عيد العنصرة.

أما الأعياد الصغرى عن الأقباط هي سبعة أعياد تتضمن عيد الختان " 6 طوبة – 14 يناير" وعيد دخول السيد المسيح الى الهيكل ( 8 أمشير – 15 فبراير) عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر ( 24 بشنس – 1 يونيه) عيد عرس قانا الجليل ( 13 طوبة – 22 يناير)، كذلك عيد التجلي ( 13 مسري – 19 أغسطس) و خميس العهد وأحد توما.

وتابع قائلا: هذا وتحتفل الكنيسة القبطية بذكري ميلاد عيسى المسيح عليه السلام والذي يوافق التاسع والعشرون من شهر كيهيك والسابع من شهر يناير،حيث ولد السيد المسيح عليه السلام في بيت لحم بفلسطين عندما كانت أمه مريم بصحبة خطيبها يوسف النجار، الذي أنزلها في احدي الحظائر فى مدينة بيت لحم حيث وضعت طفلها هناك وقمته فى مزود، وقد حدث ذلك في أثناء حكم أكتافيوس اغسطس قصير، وكانت روما هي القوة العظمى وكان هيرودس ملكا على اليهود في ذلك الزمان.

وقال: وتجدر الإشارة هنا إلى أن ميلاد السيد المسيح نقله الفنان القبطي من المصادر الدينية، لنجده مصورا على كثير من التحف والآثار القبطية بشتى فروعها لنجد موضوع الميلاد مصورا على قطعة من نسيج الكتان من أخميم بسوهاج محفوظة بمتحف فيكتوريا وألبرت بلندن ويظهر فيها السيد المسيح الطفل في مذود حوله ثورا ويظهر فيها الملاك في حضرة العذراء،وهناك أيضا قطعة من الخشب توجد بكنيسة أبس سرجة بمصر القديمة يظهر فيها المسيح في مزود وترقد بجواره السيدة العذراء ويوسف النجار جالس على الأرض وفى الطرف السفلي يوجد المجوس.

أما عن مظاهر احتفال الأقباط بميلاد السيد المسيح فقد رصدت لنا المصادر التاريخية تلك المظاهر، حيث كان الأقباط يحتفلون به من خلال تزين الكنائس والبيوت بالزينة والإنارة وكثرة الوقود بها وكان المسيحيون فى هذه العيد يلعبون بالنار، كذلك رصد لنا المؤرخ تقى الدين المقريزي فى خططه مظاهر الاحتفال بهذا العيد فبقول " يتميز يوم الاحتفال بهذا العيد بكثرة بيع الشموع الملونة، والتماثيل البديعة الشكل، حتى بلغ الامر بالناس أنهم كانوا يتنافسون في المغالاة بأثمانها.

وأضاف: بدخول الإسلام مصر لم تقف عادات الأقباط في الاحتفال حيث تأكد المصادر التاريخية أن القبط احتفلوا بميلاد السيد المسيح بعد الفتح العربي دون تدخل من عمرو بن العاص وحكومته، وتشير الرواية القبطية أن البطرك بنيامين وجميع الكهنة اجتمعوا فى كنيسة السيدة العذراء مريم للاحتفال بهذا العيد،والأمر لم يقف عند ذلك فقد ذكر لنا أبو صالح الارمني أنه كان من عادة أهل مصر من القبط والمسلمين أن يوقد الشموع والمصابيح والاحتطاب على نطاق واسع،وكل الأمور السابقة تؤكد لنا مدي الوئام بين الأقباط والمسلمين في نسيج واحد مترابط تؤكده لنا كافة المصادر التاريخية والأثرية.