الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كوبر دفع ثمن أخطائه


بالعزيمة والإصرار فازت الكاميرون بكأس الأمم الافريقية .. نالت اللقب رغم غياب العناصر الأساسية للفريق، الذين فضلوا البقاء مع أنديتهم الأوربية، إلا أن العناصر الشابة التى ضمها البلجيكى هوجو بروس، المدير الفنى للأسود، كانوا عند حسن الظن ولعبوا بثقة تامة وأداء متميز، وأطاحوا بمنتخبات كبيرة لذا حصدوا لقب البطولة عن جدارة وإستحقاق.

أطاحت بمنتخب السنغال المرشح الأول لنيل اللقب، من الدور ربع النهائى، ثم إقصاء المنتخب الغانى المرشح الآخر، من الدور نصف النهائى بفوز مستحق، وأداء رائع، ثم كان ختامها مسكاً فى المحطة النهائية من البطولة وفازوا على منتخبنا المصرى، ليحققوا اللقب للمرة الخامسة فى تاريخهم وتمثيل افريقيا فى كأس العالم للقارات التى تستضيفها روسيا فى شهر يونيو المقبل.

أداء المنتخب المصرى، خلال البطولة، لم يكن مقنعًا، وظهر مدافعاً باستمرار، وغابت عنه الجرأة الهجومية علي مرمى الخصوم، إلا في مرات نادرة .. وقع تحت ضغط كبير أثناء المباريات مع اعتماد "كوبر" على اخطاء المنافسين وسرعة محمد صلاح فى خطف الأهداف وهو ما تحقق له، بدليل إحراز منتخبنا هدفًا واحدًا فى كل مباراة عدا لقاء مالى الذى انتهى بالتعادل السلبى.

فى المباراة النهائية فطن البلجيكى "بروس" لطريقة لعب هيكتور كوبر، واعتمد على الضغط المتقدم على لاعبى مصر وتقارب خطوط فريقه والرقابة اللصيقة على محمد صلاح، ورغم ذلك أحرز منتخبنا هدفا فى غفلة من دفاع الكاميرون تسبب فى إرباكهم وكانت فرصة لنا لإحراز المزيد من الأهداف لكننا فوجئنا بتقهقر غريب للفريق المصرى، خاصة فى الشوط الثانى، الذى سيطر عليه الفريق الكاميرونى تمامًا، فى ظل هبوط بدنى تام للفراعنه.

هوجو بروس، ادار لقاء مصر بحنكة كبيرة، عندما اشرك مهاجمه القوى فانسنت ابوبكر، فى الشوط الثانى، ثم نقل اللاعب الخطير باسو جوجو من الناحية اليمنى الى الجهة اليسرى لهجوم الكاميرون ليلعب على احمد المحمدى "البطيء" ، وبالفعل نجح "بروس" وأحرز هدفين متتاليين ليفوز منتخب الكاميرون باللقاء، ويصعد لمنصة التتويج كزعيم للقارة الافريقية.

بصفة عامة.. دفع "كوبر" ثمن بعض الاختيارات الخاطئة وغير المنطقية لعدم اصطحابه لاعبين ظهروا بمستوى متميز بالدورى المصرى .. الأرجنتينى تجاهل بشكل غريب ضم مهاجم صريح بعد إصراره على استبعاد باسم مرسى وحسام باولو واحمد جمعة ولم يستدع عمرو مرعي هداف إنبى المتألق رغم أنهم كانوا حلولًا رائعة فى البطولة.

كما كان منتخب مصر فى حاجة أيضًا لجناح سريع يستطيع الوصول للمرمى على حساب عمرو وردة الذى لا يصنع الفارق مهاريًا ولا يملك الخبرات في قارة أفريقيا بعكس لاعبين في الدوري مثل وليد سليمان وشيكابالا، ليدفع كوبر ثمن الاخطاء التى إرتكبها ويستمر كعادته فى خسارة المباريات النهائية مع كافة الفرق التى تولى تدريبها.

على المنتخب القومى طي صفحة كأس الأمم الافريقية، ووضع التأهل لنهائيات كأس العالم فى روسيا 2018 هدفًا لهم فى ظل تصدرنا لمجموعتنا بالتصفيات، لتحقيق حلم الجماهير المصرية التى إلتفت حول الفريق فى مشهد رائع وكانت تمنى نفسها فرحة بعيدًا عن الأزمات والمعاناة التى تعيشها حاليًا من إرتفاع جنونى للأسعار وإختفاء الأدوية والبطالة وتدنى مستوى الخدمات التى تقدم لهم.

أؤكد ان المكسب الحقيقى لمنتخب مصر هو ظهور جيل جديد من اللاعبين، لعبوا بعزيمة وإصرار وكان لهم الفضل فى الوصول للنهائى وبذلوا أقصى مجهود لديهم من اجل حصد الكأس الافريقية لإسعاد الشعب المصرى "المطحون" إلا أن طريقة لعب كوبر وإخفاقه فى إدارة المباراة النهائية كانت عائقًا نحو تحقيق اللقب القارى.

شهدت البطولة بزوغ نجم طارق حامد وعلى جبر وأحمد حجازى وتريزيجيه ومحمد صلاح، بجانب الأداء الرجولى "للقدامى" أحمد فتحى أحد الحلول الرائعة، وعصام الحضرى الذى قدم مستوى فنيا متميزا فى جميع المباريات بإستثناء لقاء الكاميرون الأخير الذى ظهر فيه بعيدًا عن مستواه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط