قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"صدى البلد" يكشف تداول محاليل طبية مغشوشة بالأسواق .. ضبط 18 مليون عبوة خلال العام الماضي و30 ألفاً مطلع "الجاري"


"المتحدون" المغلقة إنتاجها لا يزال بالسوق السوداء و"الكرتونة" بـ 400 جنيه
المحاليل المغشوشة بها شوائب وبكتيريا تتعامل مع الدم وتصل للمخ وتسبب الوفاة
مرضى الفشل الكلوي والأورام والجراحات يقعون فريسة للمحاليل المغشوشة
المصنع المغلق ينتج 60% من حجم الإنتاج و9 ملايين عبوة جم الاستهلاك شهريا َ
تجار "السوق السوداء" يعلنون عن محاليل مغشوشة عبر الانترنت والتواصل الهاتفي
أسعار المحاليل المغشوشة تبدأ من 200 جنيه لمحلول الملح و300 للجلوكوز
أحد الأطباء يعلن عن طريقة "منزلى" لصناعة محلول الملح نظرا ً لنقصه
مخازن "بير السلم" تستخدم فوارغ المحاليل الطبية وتعبئها بخامات مجهولة
تكلفة المصنع المعتمد تتعدى 40 مليون والجودة العالمية والسلامة أهم معاييره
أصحاب مخازن الادوية السبب الرئيسي في تداول محاليل طبية مغشوشة
شعبة الصيدليات تنفي تداول محاليل مغشوشة وتطالب بالإفراج عن منتجات "المتحدون"
غرفة صناعة الدواء تنتقد استمرار غلق "المتحدون"وعدم الافراج عن منتجاتها
وزارة الصحة تعلن أن الإنتاج يكفي و"شئون الصيدلة" تراقب المغشوش

رغم أن أزمة نقص المحاليل لا تزال قائمة، وتعاني العديد من المستشفيات والصيدليات والمراكز الطبية من ذلك، وبالأخص مرضي الأورام والغسيل الكلوي، فهناك حالة نداءات متكررة لذوي المرضي للاستغاثة لشراء المحاليل الطبية من التجار والسوق السوداء وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى وصل سعر عبوة المحاليل خمسين جنيها، ليعاني قرابة 62 ألف مريض غسيل كلوي، وقرابة 130 ألف مريض سرطان سنويا ً، من أثر تلك الازمة.

ولكن الاكثر سوءًا انتشار وجود محاليل طبية مغشوشة، يتم بيعها وتداولها بسوق الدواء ولدى أصحاب مخازن الادوية أو عبر مواقع بيع الدواء بالانترنت.

ضبطيات محاليل مغشوشة

فقد أعلنت وزارة الصحة، أن لجنة من إدارة التفتيش علي الصيدليات ومخازن الأدوية بالإدارة المركزية للصيدلة ضبطت كمية من المحاليل المغشوشة بإجمالي 281 زجاجة بشبرا الخيمة ، كما تم ضبط 30 ألفا و500 عبوة تحاليل بثلاثة مخازن للأدوية بمنطقة قصر العينى، وجاء ذلك خلال الحملة التفتيشية بالتنسيق مع مباحث التموين، مطلع العام الحالي.

وعلى مدار العام الماضي، فقد صرح العميد أحمد مهران، مسئول الاعلام بالإدارة العامة لمباحث التموين، أنه تم تحرير 118 قضية مستلزمات طبية، وتم ضبط 18361652عبوة محاليل فاسدة ومغشوشة، و6 أطنان و765 كيلو مستلزمات تصنيع من السكر والملح والمياة المقطرة بالمخازن.

الحق في الدواء

وفي هذا الصدد أفاد محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، أن هناك آلاف المرضى في انتظار عبوة محلول واحدة، خاصة أن مريض الغسيل الكلوي يقوم بعمل 3 جلسات أسبوعيًّا، والجلسة الواحدة تتراوح بين ثلاث وخمس عبوات محلول، وقد لا يتمكن من الحصول على عبوة محلول مطابقة للمواصفة ، ويقع فريسة لتجار السوق السوداء، ويحصل على محاليل مغشوشة قد تؤدي بحياته، فقد وصل سعر "كرتونه" المحاليل الطبية لـ 400 و500 جنيه.

معاناة المرضى

الأطفال بالرعاية المركزة والحضانات والمصابين بالجفاف ومرضي غرف العمليات والجراحات بمراكز الاستقبال وفاقدي الوعي، وغيرهم من الذين تتوقف حياتهم بأكملها على نقص عبوات المحاليل، وبالتالي أصبحت تمثل كارثة كبرى، يجب أن يتم إيجاد حل لها في أسرع وقت، وقد لقي العديد من المرضي في الآونه الاخيرة مصرعهم لنقض المحاليل أو غشها" .. يوضح فؤاد.

تاريخ نقص المحاليل

بدأت أزمة نقص المحاليل عقب وفاة 6 أطفال وإصابة آخرين بمحافظة بنى سويف منتصف 2015 ، بعدما تعاطوا محلول فاسد تم إنتاجه من قبل مصنع "المتحدون"، وصدر قرار وزارة الصحة وقف تشغيل مصانع شركة المتحدون فارما الذى يعد أكبر منتج للمحاليل فى مصر بحصة سوقية 50%.

وطالبت شركة المتحدون فارما، للمحاليل الطبية وزارة الصحة، بتحديد موقف استئناف تشغيل مصنعها المتوقف منذ يوليو 2015، وهو ما لم يحدث، وهو ما أدي لانتشار السوق السوداء وارتفاع الأسعار لتتجاوز 400 جنيه للكرتونه.

حجم السوق

"السوق المصري يستهلك قرابة 9 ملايين عبوة محاليل طبية شهريًا، توفر منهما شركتا النيل والنصر التابعتين للشركة القابضة للأدوية نحو 30% بمعدل، فيما توفر شركات أخرى مثل شركة الفتح نحو 5%، بمعدل 40 مليون عبوة للشركات الثلاث، وكانت شركة "المتحدون" توفر قرابة 50 % من حجم إحتياج السوق المصري بمعدل 50 مليون عبوة سنويًا، ليصل حجم الاستهلاك المحلي سنويا ً لـ 120 مليون عبوة طبقا لتصريحات محمد العبد،عضو نقابة الصيادلة.

تجار المحاليل المغشوشة

رصد "صدى البلد" تداول المحاليل الطبية المغشوشة عبر تجار مخازن الأدوية، ويروجون لمنتجات "المتحدون "المحظورة" ومحاليل اخرى مستوردة مجهولة المصدر.

محمد عبد القادر، عبر مجموعة "أدوية للبيع "، بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يعلن عن وجود 200 كرتونة رينجر المتحدون ( المحظور تداوله)، لأقل سعر، وطالب بالتواصل على البريد الخاص.

وأعلن " محمد منعم "، صاحب محزن، عن توافر ٦٥ كرتونة جلوكوز ملحي المتحدون و ٢٥ كرتونة ملحي المتحدون و ١٢ كرتونة جلوكوز المتحدون و ٢ كرتونة رينجر عادى المتحدون، مطالبا الراغبين ان يتم التسليم بمنية النصر دقهلية والتواصل عبر رقم الهاتف، وسعر الكرتونة 250 جنيها.

وعرض احمد برعي، توافر محلول رينجر المتحدون بسعر ٣٣٠ جنيها و محلول ملحي و جلوكوز المتحدون بسعر ٣٠٠، على أن يتم التسليم بـ"فارسكور" دمياط.

وعبر "أدوية مستوردة للبيع" أعلن محمد فتحي، عن وجود 50 كرتونه جلوكوز 10% المتحدون، بسعر 290 جنيها للكرتونه، وطالب الراغبين التواصل ، كما أعلن بصفحة "أدوية للبيع"عن وجود 35 كرتونة جلوكوز 5% شركة المتحدون وسعرها 190 جنيها للكرتونة،" اللى جاهز يشيل يكلمنى غير كده منضيعش وقت بعض التواصل علي الخاص".

وعند التواصل بهم، في محاولة لمعرفة الاسعار وطرق التوصيل، طالب جميعهم سرية التعامل لأن المنتج محظور تداوله، بعد قرار وزارة الصحة بمنع تداول منتجات مصنع المتحدون.

تصنيع منزلي

ووصلت أزمة نقص المحاليل إلا أن شرح أحد الاطباء ويدعي دكتور رامي أحمد فؤاد، طريقة لعمل محلول الملح قائلًا: "لأن محلول الملح مش موجود وسعره وصل لـ ٥٠ جنيها، إحنا ممكن نحضر محلول ملح فالبيت نص معلقة صغيرة ملح وكوباية مية مفلترة ونضع المياة في غلاية ونحط الملح ونقلبه كويس ٣ مرات، ونغليه لمدة ١٥ دقيقة، ثم نخزنه فى حاجة زجاج مغلية ممكن نملى منه قطارة ويبقى محلول ملح للأنف أو غيره من الاستخدامات".

ماهية المحاليل المغشوشة

وفي محاولة للوقوف حول ماهية المحاليل المغشوشة، وخطورتها، شرح دكتور معتز سيف، مسئول خطوط التوزيع بأحد مصانع المحاليل الطبية، أـنه لا يمكن أن تتواجد محاليل مغشوشة داخل مستشفي او صيدلية، لان كل عبوة متواجدة بناء عن فواتير رسمية بمصدر تلك العبوة، وكافة الجهات الرسمية تعلم أن هناك منتجات محظورة.

"بعض معامل بيع السلم بمخازن الادوية غير المرخصة، تقوم بإستخدام فوازغ عبوات المحاليل الطبية ويتم بتعبئتها بخامات مجهولة، وقد لا يعي المريض ويتوفي، فهو القاتل الخفي، قد يشخص الطبيب ان الوفاة طبيعية وليست بسبب محلول مغشوة" .. موضحًا طرق تعبئة المحاليل المغشوشة.

شروط المصنع المعتمد

تابع معتز يوسف: "المصنع لدينا يتعدى تكلفته 40 مليون جنيه، وحاصل على شهادات الجودة العالمية ونظم المحافظة على البيئة والسلامة المهنية ومنشأ طبقا لخطوط الانتاج العالمية والتى تعتمد على مواصفات التصنيع الحديث والتعقيم، والتحكم الإلكتروني في درجة الحرارة والرطوية ويتم رقابة الجودة للمحاليل عبر جميع مراحل الانتاج".

الخطورة

وكشف "المحاليل الطبية تتعامل مع الدم مباشرة، وبالتالي لا يجد الجسم أجهزة دفاعية، ومن ثم وجود شوائب أو بكتيريا-في حال صناعة المحاليل عبر المخازن بإستخدام مياة مقطرة يدوية- قد يؤدي لتمكن الشوائب والبكتيريا من جسم المريض وإحداث خلل فوري بخلايا المخ والموت المباشر، وبالتالي لابد من الفحص الدقيق لعبوات المحاليل ورجها والتأكد أنها بلا شوائب او بكتريا وأن المياة نقية وصافية والغطاء مطاطي بلون مختلف وليس من لون العبوة".

غرفة صناعة الدواء

دكتور محمد البهي، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات المصري، أكد أن تجارة الادوية تعاني من تجار السوق السوداء وأصحاب المخازن غير الرسمية، لأنهم السبب الأساسي في إعادة تدوير وتعبئة الأدوية بكافة أنواعها عبر إستخدام الفوارغ وماكينات التعبئة والطباعة، لجعل العبوات مطابقة للعبوات الاصلية.

وتابع" هناك حوالي ألفي مخزن للأدوية غير مرخص، وهم بؤر للأدوية المغشوشة ولابد من غلقهم لحماية المرضي".

"بالفعل هناك رقابة من قبل قطاع التفتيش الصيدلي على المصانع الرسمية الان وخطوط الانتاج ويتم مراقبة أيضا توزيع الانتاج على المستفيات والمراكز لضمان سلامته وكونه مطابق للمواصفات، من خلال تحليل العينات اولا بأول"..موضحا ً نائب رئيس غرفة الدواء.

جدير بالذكر أن نقابة الصيادلة طالبت بالإفراج عن منتجات مصنع "المتحدون"، والتى تقدر بحوالي 3 ملايين عبوة متواجدة لدى مخازن الدولة، على أن يتم تحليل عينات منها للتاكد من سلامته.

موقف الصيدليات

وهو ما طالب به دكتور عادل عبد المقصود، عضو شعبة أصحاب الصيدليات، بمنع إهدار المال العام، وإعدام منتجات "المتحدون" والتى تتعدى قيمتها 13 مليون جنيه، وتحل أزمة الناقص بالسوق، موضحًا أنه يتم تداوله عبر تجار السوق السوداء، ولا يمكن غلق مصنع لوجود خلل بتشغيله واحدة. ومطالبا بإعادة فتح المصنع هو الحل للازمه.

"لا نتعامل مع تجار المخازن غير المرخصة، وكافة الصيدليات تحصل على المحاليل عبر منافذ توزيع المصانع المنتجة، ولا يمكن أن تجد عبوة مغشوشة أو تابعة لمصنع "المتحدون" بإحدى الصيدليات، والا تعرض الصيدلية للغلق والصيدلي للمساءلة القانونية".

مطالب وحلول

أما الدكتور محيى حافظ نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، فقد انتقد استمرار رفض فتح مصنع المتحدون والافراج عن منتجاته، موضحا ً أنه لم تبق أي أسباب حقيقية لاستمرار إغلاق المصنع، خاصة بعد استجابة المصنع لمطالب وزارة الصحة وتحديث كافة معداته، ويدفع ثمنها المرضى بالمستشفيات وليس مصنع المتحدون وحده.

وتابع "لم يشهد المصنع أي شكوى من المحاليل المنتجة خلال فترة علمه قبل الأزمة الأخيرة، وتم الاستجابة لمطالب وزارة الصحة بتطوير خطوط الإنتاج وتحديث المعدات والآلات، وتم التأكد من مطابقة جميع مكونات ومراحل الانتاج بالمصنع للمواصفات القياسية، ورغم التفيتش من قبل الوزارة بعد التعديلات لم يتم فتحه مرة أخري، وتراكمت الديون على ملاكه ووصلت 22 مليون جنيه وأصبح مهدد بالبيع".

دور الرقابة

وقال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الاعلامي لوزارة الصحة، إن الازمة تكمن في أن هيئة الرقابة والبحوث الدوائية أوصت في تقرير رفعته لوزير الصحة، بإعدام 3 ملايين عبوة محاليل طبية من إنتاج شركة المتحدون لعدم أمانها للاستخدام، وما تم ضبطه من عبوات محاليل طبيه مغشوشة، هي عبوات لمحاليل وريدية مثل الجلوكوز ومحلول الملح والرينجر بخلاف المحاليل الأخرى، هي ضمن الحملات التى تقوم بها الوزارة لضبط سوق الدواء والتفتيش على الصيدليات والمخازن.

وتابع، خلال تصريحات صحفية، بالفعل كان هناك أزمة في المحاليل الطبية ولكنها اختفت الان، وانتاج المحاليل الوريدية الشهري في مصر يتعدى الــ9 ملايين زجاجة، في حين الإحتياج الشهري من المحاليل الوريدية يصل إلى 8.2 مليون زجاجة ، وبالتالي المحاليل متوفرة بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة وتكفينا لمدة شهر إضافي، ترصد الإدارة المركزية لشئون الصيدلة أي مشكلات تخص أرصدة المحاليل سواء في المستشفيات أو في الأسواق، ومن يوجد لدية أزمة محاليل عليه الاتصال بالخط الساخن 25354150.

وكشف "تم المرور على 63 ألفا و497 صيدلية، وتحرير 528 محضرًا للصيدليات لتداول أدوية مغشوشة، وبلغت مخازن الأدوية التي تم التفتيش 2640 مخزنًا، و77 محضرًا للمخازن المخالفة، و31 محضرا لمخازن غير مرخصة، وإصدار قرار غلق إداري لعدد 11 مخزنًا للأدوية على مستوى الجمهورية لمخالفتها وضبط أدوية مهربة وغير مسجله بوزارة الصحة، كما أن عدد الحملات التي قام بها التفتيش الصيدلي مع مباحث التموين ومباحث المخدرات ومباحث الأموال العامة وجهاز حماية المستهلك 272 حملة، وتم التعامل معها طبقًا للقرار الوزاري 113 لسنة 1994 والخاص بالسلع مجهولة المصدر".

دور فاكسيرا

وسعت الدولة حالياً لحل أزمة نقص المحاليل والسوق السوداء للمحاليل المغشوشة، من خلال إعلان الشركة القابضة للأمصال واللقاحات "فاكسيرا"، عن إنشاء مصنع لإنتاج المحاليل الطبية بتكلفة 140 مليون جنيه، بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربى، ولم يتم فتح خطوط الانتاج حتى الان او تحديد موعد لبدء التشغيل.