الاستراتيجية هي علم الثوابت .. والسياسة هي فن إدارة المتغيرات .. لذلك فإن الاستراتيجي يحتاج السياسي .. والسياسي لا يستطيع أن يتحرك بعيدًا رؤية الاستراتيجي .. إذا فقد الاستراتيجي السياسة تعرض لحالة حصار .. وإذ فقد السياسي رؤية الاستراتيجي أصبحت ممارسات السياسي عبثية أقرب الى الفوضى.
الاستراتيجيون رجال الثوابت والخطط بعيدة المدى .. والسياسيون رجال التفاوض والمناورات وصانعى الخطاب السياسي بأوجهه المختلفة .
بالنسبة للاستراتيجي .. السياسية هي وسيلة تواصل داخلي وخارجي .. وهى المنطقة المرنة التي يستخدمها رجال الثوابت الاستراتيجية في تحقيق اهداف الدولة وتقييم حسابات الواقع والمستقبل .
وجه نظر الاستراتيجي ترى الخريطة والديموجرافيا .. وعين السياسي ترى الجيوسياسة وتتصدى على ارض الواقع لكل المتغيرات .. العلاقة بينهما تكاملية ومطلوبة وضرورية .
اخترع الإنسان السياسة بحثًا عن المرونة .. لذلك بطبيعتها السياسة قابلة للتشكيل والتغيير .. لا يمكن أبدًا أن تكون السياسية دائرة مغلقة .. لأنها تجعل الوضع الاستراتيجي في حالة انكشاف .
السياسة هي انعكاس لنجاح الاستراتيجية وتعبير عنها .. وبدون السياسي الى جانب الاستراتيجي .. يخسر الاستراتيجي فرص استمرار نجاحه .. والسياسى يفتقد للبوصلة .
في العاب الرأي العام والمزاج الاجتماعي .. يقع الاستراتيجي ضحية عدم اعتماده على سياسيين ناجحين .. لأنه مع الوقت لا يستطيع أن يدير التحولات الضخمة .. واستيعاب ردود الأفعال .
قد يرى الاستراتيجي طريق النجاح .. لكن الرأي العام يحتاج الى السياسي ليرى الدروب الوعرة وصولًا الى المستقبل .
السؤال الذى يطرحه الاستراتيجي دائمًا .. هو الفارق بين المستهدف والإمكانات .. والسؤال الذى يطرحه السياسي هي كيفية صناعة الممكن في ضوء المستهدف .
الإعلام أحد وسائل السياسة .. ولا يستطيع ان يلعب الإعلام دور السياسي .. إذ أن السياسي يمارس الفعل في الواقع بداية الوحدة المحلية وصولًا الى البرلمان والوزارة .. والاستراتيجي يدير المؤسسات ويخطط لها.
عندما يلتقى السياسي مع الاستراتيجي .. تصبح الدولة والمجتمع في حالة انسجام وتفاعل .. وكلما تم تفعيل أدوار الاثنين بات المجتمع أكثر فاعلية في توزيع مهام وأحمال وتبعات المراحل التاريخية الدقيقة .
الاستراتيجية الفعالة والسياسة الناضجة هما وجهان لعملة واحدة .. وهما قاعدة متينه لأقتصاد قوى وفعال يساهم فيه المجتمع عن قناعة ورضا .
الاستراتيجية لها دولاب عمل .. والسياسة لها تنظيم مرن .. والاقتصاد هو نتيجه تطبيق الاستراتيجية بفاعلية والسياسة بمرونة وحكمة .. والمجتمع هو المستفيد إذ هو المستهدف من ممارسات الثلاثة معًا .