الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طاعون الإرهاب ينخر في جسد العالم


يمر العالم خلال هذه الحقبة التاريخية بمرحلة إهتزازات عنيفه وتمكن الإرهاب من التوغل داخل الانظمة التي كانت تعتقد أنها قوية وأقصد هنا القارة الأوروبية التي إعتمدت علي التكنولوجيا في مواجهة الارهاب ونجحت في صناعته وتسيسيه وتصديره للمناطق التي تخرج من بيت الطاعة الأوروبي المتأمرك أو بمعني آخر الدول العظمي التي صنعت الإرهاب وصدرته لينقلب في النهاية عليهم كما يتابع المهتمون بالشأن السياسي العالمي.

وشهد هذا الأسبوع عمليات إرهابية متفرقة في ثلاث قارات من قارات الدنيا السبع، مثلما حدث في أوروبا هجوم سان بطرسبرج بعد أن دخل انتحاري إحدى محطات المترو وفجر نفسه وتسبب في مقتل 14 وإصابة العشرات ، و هجمات تكريت في العراق أسفرت عن مقتل 31 شخصا ، هجمات ستوكهولم في السويد بشاحنة دهس بها المواطنون واسفرت عن مقتل 4 وإصابة أكثر من 15 ، وانفجار لاهور في باكستان بعد أن فجر إنتحاري نفسه في فريق تعداد سكاني واسفر عن مقتل 6 أشخاص ، بجانب هجمات شبه يوميه في الصومال تزيد من جراح الصوماليين وسقوط العشرات من التلقي والمصابين يوميا ، وعمليتين إرهابيتين في مصر بمدينة الاسكندرية وطنطا أسفرتا عن مقتل 47 شخصا وإصابة العشرات في أكبر عمل إرهابي تشهده الدلتا والاسكندرية.

ولعل استمرارً العمليات الإرهابية التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد أن عزل الشعب المصري للرئيس الأسبق محمد مرسي في 30 يونيو 2013 م وتبني التيارات الإرهابية التي تستخدم الدين ستاراً للتغطية علي جرائمها أكثر من 23 عملية إرهابية حتي الان يؤكد بشكل أو بآخر مدي إدمان هذه التيارات للون الدم وأنها لا تعترف إلا بكاينها فقط وأن من يعارضها فهو كافر وأن دمه حلال لهم ومن يقتل منهم فهو شهيد.

هذه التيارات حرمت ما أحله الله وحللت الحرام فلم يذكر أي دين سماوي أن القتل والدماء حلال للآمنين أو أن قتل إخواننا المسيحيين أثناء أداء شعرائهم الدينية وصلواتهم حلال، وأن جميع الأديان حرمت الدماء أو إستخدامها في إرهاب المجتمعات كما تفعل هذه التيارات، التي أصبحت تمتلك تاريخا ملوثا بالدماء وإستخدام المسيحيين للضغط علي الدولة لإجراء تسويات من أي نوع خاصة وأن هذا الحادث تزامن مع إحتفال إخواننا المسيحيين بأحد السعف إستعدادا لاحتفالات أعياد الربيع.

وعادة ما يستغل الإرهاب مثل هذه الاحتفالات والمناسبات للقيام بتلك العمليات الاجرامية، ولكن الجديد في الأمر هو اتجاههم للتفجير داخل المحافظات، بعد أن كان تركيزهم مُنصباً على القاهرة الكبرى، في أغلب الأحيان وسيناء التي تعتبر مركز الصراع بين القوات المسلحة والأمنية والإرهاب الأسود الذي يريد أن تعود الدولة المصرية للوراء.

لكن إذا أردنا تحليل الأمور بنظره هادئه بعيدا عن إتهام الاجهزة الأمنية بالتقصير، خاصة وان الشارع لمس بنفسه المجهود الكبير الذي تقوم به أجهزتنا الأمنية في مواجهة الإرهاب الاسود وهو الأمر الذي يجعلنا جميعا نستبعد عنهم تهمة التقصير، بدليل أن استهداف الارهاب للمحافظات للقيام بتفجيرات وعمليات إرهابية، ناتج عن حالة الاستنفار الأمني الكبيرة في القاهرة ونجاح الاجهزة الامنية في إفساد محاولاتهم المستمرة في التوغل والنيل من أمن واستقرار البلاد و إن الهدف من هذه التفجيرات ما هو إلا محاولة من هؤلاء الجماعات الارهابية لقلقلة الأوضاع وللتغطية على ثمار زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة الأمريكية، وفرض حالة من حالات الاحباط وعدم الاتزان، وارسال رسالة للغرب بأن الارهاب لا يزال قائمًا في مصر ويستهدف المسيحيين في إشارة للتدخل تهدف للتدخل في الشأن المصري وأن هذه التفجيرات عبارة عن عمل خسيس يهدف إلى ارهاب المصريين، واظهار جهاز الشرطة على أنه غير قادر على حماية المصريين.

لكنني أري أن التصدى لهذا الارهاب يكون من خلال الشعب المصري بأكمله وتكاتفه، وليس الجيش والشرطة فقط، لأن ما يحدث غير مقبول على الاطلاق أن يقف الشعب المصري موقف المتفرج من الأحداث ويجب أن يكون هناك تضامن حقيقي وفعال ومساندة قوية لمؤسسات الدولة خاصة المؤسسات الشرطية والأمنية.

وكانت القرارات الحاسمة التي أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمها إعلان حالة الطوارئ بعد إستيفاء الإجراءات القانونية والدستورية لمدة 3 شهور قابلة للتجديد ، بجانب الإشارة إلي الخطاب الديني مطالبا البرلمان ومؤسسات الدولة أن تتصدي بمسئولية لمواجهة التطرف في مصر كما طالب الأجهزة الأمنية ، مشددا علي ضرورة تكثف جهودها لضبط المجرمين ومن خلفهم.

ولعل الرئيس يقصد بكلمة خلفهم في إشارة غير واضحة بأن هناك اجهزة إستخبارات تم رصدها قامت بتمويل هذه العمليات وأتوقع ان تشهد الأيام القليلة القادمة العديد من المفاجآت التي ستكشف عنها التحقيقات التي تتم حاليا في سرية تامة من الاجهزة المعنية بهذا الأمر.

في النهاية يجب أن يعلم الإرهاب والذين معه أن مصر وشعبها وقادتها سيستمرون في البناء والتنمية ولن يستطيع أحد النيل من هذا البلد مهما حاول المخربون والذين معهم ، واعتقد ان هذه أمنيات تتحقق بضرورة سرعة تفعيل المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب كي يقوم بتنفيذ المنظومة العلمية لمواجهة الإرهاب ، كما أنني أطالب الشارع المصري بعدم اليأس والنظر للنصف الفارغ من الكوب وإهمال الجانب الإيجابي الذي حققته الدولة المصرية في إقرار الأمن والأستقرار رغم العمليات التي تحدث علي فترات من جانب جماعات إعتنقت الفكر الإرهابي وادمنت لون الدماء، كما أنني أتوقع بأن هناك عمليات أخري " وأتمني ألا تكون بمثل هذه الفداحة شرط ان يعلن الشعب المصري كله نبذ الإرهاب ومساندة الأجهزة الامنية وعدم ترديد شائعات من شأنها النيل من عزيمة هذه الاجهزة.

كما أنني أعتقد يقينا أن هناك أجهزة إستخباراتيه وراء هذه العمليات و أن هذه الأجهزة لا تريد إنطلاق الدولة المصري في مسيرتها نحو الإصلاح والتنمية الشاملة وأن تقويض الدولة المصرية أهم ما تسعي إليه هذه المؤسسات، بجانب ضرورة تفعيل عمل المجلس الأعلي لمكافحة الإرهاب علي عدة محاور مثل المحور السياسي والاقتصادي والإجتماعي والإعلامي والمحور الديني والثقافي ، خاصة وان المحور الأمني لن يحل المشكلة لأن الأمن مهمته ليست مكافحة الإرهاب ولكن مهمته إتخاذ إجراءات إحترازية لإفساد مخططات الجماعات الإرهابية بناء علي المعلومات التي تحصل عليها من الاجهزة المختصة لحماية البلاد من فخ الإرهاب الذي يسعي بإستمرار من النيل بأمن وإستقرار مصرنا الغالية .. اللهم احم مصر وشعبها وحافظ علي وحدتها من محاولات التيارات الإرهابية والذين معهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط